الفصل الحادي عشر

74.7K 2.3K 297
                                    

يسألونك ما هي أشد اللحظات جنونًا؟

أن ما هو ملكك لم يعد بعد الآن

أن من وضعت عليه بصمتك قد زال كممحاه وكأنك زيلت توقعيك بقلم رصاص وليس بحبر

أن ما كنت تحرك مشاعرك وتثورها أصبحت جامدة كالجبل الشامخ لن يهزها اعتي ريح عاصف

أن يخبروك أنك فقدت روحك وشقك الأخر

أنك تشاهد ما يحدث وانت تقف عاجزًا

أن تكتشف أن حياتك كانت عبارة عن خدعـة كبيرة و وهم اكبر

ربما تلك هي اشد لحظات جنونًا !!

جنون في جنون وهما يخبرانه ببرود كـ ليلة شتاء قارصة أنها لم تعد زوجته .. كيف لم تعد زوجته ورغم أنه يقسم ان شفتيها ما زالت تحمل توقيعه ولو امتد بصره لأشياء اخري سيجد توقيعاته موشومة بجسدها .

صاح هادرًا وهو ينفث النيران كتنين وحشي خرج من مكمنه

- كل ذلك جنون ، ما هذا الهراء الذي يحدث؟!

رغم حالة الثورات وتفاقم وازدياد الوضع سوءًا كانا ينظران اليه بلا مبالاة وبالأخص هي تتأمل ملامحه التي تحفظها عن ظهر قلب بجفاء ودون تأثر ، لم ترمش جفنيها لم تتأوه بصوت خفيض لم تلتمع عيناها سعادة كالغبية وهي تراه يأتي بعد ماذا ؟! .. أربعـة أعـوام !!

ازداد جاذبية ووسامة مفرطة بلحيته المهذبة ، ولكن هل ما زالت عاشقة ساذجة لكي تمحي ما حدث ؟!

كلا لم تعد تتأثر بعد الآن وكأن من تراه الآن أصبح غريبًا عنها ولم يربطهم أكثر العلاقات قدسية بين اثنين .

غمغم زيدان بهدوء ثابت ورزين

- اجلس واهدأ لم اعلم انك تخليت عن قناع البرود والهدوء بتلك السرعة

ضرب بقوة علي مكتب السطح الزجاجي بقسوة ، كانت منذ فترة سابقة ينقبض قلبها هلعًا وهي ترى تحوله للأجرامية وليس برجل أعمال حاملاً بعض الصفات النبيلة .. لكن الآن لا مبالاة .. غير مبالية اطلاقًا والدليل .. !!

تحتسي عصير البرتقال باستمتاع حتى لم يهتز كوبها بين قبضة يديها من اثر قبضته على سطح مكتبه ،، زمجر الآخر الذي كان كالليث الحبيس في قفص حديدي مرعب له .. مقيد لحدوده

- انت تتحدث عن زوجتي

صحح زيدان قائلاً

- عذرًا عزيزي من كانت زوجتك

القي بعض الملفات على الأرض وهو يصيح بهدر وعرقه النافر ينبض بقوة

- اللعنـة لم اطلقها ، وانتي كيف توافقين علي ذلك؟

ومع كونها غير مقتنعة بوجودها هنا لكن العم أصر على تلك المواجهة الأولى بينهما

تمتمت ببرود وهي تضع الكوب على المنضدة الصغيرة وتهب من مجلسها

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن