الفصل الثالث والعشرون

82.1K 2.7K 410
                                    

فلتَهرُبِي ما شِئتِ عن عَينَي ؛ فإنَّكِ في الضُلوعِ تُسَافِرين

- فاروق جويدة

هل جربت الحب ؟ هل شعرت بحلاوته ؟ .. هل أعطاك بهجة وسعادة وطاقة كبيرة لا تعلم اين تنشرها ؟!

إن كانت الاجابة لا .. فحظ اوفر في المرة القادمة للبحث عن الحبيب

أما إن كانت اجابتك نعم .. دعني أخبرك عزيزي من يذق الحلو يذق المر ، تلك المرارة تضيف نكهة أخرى للحب .. لا تتقبلها لكنك لا تستطيع ان تبعدها عنك لأنها ملاصقة للحب .. كـ شق آخر مكتمل له .

صدمـة و شعور خانق اجثم انفاسـه .. شعور بالخيانـة !!
كلا شيء اكبر .. شيء بعثر فؤاده إلى اشلاء ممزقة ، من المفترض هو زوجها ..حاميها .. صديقها .. اخيها .. السند ، لكنه باهت للغاية بجوارها ، في كل مشكلة تستطيع ان تتغلب عليها بمفردها او بمساعدة من حولها .. يريد ان يشعر بضعفها لو لمرة ..ضعف انثوي حينما تلجأ اليه يومًا ما .. يوم لا يعلم إن كان سيأتي أم لا ؟! .. فقط تأتي اليه ولو لمرة واحدة يستطيع أن يحتويها بين ذراعه يلاعب خصلاتها الفحمية يلقي تعويذات تجعلها ترتخي و تغمض جفنيها قريرة العيـن .. لكن تلك مجرد اوهـام نسجها من خياله الخادع .

بدون كلمة نظر إلى صديق طفولتها بجمود قبل أن يأخذ ذراعها وهي تسير خلفه مطرقة الرأس ..
هي الأخرى تحت تأثير الصدمة لكن حينما اغلق الباب وشق بـ سيارته الي طريق غير معلوم الجهة صرخت بعنف

- انت مش من حقك تجرني زي المعزة وليك عين يا بجح انك تضايق مني انا اصلا

وهو صامت .. صامت لكن القشة الباردة على وشك الانفجار .. يضغط بعنف على المقود وهو يزفر بحدة .. لن يستطيع ان يمحي بسهولة قربها الحميمي لذلك الرجل .. لن يستطيع ابدًا

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تري تشنج جسده وصعوبة التقاط انفاسه لتتخذ الصمت لعدة ثواني قبل ان تصرخ بتهور وهي تضرب على الزجاج الذي بجوارها .. اغمض جفنيه للحظة وهو يراها كالمجنونة تصرخ وتخبط زجاج سيارته صاح بحدة ارعب جسدها
- اسكتي كلمة واحدة وصدقيني هتلاقي اللي عمره ما هيعجبك مني

نظرت إليه بنظرات مشتعلة قبل أن تهتف بقلة حيلة
- اوووف

شق بـ سيارته الى احدى الاحياء الراقية التي لو رميت بها ابره سيسمع صداها على الحي بأكمله .. عينيه الداكنتين القاسيتين جعلها تشعر ان نهايتها اقتربت .. ستتلو الشهادتين قبل أن يهجم عليها ذلك التنين الذي يسكن في بواطنه

قاطع افكارها المريضة وهو يقول بهدوء جاهد عليه
- هنتكلم زي الناس العاقلين

ابتسامة شاحبة ارتسمت على شفتيها وهي تهز رأسها بخنوع
- تمام

اوقف سيارته علي جانب الطريق ثم دار بـ جسده الضخم وقد تقلصت المساحة الشاسعة بينهما .. هي وهو بمفردهما في سيارته والطريق الخالي هل يوجد شيء آخر ليردعه على أخذ مأربه ؟

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن