الفصل التاسع والعشرون

73.7K 2.6K 279
                                    

ثلاثة انتبه منها: الماء والنار والمرأة.. فالماء يغرق و النار تحرق و المرأة تجنن.

عينان تنضحان بقوة عن العاطفة الممزوجة بألم .. برفق ..بعتاب .. بقلب يستجدي كفي يا معذب الفؤاد فانا قد سقطت صريعة في هواك .. ارحم قلبي وكفي هجرًا بي .

اختلج قلبه من رؤيتها .. لم يكن متوقعًا رؤيتها بتلك السرعة ، بالكاد هو لم يتخطي عقبة صدمته منذ أن تحولت دمية الباربي إلى شيء دافيء قادر على لمسه .. علي الشعور به ، أن يتمرمغ في خصلاتها البندقية وأن يلمس بشرتها المخملية .

تنفس بهدر وهو يحاول تجميع شتات عقله ، تلك العيون العسلية الناعسة افقدته صوابه ، أغمض جفنيه لثواني يتخلص من سحرها او تلك اللعنة التي ألقت عليه !!

لعنة ؟!! .. بالطبع لعنة وهو يشعر أن تلك الحدقتين تطالع كل انش به وكأن دهرًا مر منذ لقائهم وليس بضعة أيام يعتبر لعنة لن يستطيع ان ينفك عنها ، اقترب بخطوات هادئة نحو سارة وهو يبتسم بدفء

- الف سلامة عليكي .. كنت مسافر برة ويدوب عرفت وجيتلك علطول

اتسعت ابتسامتها تدريجيًا من مبادرته .. وكأن عهد الصداقة الذي قطعه سابقًا لم ينقضه .. تهللت أساريرها وهي تلتقط علبة الشوكولا بحبور

- الله يسلمك يا سالم

لم تعي ما يحدث حولها ، عيناها تلتقط كل ردة فعل سارة ثم تعود إلى سالم .. ربــاه يبتسم !! وعيناه .. كبحت شهقتها المتألمة وهي تنتفض من الفراش مبتعدة عنهم تاركة مساحة لكلاهما من يعلم ربما ...!!

هزت رأسها نافية تلك الشكوك والهواجس اللعينة التي احرقت اعصابها لتهتف بتلعثم

- حسنًا انا سأغادر سأترك لكما مساحة .. سألقاك مرة اخرى

القت نظرة عابرة نحوه لتلقي ما في جعبتها نحوه ، ثم التفت مغادرة وهي تسير بلا أدنى هدف .. خطواتها أشبه بالركض واستحال تورد وجنتيها إلى لون شاحب ، لما تتلقي دائما صفعات اقوي واشد المًا عن السابقة .. لما هو يمنع عنها ابتسامته الساحقة ويخصصها للاخري .. اللعنة علي تلك الغيرة الحمقاء التي تنهش صدرها ، تعلم انه لا يوجد أي علاقة ستجمعهم وإن كان من طرف سارة الـ واقعة في حب شقيقها اما عنه ماذا ؟

اصطدمت بجسد وهي تحاول ازالة دموعها العالقة في رموشها لتتخذ قرار لا رجعة له .. لن تتوسل إليه ما دام لم يعطيها فرصة للتقارب .. شهقت بصدمة وارتباك جلي على ملامحها المذعورة

- خالد !!

ضيق عيناه متفحصًا ارتعاش جسدها وارتجاف شفتيها ثم إلى معالمها الكئيبة ليهتف بلهجة قلقة

- ما بك آلي ؟

اطلقت العنان لدموعها وهي ترتمي في صدره بوهن .. بكت بنحيب حار مزق فؤاده لحال صغيرته

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن