الفصل الأخير *الجزء الثاني*

67.4K 2.4K 369
                                    

وصلنا لنهاية المحطة واخيرًا
..............................        

تضعك الحياة في الكثير من الاختبارات وتنتظر منك نتيجة اختيارك .. يظن الشخص حينما يوضع في نفس الموقف مرارًا انه فاشل .. فشل في تخطي تلك المحنة ..

لكن ما لم يضع في اعتباره أن ذلك يكسبه قوة وصلابة ويبني جدارًا للصدمات القادمة .. العبرة هنا ليس في تعلم الدرس مرارًا .. يعتبر ذلك بمثابة كتاب ذو عدة شفرات واشياء خارقة للطبيعة

ماذا تفعل اذاً ؟

تقرأ مرة .. تفهم صفحة .. تقرأ مرة أخرى بالكاد تستوعب الكلمات المعقدة ، تقرأ ثلاثة ، اربعة ، عشرة .. الخ .

هنا تستطيع تفهم كيف يفكر الكاتب .. ما هي العوامل التي ساعدته على كتاب لا يفهمه سوى العقول الفاذة ..

أرأيت .. تلك هي اختبارات الحياة عبارة كتاب معقد .. ما عليك سوى أن تقرأ مرارًا لتفهم محتواه جيدًا .

ازدحام طريق .. الدقائق تحولت لساعات .. يسب ويلعن ساعة الذروة في ذلك الوقت وعيناه تحدق بأمل إلى الطريق المسدود .. ما زال خط هاتفه علي اتصال بالخادمة المسنة .. تطلعه على الأوضاع بدقة .. لحظة بلحظة ، حتي رسم في خياله انه يشبك انامله بأناملها .. يهدأ من اضطرابات انفاسها ويمسح حبات العرق المتصفدة علي جبهتها ..

اندفع بقوة إلى الطابق الذي توجد به وصدي انفاسه يدوي في اذنه .. تجربة جديدة تمر عليه وهو عاجزًا تمامًا على ما يفعله .. الطريقة التي تهدئة بها قبل دخولها الى غرفة العمليات لم تهدئة اطلاقا .. ابدًا لقد ازداد هلعه وتوتره الذي بدا جليًا علي ملامحه المجهدة ، اقترب من الخادمة التي ابتسمت بشاشة ليهتف بلوع لم يستطيع مداراته

- كيف هي الاوضاع ؟

ابتسمت برقة واجابت بهدوء وهي تحاول ان تهدأ رب عملها

- لا تقلق سيدي .. لقد دلفت إلى غرفة العمليات منذ بضعة دقائق ، السيدة الصغيرة ستأتي

ذكرى تلك المشفى تحديدًا جعلت أعضاؤه تتلوى وتعتصر بشدة ، أغمض جفنيه وهو يستند بجذعه على الجدار البارد .. ليس مستعدًا للدخول .. ليس مستعدًا ابدًا لتلك التجربة ، لا يستطيع أن يرى المها .. لن يقدر ابدًا يقسم انه لن يجعلها تحمل مرة اخرى ان رأي الامها وتحملها للصغيرة القادمة .. غمغم بصوت خافت

- حسنًا

اغمض جفنيه ولسانه يردد تلقائيًا الادعية والايات القرانية التي حفظها ، ما زال فكه مشدود وعضلات جسده متصلبة وأذناه مرهفة السمع إلى داخل غرفة العمليات ، استمع الى نداء اسمه بين خضم افكاره الضبابية ليفتح عيناه بتشوش وهو يستمع إلى صوت الخادمة قادمًا من بعيد

- لقد جلبت جميع المتعلقات الخاصة بـ الأنسة الصغيرة .. اتود شيء آخر سيدي

هز رأسه نافيًا و غمغم بصوت جامد

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن