الفصل الثاني

95.2K 3.3K 349
                                    

رسائل معاتبة ، بكاء يشطر قلبه ، والعقل جامدا لا يتأثر

يصرخ القلب متمنيًا نسمة او دفء او لفحة من عطرها الشرقي ، لكن العقل صلداً لا يتأثر ..

تنهد بأسي وهو يرمي سترته جانبًا .. احمال تتثاقل عليه .. تراكمت حطامه ولم يعد يتحمل ..يود الركض .. الهرب .. رحلة نحو اللاعودة .. يتشاغل في العمل يضعه امام نصب عينيه لـ ينسي .. يفعلها لـ ينسي صوتها وهمساتها بأسمه " زيــاد " نبرتها تحمل نشيج يؤلمه .. يبعثره ، لما لا تستطيع الفهم لا يود رجوعها الآن رغم صرخات قلبه ..

توالت الأيام ورأي فقد بريق شغفها .. لا تعلم كم عدد الخناجر التي التقطتها بصدر رحب .. قرر التوقف عن مكالمة الفيديو لـ تصبح مكالمة هاتفية .. تحول صوتها الي برود بعد آخر مكالمة لهم تحديداً بعد زفاف صديقتها .. وكـأن المكالمة تحمل آخر رسالة من عاشقة بائسة محطمة من معشوقها البارد الجلف.

ابتسم بحزن وهو يتذكر حينما كانت بين ذراعيه وتخبره عن صفاته السيئة بكل بساطة .. ليست صفات مكتسبة بل موشومة في جسده ..بل روحه تحديدا ..لا يستطيع التخلص منها بتلك السهولة وكأنه امر هين.

أصبحت كالسراب رغم وجودها .. كالنجمة العالية في السماء رغم انه يمتلكها بقبضة يده .. فراق وبعد وبرود منه ستتسرب بين يديه .. جفاء عقله سيرسل بـ حياته إلى جحيم آخر لا يود الذهاب اليه رغم ان قدماه تسيران نحو الجانب المظلم رافض نداء الجميع .

رنين هاتفه  أخرجه من دوامته العنيفة وصراعاته النفسية .. وفي كل مرة يخرج دون أن يقرر ما يفعله كل هدفه الآن للذي هرب من قبضة يديه .. وهو موقن انه من ساعده علي الهرب ليس لـ شهرته الصحفية ، بل إنذارات موجه نحوه هو أن أقرب الأشخاص إليه يستطيع ان يصل إليهم ولو في جوف الحوت

غمغم بخشونة وهو يقلب عيناه الزرقاء بملل

- نعم

برق عيناه وصحبه بريق آخاذ ، لينتصب واقفًا من مجلسه قائلا

- دقائق وسآتي إليك

تنهد براحه وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله ، ليسرع بالتقاط سترته والتوجه خارج منزله وتحديداً إلى مكان هدفه .

*************

تنهدت بحالميه وهي تلعب بخصلة من شعرها الفحمي ،، تتذكر الذكريات التي حفرت في عقلها .. كل شيء يمر أمام نصب عينيها كـ شريط سينمائي ولكن بدلاً من دور البطولة إلى دور المتفرج .. يوجد به لذة رائعة عكس دور البطلة .

المتفرج هو من يلم شخصيات الجميع ويضعها في تحليل كافي و وافي .. نظرت الي لوحتها وهي تنظر الى صاحب الصورة بوله .. عضت شفتيها السفلي وازداد حمرة وجنتيها نضارة عندما تذكرت انها احتضنته رغم دهشته منها .. تغرس أصابعها بقوة على قميصه .. تقسم انها تكاد ان تضع رأسها في التراب علي ما فعلته وما بدر منها تحت غياب وعيها ..

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن