الفصل السابع والعشرون

84.6K 2.9K 385
                                    


ظننت أننا سنختلف
أن دروبنا لن تتلاقي يومًا
لكن عاصفة اقحمت دربي لأصبح أمامك
مبهورة برؤيتك .. كنت مكتمل لكل صفات رجل احلامي
بخطواتك الواثقة وكأنك الرجل الأوحد في الكون .. ببريق عينيك في حضرتي .. بثقتك وغرورك الفطري جعلني انساق خلفك كالمغيبة وما اسقطني صريعة هو
عيناك سيدي
عيناك هي الحياة
عيناك هي التي خبطت بي جيئة وذهابًا علي حين غرة.

تنهدت بسأم ليس لكون الجميع معها دائما بل اشتاقت لالواحها والوانها .. حياتها وجزء من قلبها تعطيها لكل لوحة ، للتجمعات الشبابية قبيل رمضان والعيد .. المساعدات الإنسانية التي تقدمها  قرب العيد والبلالين والحلوي التي توزعها للأطفال بعد صلاة العيد مباشرة  هذا غير بعض القبلات الدافئة التي تتلقاها من الأطفال المهذبين والخجولين ،كم اشتاقت لهذا ..كم تشتاق لسير حياتها الطبيعي، الطبيب اخبرها ان تنتظر بعض الشهور لتزاول حياتها الطبيعية ، امتناع ابيها عن الحديث عن خالد آخر مرة بل مرتين تحديدًا لم يظهر حنقه يظهر عليه الشرود ثم النظر العميق لها .. يُعري روحها ببساطة وسؤال معلق فقط " اتحبينه سارة لتلك الدرجة ؟" والـجـواب هو امتناع الرد وتصاعد وجنتيها بحمرة قانية يجعله يهز رأسه ، لمَ امتنع لسانها هي الاخري تريده كله بوقاحته بعبثه و تجربة عناقه وهي تقسم انه سيصبح اكثر دافئًا عن المرة السابقة التي احتضنته برغبتها ..  مقلتيه اللامعة بحضرتها هي فقط وكأنها المرأة الاولي بحياته اعترف كثيرًا لها انها مست اشياء لم تستطيل النساء من قبلها ، مرت النساء في حياته الجميلات والمثيرات لكنه اختارها هي بالنهاية كأن عرق شرقيًا أراد أن يختار زوجة مسؤولة في النهاية لكنها حتمًا ستجرفه للجنون يبدو حازمًا وجديًا احيانًا لكن عبثه ووقاحته يفقدها صوابها كليًا .

زفرت بعصبيه وهي تفيق من شرودها ان هناك ضيوف بجوارها
- انا بجد زهقت من هنا

نظر اليها يامن مترددًا ثم قلب عيناه نحو ذراعها المكسورة ليهمس بأسف
- لو ايدك مش مكسورة كنت لعبتك ببجي معايا

وهذا ما ينقصها عقلها يعمل كالمكوك حول حياتها عن خالد وكانه هو مدارها الوحيد الان ولا تعبأ بأي شخص آخر ،ربـاه ما فعله ذلك الرجل بها ؟!! كيف يجعلها تشتاق إليه بذلك اللوع والنيران المضمرة في صدرها ؟!

اخذت تلتقط انفاسها المتأججة وهي تنظر الباب بأمل لوجوده لتعود النظر ليامن بحدة
- يامن انت تسكت خالص من الصبح شغال اغرائات ومش شايف ان دراعي متجبسة

لم يخشى من نبرتها العدائية اكثر من احتراق قهوتها ليقول بيأس للقابعة بصمت
- هند حاولت العبها معايا بس مستجابتش ليا بسهولة .. تعبتني زي ما حصلك بالضبط

- يـامن

صاح نداءان من سارة وهند ليرفع يامن كلا حاجبيه من عدائيتهما .. حسنًا الاولي ملك لآخر والثانية ستصبح زوجة أبيه لكنهما اقرب واجمل فتاتين عرفهما خلال تسع اعوام بعيدًا جدًا عن رتابة حياته القديمة مع والدته ووالده .. بيت جده اكثر اثارة اشد دفئًا اشد عاطفة عن اي بيت آخر .. جلس على الاريكة بملل وهو يقلب عينيه علي الهاتف لتهتف سارة وهي تكسر حاجز الصمت منذ مجيء هند
- مبيتبلش في بقه فولة ابدًا انا عارفاه بيفضح الكل و عادي جدًا.. شرفتيني جدا بزيارتك يا استاذة هند

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن