الفصل السادس

84K 2.9K 204
                                    

إن كانت صادقة فـ هي توقفت عن حساب الزمان .. تسير وراء قدرها .. يجرها نحو الهاوية وهي تتبعه بإذعان

ان كانت في وقت ومكان مختلف ربما ستكون في جدارن بيتها لكن يقين داخلي اخبرها انها ستعيش نفس الوحدة والألم اللذان أصبحا صديقيها منذ زواجها بـ زيــن .

والدتها محقة ، معادلة كيميائية بينهم غير متوازنة .. لكن كل تلك القوانين والنظريات استطاعت هدمها بكل سهولة .

هو من جاء مخالفًا .. الشاذ .. المنفرد على عكس قوانين حياتها البسيطة ليتوغل بكل بساطة إلى انفاسها .

كان محقًا حينما اخبرها بكل ثقة انه سيفعلها ، فعلها وخضعت لجبروت عشقه بل أعلنت كل الرايات البيضاء له .

عقبات تظهر أمامها كل مرة ، لكن تلك المرة الأشد .. المُرة .. القاسية ، إن كانت تحمل في المرة السابقة قنديل صغير لتتوغل إلى حياته الغامضة فالآن لا يوجد قنديل أو اي ضوء صغير تسير في طريقه الموحش ..

طريق مظلم ضيق ، لا تستمع إلى أصوات سوي هدير أنفاسها المضطربة وجسدها المذعور وروحها المتألمة وفؤادها المُشتت .

افاقت من دوامتها العنيفة على صوت بيث الجامد

- هيا تناولي طعامك

نظرت الي الطعام الذي يوضع للمرة الذي لا تعلم عددها في الحقيقية ، لا تمس سوى ما يسد رمقها لأجل جنينها فقط .. لكي يستطيع الخروج إلى الحياة البشرية

همست بتساؤل وهي تستوقفها عندما دارت الأخري على عقبيها للمغادرة

- الي متي سأظل هنا؟

اخرجت زفرة حارة من شفتيها وهي تدير برأسها وتهتف بجفاء

- هذا الجواب سيأتينا من زوجك ، انهي الطعام

رغم قسوة وتكبر وعنجيهة الأخرب لكنها تري بها روحا نقيًا تشوهت في براثن ذئاب لا تعرف الرحمة 

لاحت شبح ابتسامة على ثغرها وهمست

- لماذا تتعاملين معي هكذا ؟

- كيف؟

ردت ببساطة وهي تعتدل في جلستها وتنظر نحو الواقفة بأستعلاء

- توقعت أنك ستأخذين بثأرك مني لانني السبب

غمغمت بغضب دفين

- ثأري سأخذه من زوجك

ازدردت ريقها بتوتر وهي تهمس بألم

- لكنه ... صمت هنيهة قبل أن تتابع : كان يحبك

جحظت عينا بيث وهي تحاول ان تستدرك حديثها ثم ما لبثت أن أنفجرت ضاحكة بصوت عميق خالي من أي لمحة من الخبث .. خرجت نقية .. صادقة

هزت رأسها يأسة وهي تنظر الي التي تنظر نحوها بغيرة دفينة واضحة ، تعلم أن من يقع في الحب يصبح مجنونًا ولكن ليس ساذجًا لتلك الدرجة !!

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن