الفصل الخامس عشر

75.4K 3.1K 1K
                                    


شكراً لأنك أحببتني

ومن وجودك حرمتني

وبمنتهى الرّقة تركتني

وبنفس الدّقة ذبحتني

شكراً لأنك أحببتني

فهجرتني فآلمتني

فقتلتَ قلبي، لا والله بل قتلتني.

فقدان ذاكرة مؤقت أصابها ، ومضات سريعة تمر في ذاكرتها عن ما حدث ليلة أمس ... ليلة أمس !!

إذا ما حدث حقيقة .. حتى آخر ثانية ظنت أن ما حدث مجرد حلم .. او حلم على هيئة كابوس .

فتحت جفنيها بخمول وهي تمرر بعينها على النائم بجوارها يضم جسدها بحميمة ورفق ، لاحت ابتسامه ساخرة وهي تقلب بعينها نحو أنحاء غرفتها .. رأت ثوبها المفضل ملقي علي الأرض .. تتذكر ذلك الثوب جيدًا لقد اهدتها لها الجدة في إحدى زيارتها لها الي القرية .. برغم ما فعله زين إلا إنها مواظبة علي زيارتها كما طلبت منها .

تأوهت بوهن وهي تشعر بخدر في جميع انحاء جسدها .. ألقت بوجهها نحوه مرة أخرى وهي تراه نائم بعمق ، كيف يستطيع أن ينام بكل ذلك العمق بعد ما فعله .. بالله كيف يحتضنها بكل ذلك الرفق بعد ليلة امس .. كيف له الحق بأن يدفن وجهه في عنقها .. كيف له الحق أن يناما سويًا في فراشها هي .. منزلها هي الخالي من اي عبق من رائحته .

ازاحت يده بهدوء وهي تنهض من فراشها بخطوات هادئة نحو المرحاض .. القت نظرة عابرة اليه قبل ان تغلق باب المرحاض .

نظرت إلى هيئتها المزرية في المرآة .. أغمضت جفنيها ودوار عنيف يتخبط في عقلها ، تمسكت بالمغسلة جيدًا وهي تفتح جفنيها مرة اخرى

ليست هي .. من في المرآه العاكسة ليست هي ، بل شبحًا

شعر مشعث .. كدمات زرقاء وأخرى تحولت للون لأرجواني منتشرة بتفرق اسفل جيدها .. دققت النظر الي شفتيها المتورمة من اثر سحقه .. غشاوة رقيقة شوش بصرها لتفك ازرار قميصه بأنامل مرتعشة واصوات شهقاتها تكتمها بعنف .. سقط القميص على الأرض لتغمض جفنيها بقوة وهي تمتنع من رؤية المزيد بـ ... بخجل !!!

توجهت أسفل الصنبور ليتساقط رذاذ المياه على جسدها .. لن تبكي .. لن تبكي هنا ، أغلقت الصنبور بأيدي مرتعشة لتسحب مئزر وتغطي به جسدها كـ علامة لماذا ؟! .. لا تعلم مجرد حماية .. اخر ذره قوة أو جمود ... ربمـا !!

توجهت نحو الغرفة مرة اخري وهي تجده يحتضن وسادتها بين ذراعيه .. هزت رأسها يائسة وهي تتوجه نحو طاولة الزينة تخفي آثار ما حدث ليلة الماضي بآلية شديدة ، تكاد تحسد نفسها على تلك الصلابة التي اتخذتها حتى تلك اللحظة .. ارتدت ثيابها واخذت جميع متعلقاتها وبين كل دقيقة وأخرى تلقي بنظرها عليه .. ألتلك الدرجة مستغرق في النوم وكأنه لم ينم دهرًا ! ... كان في الماضي يستيقظ مبكرًا حتى من أقل همسة .. أو حركة تصدر في الغرفة .

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن