الفصل الثاني والعشرون

77.5K 2.7K 280
                                    


الحياة تستطيع أن تعطيك جانبها الوردي لكنها لا تنفك ابدًا ان تعطيك جانبها الرمادي ليس الاسود ... بل رمادي.

رأي قهوتها الضائعة ونظراتها المشتتة وجسدها المذعور وكل ذلك بسبب رؤيتها له .. رؤيتها له سببت في فقدانها للوعي وهي بين ذراعيه تحديدًا .. والطبيب أخبره ببساطة شديدة حـامـل .. تحمل في احشائها طفلا منذ تلك الليلة...

تري كم مر من الوقت منذ تلك الليلة ؟ .. وقت كافي كافي للغاية لتحمل نطفة بداخلها ، أطلق شتيمة نابية وهو ينظر اليها نائمة بسلام في فراشه الخاص .. قريرة العين .. تصدر انفاس منتظمة دلالة علي عمق نومها وذبول وجهها كانت كالشوكة في منتصف حلقه ، والدها كان محقًا لقد اذبلها لم يرعاها بطريقة كافية .. كان يطارد اشباح ماضيه ونساها هي فى خضم مشاكله ، ربما الطبيب الخاص به كان محقًا ما كان عليه أن يتجرأ لخطوة الزواج إن لم يكن مستعدًا .. لكنه ظمآن .. ظمآن بقربها ونعومتها ورقتها التي اصهرت جليده ، قهوتها الدافئة الناعسة كانت كفيلة للغاية بدك جدران قلبه .. غزت روحه كليًا ..اصبح يتشرب تفاصيلها الغير مرئية على بعد كافي كي لا تستيقظ مفزوعة في اي لحظة .. اللعنة من المفترض أن يكون مفعول المخدر قد حل منذ نصف ساعة لما لم تستيقظ بعد ؟!!

آنت بضعف ..فـ انتفض بذعر وكل خلية من خلايا جسده متحفزة بترقب ،أحس بشيء يغزو قلبه في خوف ..شيء كالمرارة والفقدان .. كالصدأ في حلقه

الستار الأسود يخفي وجهها عنه وهي تتملل للناحية الاخرى ، تتملل بجسدها في فراشه الضخم ليشعر بـ ضآلتها .. أغمض جفنيه بقسوة وأظافره تضغط بعنف على راحة يده .

تأوهت في خفوت وهي تتملل مرة أخرى في الفراش كـ محاولة يائسة ان تخمد خمول جسدها والذاكرة تقريبًا محيت بأخر الأحداث والمستجدات ..تقريبًا منذ اربعـة أعوام وانفها ألتقط عبق رائحته علي وسادتها .. تتملل براحة وانفها يبحث عن رائحة عطره أو عنه تحديدًا !! ليرن جرس الانذار علي الفور وهي تشهق بقوة منتفضة من الفراش ..اللعنة لقد رحل ليس هنا انها في منزلها في فراشها بوصف أدق ...

شهقت بذعر وعيناها تتسعان باضطراب نحو الغرفة التي تبدو مألوفة عليها .. ليست منزلها ولا ذاك المنزل الذي جمعها معه لمدة اشهر رائعة ولا ذلك المنزل الذي اشترته ..

صمت .. صمت أطبق أنحاء الغرفة سوي من هدير انفاسها المرتفعة التي تشق اركان الغرفة الهادئة بشكل يثير رعبها

نظرت الي حالتها وهي تري حجابها الملقي بأهمال على الكرسي الخشبي امامها اسرعت النظر الي ثيابها لتزفر براحة

وهو كان يراقبها بأبتسامة ساخرة .. ألتلك الدرجة خائفة من أن يتعرض أحدًا لطريقها يقسم أنه لـ قتل اي رجل فقط حاول النظر إليها ما بالك من أن يتحدث اليها او يمسك يديها ؟!!

- استيقظت الاميرة النائمة إذا ؟

بسرعة رهيبة نظرت الذي ذلك الظل الشامخ بذعر .. صوته .. انه هو اللعنة انها في عرينه ، ازدردت ريقها بتوتر وهي تراه يقترب بهدوء يوتر اعصابها المُتلفة ورائحة عطره تزداد قسوة مزعزعة روحها ، عيناه القاسيتين ارجفت بدنها وهو يتحدث بسخرية لاذعة

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن