مشهد ٢

90.7K 2.4K 223
                                    

يلعب بقلمه على سطح باب مكتبه الزجاجى بنفاذ صبر نحو المتأخرة ، شتم بعنف وهو يستقيم من مقعده ليستدير حول مكتبه والخمس الدقائق أصبحت عشرة ..

تلعب على نار هادئة لكن يقسم انه سيحرقها تلك الغبية .. ماذا تظن هى ؟ انه سيصمت مثل المرة السابقة

كلا لن يحدث .. هى من اتت الى عرينه بقدميها ، يجب عليها أن تتحمل المواجهات و القادمة وأوامره التي ستتساقط حبات المطر و لنرى من سيفوز فى تلك الحرب الباردة ..

استند بجذعه على حافة مكتبه وهو يضع بكلتا كفيه على جيب بنطاله وياللعجب  لم يرفع سماعة هاتفه ويصرخ فى وجه السكرتيرة أو مساعده ليأتى بتلك المتأخرة ..

سمع صوت طرقات الباب ليأذن للطارق بالدخول .. حبس انفاسه وهو يرى سيرها المستقيم المعتدل وانفها الشامخ وعيناها البندقية تنظر اليه ببرود وثغرها المطلية بلون وردي جعلها ناضجة تبتسم بسخرية  ..

كنزة بيضاء واسعه تصل الى خصرها و بنطال واسع يصل الى كعبيها وحذاء ذو مستوى منخفض وحجابها الوردى بنفس درجة لون شفتيها .. محتشمة ولكن بطريقة ما يراها فاتنة لا يظهر من جسدها اى شىء وكأنها تمنع عليه نظرة او لمحة من جسدها الغض ..

الا تعلم تلك الحمقاء انه يحفظ كل تفصيلة صغيرة فى جسدها عن ظهر قلب .. رفعت حاجبها الأيسر وهى ترى عيناه الوقحتين مثبتة على جسدها

- تفضل سيد زين

لاحت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يسمع تذبذبات فى صوتها .. رغم الفراق ما زالت تتأثر منه .. صاح بجمود وهو يرى الباب المفتوح على مصرعيه

- اغلقى الباب خلفك واوصديه

ارتدت للخلف عدة خطوات وصاحت بدهشة وهى تبتلع ريقها بتوتر

- معذرة !!

تقدم نحو بخطوات مدروسة محكمة وهو يتوجه نحو تلك التى تجاهد فى السيطرة على جسدها الخائن .. مال نحو وجهها هامسا

- كما قلت لكِ اوصدى الباب خلفك

أنفاسه دمرتها ، قلبها يصرخ انه مشتاق لصاحب ذلك العطر لكن عقلها زجر ذلك القلب الأحمق الغبي  وصاحت ببرود وهي تبطىء فى إخراج كل حرف من جوفها متعمدة

- سيدى تفضل ما تريد قوله يوجد لدى بعض الأعمال المتراكمة

رد فى غموض وعيناه تنظران الى حدقتي عينيها بقوة

- وانا ايضا عزيزتى

لما ينظر إليها هكذا ؟ لما يثبتها بتلك النظرات .. لما لا تستطيع أن تشيح بعينيها عنه .. أفاقت عندما سمعت صوت تكه الباب

استدارت نحوه بعنف وهى تجده أوصد الباب ويشرف عليها بقامته المهيبة

ضربت على ارضية المكتب بقوة وهى تتوجه نحو تصيح بغضب

- زين ماذا تفعل

رد بجفاء

- منذ قليل كنتي تقولين اسمي برسمية

هتفت بلين وهى تشير نحو الباب

- افتح الباب الان

- كلا

يكفى لحد الان .. ذلك البارد يحتاج الى صفعة على وجنتيه حتى يفيق من حالته الميؤسة منها .. صرخت بعنف وهى تضربه بقوه على صدره

- قلت افتح الباب

اعتقل خصرها بقوة على صدره يضم خصرها بذراعيه وهتف بجمود

- ليس قبل ان أخذ شيء من حقى

وقبل ان تشهق بفزع اعتقل شفتيها نحو خاصته وهو يخمد كل محاولة بائسة من التحرر منه ،، مذهولة بل مصدومة كيف يجرأ على فعلها ؟ كيف يقبلها بكل تلك الحميمية بعد ما حدث ؟!

بل وفى غرفة مكتبه ايضا .. أغمضت جفنيها وهى تخبر ستحظى ذلك القرب لثوانٍ ثم تدفعه .. أغمضت عيناها وهي تستشعر بأن قبلته زادت تعمقا وتسحبها نحو دوامة عنيفة ..

تحاول الابتعاد وهى تتحرر من شفتيه فى لحظة خاطفة بالتوقف لكنه لم يبتعد بل زمجر بعنف وهو يهمس لاهثا بخشونة

-  انتى زوجتى ايتها الغبية

- كلا لست زوجى لقد تطلقنا

لم يعبأ بحديثها الارعن سيحاسبها لكن ليس الآن .. سحبها نحو الحائط وهو لا يصدق انها بين ذراعيه .. يقبلها بحميمة انامله تكتشف جسدها وهو يشعر انه منذ زمن بعيد لم يشعر بدفئها  .. كلما حاولت التراجع يعيدها نحو الحائط بقوة اكبر وهو يقبل وجنتيها جفنيها فكها ثم يعود الى ثغرها مرة آخرى

قبلته متعطشة متملكة خلع حجابها بصورة سريعة والقاه على الارض باهمال ليسحب خصلات شعرها الذي اشتاق له بجنون نحوه .. ظلت تتلوى وهي تخبره انها لم تعد زوجته منذ الآن وما يفعله خطأ لكنه كيف يكون خاطئا وهى حبيبته نصفه الاخرى

وحينما يأس زمجر بعصبية وهو يشد خصلات شعرها بقوة نحو وجه

- اصمتى

تألمت بقوة وهي تنظر اليه بحده .. زفر بحنق وهو يعود للنظر إليها شعرها اصبح مشعث وشفتيها اصبحت متورمة اثر سحقه

ابتسم وهو يرى اشتعال وجنتيها بالحمرة القانية وهى تلتقط انفاسها التى سرقها في جوفه

ازاحته بعنف عن جسدها ، وليس هو الذى تركها منذ قليل التقطت حجابها وهى تضعه على رأسها متمتمه بسخط

- حقير لن أدعك تفلت بفعلتك

وجوابه كان صدمة لها شلت أطرافها عن الحركة

- دعى خطيبك عزيزتى يرى ماذا فعلت

         

شرقية غزت قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن