لم يعرفا كم مر عليها وهما ملتحمين بتلك القبلة وكم اخذا من الوقت ...
فتحت عيناها ونظرت اليه لتبعده عنها وهي غير مستوعبه لما حدث بينهما ...
كان ينظر اليها وانفاسه متلاحقة ...
اياد : رودي انا ...
ابتعدت عنه دون ان تتكلم ودون ان تعطيه فرصة للكلام ...
اياد : رودي انطري بدي ...
دون ان تلتفت اليه ...
رودينا : يا ريت تنزل عشان البنات مستنينك ...
اياد : وانتي شو ...
رودينا : هنزل ... شوية وهنزل ...
وخرجت قبل ان يقول شيئا اخرا ...
جلس علي سريره واضعا يده حول وجهه محاولا ان يفهم وان يجد سببا لما حدث بينهما منذ لحظات ... لماذا قبلها ... لماذا احس بها بهذه القوة ولما اراد تقبيلها بتلك القوة ... من كان يري ... لمن يشتاق ... هل كان يشتاق لمحبوبته وصورتها التي تمثلها هل هي من حركته وجعلته يفعل ما يفعل ... هل يشتاق للاقتراب منها ... لملامستها ... مع أنه يعلم أن ما يقوم به لا يصح وهو بالتاكيد وان كان يسعده فهو لا يسعدها ... لكن كيف يفسر لها قبل نفسه ما فعل هل كانت رغبته واشتياقه لمحبوبته اقوي من مقاومته لها ... هل يعلن لها عن استسلمه لهما تاركا العواقب لوقتها ... فهو يعلم انها ودون أي شك ستعبر عن انزعاجها ... كيف سيقنعها انه لم يهتم لما يمكن ان تفعله او تقوله وكان كل ما يهمه هو اللحظة التي يعيشها بقربها واحساسه بهذا الشعور بجانبه وجسده ملتصق بجسدها ... وان هذا كان كل ما يهمه ... وانها هي من يفتقدها ... يفتقد صورتها... صوتها وغضبها ودفئها ... يفتقدها ويعلم أن الموت اخذها منه قبل الاوان ... ولكن هل ما سيقوله لن يكون ظلما لها... لن يكون علي المستوي الذي يجعلها تكره ولا تطيق حتي كلامه معها ...
رفع وجهه ونظر الي الباب الذي خرجت منه وهز راسه اسفا وخرج كما طلبت منه ...
وقف ونظر الي غرفتها ولم يعرف ماذا يفعل ... هل يدخل اليها ام يترك لها مساحتها الخاصة حتي تتمالك نفسها وتستطيع ان تستجمع افكارها حتي يستطيع ان يتحدث معها ...
لم يتردد واتجه الي البنتين اللتان ينتظرهما بالاسفل ...
كانت في غرفتها تنظر الي نفسها في المرايا وهي لا تصدق ما حدث تحاول ان تستوعب كيف سمحت بهذا وكيف استجابت له... كيف تركت نفسها له ليفعل بها ما فعل ... كيف تركت نفسها لتكون له ملاذا عنما تسكن قلبه وروحه ... فهي ليست من كان يقبلها بالفعل ولكن صورتها التي تمثلها له ليس الا ...
انهارت علي ارضا لتبكي بحرقة وهي تخبط بيدها علي رجلها ...
رودينا : غبية ... غبية ... هتفضلي طول عمرك غبية ... ليه تسيبيه يعمل فيكي كدا ... ليه ما قاومتيش ... ليه قبلتي علي نفسك تكوني مجرد صورة ... صورة اللي هو عايزاها ... اللي بيحبها ... يعني هو ما كانش شايفك انتي لا هو شاف الصورة اللي شايفها فيكي ... وانتي عارفة كدا وعارفة قصتك معاه كانت ليه وعشان ايه ... ليه تسيبي نفسك ليه ... ليه ... ردي ...