هاربة بل خائفة
ولست أدري أين أقف أنا
وأي مجهول ينتظرني
اأفرح ب هواجس الحب العظيم
أم ب طيات الخوف اتخبط حائرة
أم ب ملامح الغياب أتعمق عاجزة
ففي نوبات الليل يتجلى بي الفراق ساهرة
أم على غيابك المقهور أبكي وأنا راحلة
وإلى الآن
لم أعرف أهو العاشق لي أم أنا التي له عاشقة
خاطرة بقلم سنين سنين
تمهيد
نظرات غاضبة و أخرى خجلة و تلك حانقة و هذه متوعدة و ضحكات مكتومة و سباب مختزن و غضب عارم فكرة واحدة كانت تدور في رؤوس كل هؤلاء بمشاعرهم المختلفة . و هى !! هذا كثير تخطى الحدود . نهض ذلك ببذلته السوداء و ربطة عنق كأجنحة فراشة شكلها مضحك حقاً مضحك و لكنه لم يمانع و قبل بهذه السخرية من أجلها و هى أين ؟؟ فرت هاربة . صوت نزق يقول بحدة " هل سنتناول العشاء الأن "
نظرات مشتعلة تخبره بأنت عديم الإحساس .. زم صاحب الصوت شفتيه بضيق و صاحب البذلة السوداء يقول . " هذه كانت الفرصة الأخيرة لها معي . أريد ما دفعته منذ عرفتها . من هدايا و مجوهرات و ملابس و حتى ثمن تذكرة السينما التي دفعتها لمشاهدة تلك الأفلام السيئة التي لم تكن على هوايا أساساً . غير ثمن ذلك الحذاء الذي هربت به أنا من أحضرته مريح لقدمها لتستطيع الهروب " أضاف بسخرية ..
قال صوت غاضب لرجل أشيب الفودين جعد الجبين كث الحاجبين
" لم لا تطلب ثمن كوب الماء الذي سقيته لها و أنتم تسيرون على الطريق أيضاً "
أجاب صاحب البذلة السوداء " لم أدفع ثمنه "
عاد صوت النزق " يا عالم جائع حرام عليكم "
رد صوت ناعم ساخر ببرود " مفترض بك تعودت لم تنسى تناوله دوماً و كل مرة تسمعنا تذمرك "
نظر صاحب البذلة السوداء بغموض ينظر لصاحبة الصوت الساخر كأنه يراها للمرة الأولى . شعر بني طويل عيون بلون العسل شفاه وردية بلون التوت البري . لاحظت نظراته و ارتبكت لتخفض رأسها و صاحب البذلة السوداء يقول ببرود " لدي ما هو أفضل من أخذ ثمن تذكرة السينما "
قالها لأشيب الفودين .. سأله الأشيب بغلظة و قد فاض به الكيل من كثرة ورطات المعتوهة الهاربة .. " ما هو تفضل أطربني بما لديك "
نظر لصاحبة العيون العسلية و قال بهدوء " أريد دهب تحل محلها"
قال الأشيب بغلظة " لا ليس ثانياً . هذه المرة الثالثة ماذا ستقول عندما تعود "
رد صاحب البذلة السوداء بسخرية حاقدة " ستقول ككل مرة مبارك لك عزيزتي أسفة لوضعك في هذا الموقف أنه رجل صالح و سيسعدك "
زفرت تلك العجوز الطاعنة التي تنتشر تجاعيد وجهها بكثرة حتى لا تستطيع عدهم من كثرة قربهم . نعم بالفعل فقد تخطت الثمانون و هى الحامي الرئيسي للهاربة و الحضن المحتوى بعد العودة و اليد الحانية دارئة عنها غضب ذلك الأشيب و الزوجة الكاتمة فمها بيدها ربما حتى لا تصرخ غاضبة .. " لا تسير الأمور هكذا يا ولد "
رد صاحب البذلة السوداء ببرود " بل تسير هكذا كل مرة يا جدة و لكني غبي وقعت في نفس الخطأ رغم التحذيرات "
ضربت عصاها بالأرض بقوة علامة اعتراض فنطقت تلك الصامتة منذ البداية " موافقون . غداً تأخذها لمنزلك و معها ما جلبناه للهاربة"
ردت صاحبة العيون العسلية " أمي لا أستطيع فعل ذلك بها "
قال صاحب الصوت النزق " لتذهب للجحيم المهم نأكل يا عالم حرام قسما بالله . "
رمقته العجوز بنزق " لا هم لك إلا معدتك . يا لك من عديم النفع هذا بدلا من البحث عنها . "
قال صاحب الصوت النزق " ستعود أنها مثل الغراء ملتصقة بنا و لا تريد تركنا "
ردت العجوز ساخرة " نعم و يتركنا القطيع شاه شاه و الفضل لها "
ردت زوجة أشيب الفودين " أمي لو أفسحت هى الطريق لتسلل القطيع شاه شاه و لكنها تقف على باب الحظيرة كالحارس فماذا نفعل ننتظر لمتى و باب الحظيرة مفتاحه في يدها "
ضربت العجوز العصا بالأرض ثانياً " ستكسرين قلبها ككل مرة و تأتي لحضني باكية "
قال صاحب البذلة السوداء بسخرية " هذه ما اسميها دراما الجدة و لا اصدقها و لن أفعل بعد هروبها بتلك الطريقة اليوم "
قالت صاحبة العيون العسلية " فلتنهيا الأمر ماذا قلتم في النهاية من سيتزوج هنا "
نظر إليها والديها و العجوز بحنق .. و صاحب البذلة السوداء يقول بغزل " نحن ذهبيتي "
رد صاحب الصوت النزق " المهم سنأكل أليس كذلك "
التفت إليه أشيب الفودين " ستأكل بالتأكيد و لكن علقة ساخنة "
نهض محاولا ضربة فنهض النزق هاربا و هو يختفي خلف صاحب البذلة السوداء يقول " لو فعلتها معها هى ما هربت مجدداً "
قبض أشيب الفودين قبضته و هم ليطاله و يضربه عندما دلف ذلك الرجل صاحب الصوت الخشن " طلبتني يا سيد قطب "
نظر لذلك الفارع غليظ الملامح كثيف الشعر بفمه القاسي و ملامح الغضب ككل مرة يطلبه فيها فما يعرف هل هو السبب أم المهمة الموكلة إليه .. قال أشيب الفودين " مهمتك المعتادة مع بعض التعجل فدهب حلت محلها هذه المرة و غداً ذهابها .. "
أومأ غليظ الملامح برأسه و لم ينتبه غير الجدة التي رمقته بسخرية لنظرات الراحة التي كللت عيناه بخضارهما الفاقع بشذرات بنية كحقل من البرسيم بزهرته البيضاء المصفرة قالت الجدة بخبث
" ربما لو تعجلت لأقنعناها بالعودة و إتمام الزفاف . فقط تعجل "
زم شفتيه لتزداد قسوة و همهم ببرود " العجلة من الشيطان سيدتي"
فرقعت ضحكة الجدة و قالت بمكر " الشيطان حضر للتو بالفعل يا ولد . هيا أذهب و أجلب الهاربة ربما تقنعها هذه المرة فقد مللتها "
رحل غليظ الملامح بعيونه الخضراء التي ترسل شرارات متوعدة و السيارة تنهب الأرض متجها لوجهه يعلمها .
**★**★**★**★**★**★**★***★**