الرابع و الثلاثون
تململ بيبرس و هو يجلس مع قطب في اليوم التالي منتظرا أن تأتي فاطمة من الخارج فقد علم أنها خرجت تجلب بعض الاشياء مع دهب التي أتت و أخذتها . كان والدها متذمر هو أيضاً من الجلوس معه فهو ليس سهل المعشر كأزواج بناته الأخريات . لم يعرف فيما يتحدث معه . مراد يسأله عن عمله كطبيب أو أي شيء يخصه و سيف يسأله عن عمله في الشركة و نجم أيضاً يسأله عن عمله و عن حفيده و عن العائلة هو يجد حديث يجريه معهم أما هذا . ماذا سيسأله هو تحري يبحث عن المختفين كابنته العزيزة ماذا سيسأله عنه هل كلفت بالبحث عن أحد مؤخراً . نظر في ساعة يده بضيق فشعر بالحنق من ابنته التي مازالت تجعله يعاني معها ... كان يهم بالحديث عن أي شيء عندما دلفت فضة تقول بهدوء. " فاطمة تخبرك أنها ستذهب بعد ذلك مع سندس لشراء بعض الحاجيات لن تعود الأن أمامها عدة ساعات تخبرك أن تذهب للمنزل و سوف تهاتفك بعد أن تعود " شعر والدها بالراحة فهو سيرحل إذن لا داعي ليبقى معه و لكن بيبرس قال بضيق " حسنا سأنتظرها لبعض الوقت بعد ربما أتت بعد قليل .."
دلفت فخرية تطرق بعصاها قائلة لقطب بعد خروج فضة .. " أذهب قطب بدل ملابسك و أنا سأجلس مع بيبرس أريد الحديث معه قليلاً قبل أن يرحل "
خرج ابنها كأنه أخذ إفراج من المحبس دون أن يجادلها أو يسألها . جلست فخرية تنظر إليه بلامبالاة . قال بيبرس ببرود " لن أذهب قبل أن أرى زوجتي جدتي "
قالت فخرية بهدوء " ربما ظلت لدى إحدى شقيقاتها و لم تعود لتكمل جلب اشيائها في الغد "
قال بيبرس بعنف " لتفكر فقط أن تظل عند أي منهم و سأذهب و أجلبها من شعرها الأسود الناعم الذي تتباهى به "
رفعت فخرية حاجبها بسخرية " حقاً . هل ستمنعها من المكوث لدى شقيقاتها إذا أرادت "
اعتدل بيبرس على المقعد و مال للأمام تجاه فخرية مستندا على ساقيه بكوعيه " جدتي أنتِ تفهمين مقصدي جيداً . يكفي أن أسمح لها أن تراهم عندما يأتون مع شقيقاتها حقاً هذا كرم مني "
ردت فخرية بحنق و رفعت عصاها و دفعته في صدره ليعود للخلف مستندا على ظهر مقعده " بيبرس لا أعلم كيف أحبت حفيدتي واحد مثلك أنت وغد كبير "
لوى شفتيه باشمئزاز " وغد كوني لا أريد لزوجتي أن ترى خطابها السابقين و لا تحتك بهم "
قالت فخرية بحنق " يا أحمق هم أزواج شقيقاتها . لو كان الأمر غير ذلك تجاه أي منهم لها لم كل واحدة تنتظر طفلاً الأن "
هز كتفيه بلامبالاة " زوجتي و أنا حر بها تحدث من أريد و امنعها عن من أريد "
قالت فخرية بغضب الأن " هيا أنهض و أغرب عن وجهي بيبرس و إلا أقسم أن أشج رأسك بعصاي الأن أيها المستفز لا أعلم كيف تطيقك حفيدتي "
ضحك بيبرس بخفة و قال بثقة مغيظا إياها " تطيقني و تحبني بل تعشقني جدتي . . سأنتظرها لحين تعود "
نهضت فخرية و أمسكت بذراعه لينهض معها و هى تقول بغضب " تعلم أنها حمقاء لذلك هى أيضاً لتحب وغد مثلك .. هيا أذهب لن ترها حتى لو أتت هيا أرحل أيها الأحمق . "
قال بيبرس ببرود " حسنا سأرحل جدتي فأنا أريد النوم حقاً لي وقت طويل مستيقظ و لكني سأتي مرة أخرى و أراها . "
تقدم للباب و أضاف بتحذير " و لكني سأعرف إذا لم تعود بالطبع "
دفعته فخرية بحنق " هيا أخرج تهددنا يا أحمق . هل ستمارس مهنتك علينا . "
رد بيبرس بلامبالاة " الأقربون أولى بالمعروف "
دفعته مرة أخرى و قالت " قرابة الشؤم مسكينة حفيدتي تزوجت مجنون أحمق هيا أذهب و إياك تريني وجهك حتى موعد الزفاف "
و هذا ما حرصت عليه فخرية عقاباً لبيبرس لم تسمح له أن يرى فاطمة و جعلت قطب يضيف ساتر حديدي حول نافذتها هى أيضاً متحججة أنها تسمع صوت في خارج النافذة و تخشى أن يكون لص لذلك يظل يطرق النافذة ليضايقها لفعلتها قبل أن يرحل .. . بينما فاطمة امتثلت لأوامر جدتها على مضض مكتفية بحديثها معه ليلا و الذي يكون أغلبه تذمرا لعدم رؤيته لها حتى كفت عن الرد . و ها هو غاضب كالجحيم يقطع الغرفة في منزل شقيقته و عز الدين و ميار ينظرون إليه بملل " كيف لا أستطيع رؤيتها لثلاث أسابيع كيف؟؟ لقد كنت أراها أكثر قبل أن أتزوجها " يشعر بالغيظ و أضاف " . و الآن لا أستطيع حتى أن أصل للحديث معها في الهاتف . "
قالت ميار بهدوء " حبيبي أجلس رجاء غضبك لن يفيد .. ثم أنه تبقى أسبوع واحد فقط لزواجكم يمر سريعاً و ستكون في بيتك "
سأل بشراسة " و لم لا أستطيع أن أراها هل هو ممنوع هل ستتعطل عن إدارة الدولة "
رمقه عز الدين بملل فهو لم يريحهم لا قبل زواجه منها و لا بعده يبدو أنه قدرهم أن يعانون معه و معها أيضاً " لا تكن متيم بها هكذا ستلعب بك الكرة إذا وجدتك ملتصق بها و تحبها لهذا الحد كن ثقيل يا رجل "
رمقته زوجته بحنق " هل لك أن تصمت و لا تنصحه بنصائحك الهدامة هذه "
قال بيبرس ببرود " و من سينصت لأحمق مثله .. ملتصق بها كيف و أنا لا أراها أيها الذكي "
قال عز الدين بلامبالاة " أنا أنصحك للمستقبل فقط أنظر لحالك و أنت تعرف . تكاد تجن و هى بعيدة عنك ستفرح كثيراً عندما تعرف ما تفعله بك و هى بعيدة فما بالك و هى قريبة "
وكزته زوجته في جانبه " أخي ليس رجل ضعيف أرح نفسك "
هز كتفيه بلامبالاة " حسنا على راحتكم لقد نصحتكم فقط "
قبل أن يقول بيبرس شيء رن هاتفه النقال . فتحه و قال بعنف ظانا أنها فاطمة من طلبته " نعم أيتها الهاربة هل تذكرت أن لكِ زوج الأن"
سمع صوت آتيا من الماضي يقول بخفوت و صوتها مخنوق كأنها تبكي " بيبرس أنها أنا . رفاء . بيبرس أنا أحتاج إليك "