الثالث و الثلاثون & هاربة & صابرين شعبان

6K 290 30
                                    

الثالث و الثلاثون

خاطرة

وها قد عدت من جديد هاربـــــــــــــة
ولا أدري هل سأحيد عن هذا الأمر  تائبة
أم كلما احكمت أمري تنزل بالروح نائبة
لم أعـــــــد أعرف الطريق لقلبي
لا أملك النور ليستنير عقلي
غادرني أملــــــــــــــي
وهرب مني ظلـــــــــي
ما زلت أهـــــرب
ما زلت أجـــــــري
لكن إلى أين لا أدري وليتني أدري
تأخذني إليك خطواتي
ولا أستطيع حينها أن أجمع شتاتي
فدمع عيني لك فاضح
ونبض قلبي لي جارح
وروحي نيران شوقها واضح
لكن استحالة أن أعلن لك انكساراتي
هكذا أنا وسأبقى أنا
احبط نفسي بنفسي
ولن تحبطني مجدداً وسأعلن عليك ثوراتي
سأهزم قلبي بعقـــــــــــلي
ولن يهزمني حبك وسترى حينها انتصاراتي

خاطرة فاطمة لبيبرس بقلم سنين سنين

***×***×***×***×***
" أفتح الباب سيد قطب لنتحدث "
قالها بيبرس بحنق و هو يطرق الباب بغضب .. قالت فخرية تجيبه بضيق " عد لمنزلك و صباحاً نتحدث يا ولد الوقت متأخر "
قال بيبرس صارخاً " لقد أخذتم زوجتي جدتي أعيديها لي و سأرحل"
قالت فخرية ببرود " ليس لك زوجة هنا . أنت لم تجلس مع ولدي و تطلبها لتأخذها . هيا أذهب أريد النوم  لقد كان يومكم طويل و أنا امرأة عجوز "
سب بيبرس بحنق قبل أن يركل الباب بقدمه و يعم الصمت المكان . زفرت فخرية بحنق و أشارت لفاطمة " لغرفتك هيا "
نظرت لوالدها المكفهر الملامح بحزن و صعدت ممتثلة لأمر جدتها لا تريد الحديث معه الأن و الاعتذار له يبدو أنها ستظل تخطئ و تعتذر حتى تموت .. توجهت لغرفتها و فتحت الباب و دلفت بتعب فقد استنفدت كل طاقتها هي أيضاً . نزعت حذائها بجانب الباب و أغلقته قبل أن تمد يدها لتضيء المصباح مدت يدها لتنزع طرحتها لتجد من يمسك بيدها و هو يضم جسدها من الخلف قائلاً بحرارة
" أتركيني أنا أفعلها هاربتي "
شهقت فاطمة بذعر " تبا . اللعنة عليك أفزعتني . كيف دخلت بهذه السرعة للتو رحلت "
قالت يجيبها بعصبية " اللعنة أنتِ السبب لقد أصبحت كاللصوص بالفعل  "
قالت متسأله بشماتة " كيف ستخرج الأن أيها  الذكي و النافذة مسيجة "
تحرك ليستلقي على السرير قائلاً بشغب " لن أرحل من هنا . أنا مع زوجتي و الليلة ليلة عرسي . أنتِ لا تظني أني سأتركك "
تكتفت ببرود " انهض و أرحل " قالتها أمره
اعتدل ليستند على الوسائد خلفه و أشار بجانبه على الفراش قائلاً بهدوء " تعالي أجلسي هنا بجانبي لنتحدث قليلاً "
احتقنت وجنتها بخجل  و قالت بارتباك  " لا حديث بيننا  "
سأل بهدوء لامبالي " حسنا أخبريني متى ستأتي لمنزلي "
قالت ببرود " عندما ترى شحمة أذنك "
ضحك بيبرس بخفة " مرة أخرى "
ردت ببرود " و عاشرة حتى يتقبلها عقلك الغليظ "
زفر بيبرس بحرارة و مر براحتيه على شعره مشعثا إياه من الخلف للأمام فخرج تأوه خافت منه و عاد يتحسس رأسه برفق " تبا أنها تؤلم حقاً "
نظرت إليه بقلق " هيا أذهب لمنزل شقيقتك و لتجعلها تطلب طبيب ربما أصبت بارتجاج دماغي "
رفع رأسه تجاه مكان  وقوفها  المتوتر " فلتأتي بجانبي و تلمسيها بيدك و ستشفى " نبرته مترجية تكاد تجعل قلبها يلين تجاهه و تفعل ما يريد . هزت رأسها بعنف رافضة " بيبرس أذهب للمنزل أنا أريد النوم فاليوم كان مرهق لأعصابي "
غمغم  ببؤس " و كان كذلك لي أيضاً . بعد أن ضربت و أهنت و سببت بسببك أعود للمنزل من غيرك ألا أنال بعض التعويض لم عانيته اليوم أنا أيضاً "
قبل أن تجيبه فاطمة فتح الباب بعنف و دلفت فخرية تطرق بعصاها رفعتها لتهبط بها على جسد بيبرس الجالس على الفراش قائلة " كنت أعلم أيها الوغد أنك هنا  فلن ترحل بهدوء كما فعلت "
تأوه بيبرس بألم يفرك ذراعه " بالله عليكم لا مكان في جسدي يتحمل ضربة أخرى "
ردت فخرية بلامبالاة. " هيا انهض يا وغد و عد لمنزلك و إن فعلتها مرة أخرى سأطلب لك الشرطة "
قال بيبرس برجاء " أعطيني زوجتي إذن و حياة فاطمة لديكِ "
رمقته فخرية بلامبالاة و على شفتيها ابتسامة مرحة.. كالأطفال التي ترتجي قطعة حلوى الوغد . " عندما تنفذ شروطي سأفعل "
رد بيبرس ببؤس " يا جدتي لقد تزوجنا "
ضربت عصاها في الأرض بحدة " هل ستنهض و ترحل أم أطلب الشرطة "
نهض بيبرس بتعب " حسنا أنا بالفعل متعب و أريد النوم و لكن من الغد سأتي و أطلب فاطمة من أبيها لتأتي معي للمنزل "
قالت فخرية ببرود " أفعل و لترينا كيف سيعطيك إياها . هيا أمامي"
اقترب من فاطمة و لمس شعرها برقة " أعطيني قبلة إذن لحين أتي غداً "
هبطت فخرية على جسده بالعصا بحنق " هيا أخرج من بيتي  يا وقح يا قليل الحياء تطلب ذلك أمامي "
تأوه بيبرس بألم و فاطمة تمسك بيدها توقفها " جدتي بالله عليكِ هو سيرحل كفاكِ ضربا به "
رمقتها فخرية بسخرية " حمقاء غبية مثله "
تركتهم و خرجت فسألت فاطمة بقلق " هل تتألم "
رد بيبرس و هو يفرك ذراعه " لا بأس أتحمل أي شيء لأجلك هاربتي "
تنهدت براحة " حسنا هيا عد للمنزل "
زمجر بيبرس " لا .. فلتقبليني أولا لم تركتنا برأيك "
احتقنت وجنتها هل فعلت جدتها لذلك . لا بالطبع بل كونها تعلم أنه سيخرج خلفها أكيد . " بيبرس نحن لسنا متزوجين حقاً "
أمسك بذراعيها ليقربها منه و قال بصوت مختنق " لا بأس مخطوبين و أنا سأقبل خطيبتي "
أشاحت بوجهها عن شفتيه " لا تفعل . لحين نتزوج لا تفعل شيء كهذا "
نظر لعيناها بخيبة " حبيبتي "
قالها كأنه يترجاها رفعت راحتيها لتمسك بوجهه برقة حتى لا تؤلمه
" نتزوج و أعطيك حياتي "
رد ببؤس " أنتِ بالفعل زوجتي في قلبي  منذ طلبتك أول مرة "
لمعت عيناها بالدموع " الأمور لا تسير هكذا .. أريد أن أشعر أنا أيضاً بذلك في قلبي "
شدها لصدره يضمها بقوة دافنا وجه في عنقها  و هو يتنفس بعمق " رائحتك ستذهب بعقلي كيف سأتحمل لحين أتي غداً "
هل يظن أنها ستأتي معه لمنزله غداً بمجرد مجيئه لوالدها . ليعيد التفكير مرة أخرى .. " عد للمنزل " همست بجانب أذنه حتى لا تضعف و تلفه بذراعيها تبقيه للأبد ..
شدد بذراعيه عليها " لا أريد من دونك "
أبعدت جسدها و أمسكت بيده تقوده للخارج " لا أريد لجدتي أن تأتي و تضربك مرة أخرى "
تنهد بخيبة " حسنا و لكن اعلمي أني سأتي في موعد بائع الحليب أنا لن أنتظر أكثر من ذلك لحين يأتي المساء "
ضحكت بخفة " وقت ما تريد سأكون مستيقظة "
لم يقاوم رغبته في تقبيلها قبل ذهابه فمال على عنقها يخطف قبله قوية قبل أن تبعده مزمجرة " وقح عديم الحياء مثلما قالت جدتي"
ضحك بيبرس بخفة و رمقها براحة " أحبك هاربتي "
قالها و هو يقف أمامها بجانب الباب قبل أن تفتحه ليخرج لم تكن تريده أن يرحل حقاً . و لكنها لم تستطع أن تبقيه أيضاً  .. " تصبح على خير "
قال بيبرس باسما " سأعتبر هذه و أنا أيضاً أحبك "
أغلقت الباب خلفه و أستند عليه براحة قبل أن تعود و تصعد للأعلى . دلفت لغرفة جدتها التي كانت مستلقية على فراشها مستيقظة و كأنها تنتظرها عالمة أنها ستأتي إليها أولا . جلست فخرية و فتحت ذراعيها إليها . لمعت عيناها بالحزن و هى تتوسد صدر جدتها . هطلت دموعها غزيرة فسألتها فخرية بمزاح حان " ماذا بك ألم تعطيه قبلته هذا الوقح "
ضحكت فاطمة برقة و مسحت دموعها و قالت " لا . حين نتزوج ليس الأن "
سألتها فخرية بفضول " ماذا ستفعلين الأن "
قالت فاطمة بهدوء " لا شيء سيأتي غداً و يتحدث مع أبي و سنرى ماذا سيحدث "
قالت فخرية بهدوء " حسنا لتذهبي و نتالي قسط من الراحة لتكوني صافية العقل غداً .. و لكن غداً هذا لم يكن إلا بعد ثلاث ساعات و دق على الباب أيقظهم حتى سمعت سباب والدها و هو يهبط ليفتح الباب للطارق . نهضت لترتدي مئزرها و هبطت لترى من القادم .  فتح والدها الباب ليجده واقف أمامه على شفتيه ابتسامة هادئة و خلفه يقف عز الدين حاملاً نسمة نائمة و ميار محتقنه من الخجل .
" صباح الخير سيد قطب "
نحتها فخرية لتهبط قائلة " أرتدي ثيابك لقد زوجناك مجنون بالفعل"
لم يستطع قطب أن يتحدث بسوء أمام شقيقته و زوجها فقال بهدوء  " صباح الخير بني . تفضل بالدخول "
كان والدها يرتدي منامته و والدتها أيضاً تحكم مأزرها و هى تقول لميار " تفضلي حبيبتي . سنبدل ملابسنا و نأتي "
قالت فخرية بهدوء " صباح الخير عزيزتي هل أيقظكم الوغد عنوة  لتأتوا معه "
قالت ميار بحرج " أسفة جدتي . حقاً حاولنا أن نجعله يتريث قليلاً و لكن كما ترى "
قالت فخرية بحنق " ما ذنبهم هم يستيقظون مبكراً أنظر للصغيرة أيها الأحمق . هيا خذها من يد زوج شقيقتك و ضعها على الأريكة لتكمل نومها براحة و أجلبِ لها غطاء من غرفتي عزيزتي تجديها فوق ثاني غرفة على اليمين  "
قال بيبرس بهدوء " لم لا أخذها لغرفتك بدلاً من البقاء هنا و سماع ثرثرتنا "
ردت فخرية ببرود " أجلس يا وقح هى لا يجب  بقاءها و استيقاظها  وحدها في منزل غريب "
جلس بيبرس بخيبة فسألته فخرية بمكر " ألم تغفو بعد مازالت بملابس الأمس "
قال بضيق " لم أجد وقت لأفعل "
جاء قطب و جلست بجانبه زوجته  و على شفتيها ابتسامة هادئة . قالت ميار بخجل " آسفين على مجيئنا في هذا الوقت و لكن بيبرس ... "
قاطعتها فخرية بلامبالاة" لا تبرري يا حبيبتي نعرف من السبب هنا"
قال عز الدين بهدوء " لم لا نتحدث فيما جئنا لأجله لنرحل بسرعة فيكفينا مضايقتكم في هذا الوقت . "
قال بيبرس بهدوء " حسنا سيد قطب . جئت لأطلب منك فاطمة "
أخرج من جيبه علبة صغيرة و نظر لميار التي فتحت حقيبتها تخرج علبة كبيرة و أعطتها له و هو يقول " هذا خاتم الخطبة لفاطمة و هذه هدية الزواج  "
فغر فاه و هو ينظر للعلب . " متى أحضرت هذه "
قال بيبرس بتوتر " منذ أكثر من عامين في الحقيقة و ربما أكثر لا أتذكر "
أنهى حديثه على دخول فاطمة  التي كانت تحمل صينية تقديم بها بعض الكيك و الشاي همست بخفوت " عامين "
جلست بجانب جدتها بعد أن وضعت الصينية أمامهم ..قال قطب بهدوء " لمن جلبتهم من عامين "
تنحنحت فخرية و قالت بهدوء " بني لا بأس إذا كان قد جلبهم لزوجة المستقبل كثير يفعل ذلك و لا أظن فاطمة تهتم بهكذا أشياء أتذكر أنها لم تذهب لمرة لتختار  مجوهرات خطبتها السابقة .."
قال بيبرس بحنق " جدتي بالله عليكِ لم تذكريني بذلك الأن "
هزت كتفيها بلامبالاة و قالت ببرود " تنس ماذا أمس كانت ستتزوج رجل أخر لولا أنقذت الموقف أنا "
قال قطب بهدوء فهو يريد أن يروق رأسه من كل هذا الجنون " حسنا  أتركونا من كل هذا . ماذا تريدون أن نفعل الأن فليس لدي فكرة  فاطمة لم تخبرني شيء "
قالت فاطمة بخجل " ما تراه أنت صوابا أبي موافقة عليه "
قال قطب بهدوء " حسنا الأن نقرأ الفاتحة و بعد أسبوع الخطبة و بعد شهرين من ذلك العرس ماذا قلتم "
اتسعت عين بيبرس بصدمة شهرين أسبوعين ماذا عرس آخر لماذا
" سيد قطب . نحن بالفعل متزوجين . عرس ماذا و شهرين لماذا بالله عليكم نحن تزوجنا بالفعل أمس ظننت .. "
قاطعته فخرية بحنق " ظننت ماذا يا ولد أنك ستأتي الأن و تأخذها و ترحل . كيف هذا . السيرك الذي حضرته أمس لم يكن زفاف حقيقي لا أظن فاطمة تعده عرس "
قال بيبرس بخيبة " و لكن لماذا هذا الوقت . أنا سأجد مكان للزفاف اليوم إذا كانت تريد لا داعي لننتظر كل هذا الوقت "
قالت فاطمة بهدوء " أنه وقت  ليس كافي لي و لكن بما أن أبي حدده لا أمانع . سأحاول أن أنهي كل شيء قبل الموعد "
سألها بعنف "  تنهين ماذا فاطمة شقتي جاهزة و أنت لا تحتاجين شيء أي شيء سأجلبه لكِ بعد أن نتزوج "
قالت قطوف بهدوء " حسنا  لنقسم البلد نصفين . لم لا نقرأ الفاتحة الأن و الخطبة مساءاً و بعد شهر من الآن الزواج و فاطمة لتطلب مساعدة شقيقاتها لتنهي ما تريده ماذا قلتم "
قالت فخرية باستحسان " هذا جيد جدا . فلنقرا الفاتحة الأن  ببركة الله "
و هذا ما حدث و لكن الغضب كان يتملك بيبرس غيظا منها فقد ظن أنها ستذهب معه في نفس اليوم و ليس بعد زفاف آخر و ها هو يجلس بجانب أنيس منتظر مجيئها مع براءة ليحتفلوا بالخطبة . مال أنيس على أذنه يقول بشماتة. " كنت أعلم أنها ستخرج على جسدك القديم و الجديد . "
وكزه بيبرس في جانبه بعنف " أصمت و إلا أصمتتك قبضتي أنا غاضب كفاية دون كلامك المسموم "
ضحك أنيس بمرح " مسكين "
كان المنزل يعج بالجميع شقيقاتها و أزواجهم و عائلاتهم   . قال بيبرس لفضة التي تضع العصير أمامهم " كيف حال زوجك  عزيزتي هل يحادثك "
رمقته بحزن و قالت بصوت مرتجف خافت " لا . أعتقد أنه غاضب كوني لم أذهب معه "
هز رأسه بتفهم " سيهدئ و يحادثك لا تقلقي هو يحبك لا تنسي ذلك عزيزتي "
أومأت برأسها باسمة و قالت بخجل "  سأذهب لأرى إن انتهيت فاطمة "
زفر بيبرس بحرارة " وغد لعين "
سأله أنيس " ماذا . من تسب "
رد بلامبالاة " لا أحد . لقد شعرت بالملل حقاً و لم يمر سوى ساعة منذ جئت هل سأظل مكتف هكذا باقي المساء و الجميع ينظر إلي كأني وحش جاء من الفضاء "
ضحك أنيس بمرح " يشاهدون الأعجوبة التي استطاعت أن تمسك بفاطمة  هذه المرة "
زمجر بضيق و هو ينظر لساعته مجدداً " لم تأخرت هكذا "
رمقه أنيس بدهشة " ما بك براءة معها لا تقلق و ميار أيضاً "
و هذا ما يطمئنه . أن كلاهما معها . سمع الجلبة فهب واقفاً و نسمة تأتي راكضة " خالو لقد أتت العروس . أنها جميلة جدا . أكثر من عرائسي " قبلها بيبرس بقوة " ليست أجمل منك نسمتي "
دلفت فاطمة على حديثه  لنسمة مع ميار و براءة فلمعت عيناه بقوة و هو ينظر لهيئتها . كانت ترتدي ثوب طويل وردي بأكمام طويلة ضيقة من القماش الشفاف و مطرز على الصدر و ينسدل بحرية حولها .  تاركة خصلاتها مسدله على  كتفها مزينة بدبوس مرصع بفصوص ألماسية وردية مناسبة مع لون الثوب . تنفس بيبرس بعمق و هتف و هو يمسك بيدها " توقف قلبي بعد رؤيتك "
ابتسمت فاطمة بخجل " خوفاً .. هل ظننت أني سأهرب "
قال بحرارة " أعلم أنك ستهربين إلي "
قالت بدلال " أنت مغرور "
دفع أنيس لينهض بخشونة " أذهب لعند زوجتك "
نهض أنيس بحنق " كم أنت حقير حقاً  "
ضحكت فاطمة و جلست بجانبه  بخجل . جاءت والدتها قائلة بفرح
" و قد جاءت العروس لترتدوا المحابس ما رأيكم "
التفت العائلة حولهم و الجميع فرح فبعد الزواج خطبة .. حقاً هذه الزيجة أغرب ما مرت عليهم .. و لكن لا أحد يأبه إذا كان الزواج قبل الخطبة المهم أنها تزوجت حقاً . هذا بالنسبة لهم معجزة . مال على أذنها بعد أن ارتدوا المحابس  " ما رأيك نستأذن من والدك و نخرج وحدنا قليلاً "
ردت فاطمة بمكر  " لا . أنا لا أريد الذهاب لمكان . لقد استيقظت من السادسة و أشعر بالنعاس منذ الآن . "
قال بخيبة " حسنا غداً ما رأيك "
ردت بهدوء " لا . فمنذ الغد سأبدأ بجلب حاجياتي فليس هناك وقت قبل العرس "
تكتف كطفل غاضب و أدار وجهه ينظر للجميع و الذين يلتهون عنهم بالثرثرة معا .. همست فاطمة بأذنه " ما بك غاضب هل تريدني أن أغني لك "
رد بيبرس بضيق " لا . لا أظن أني أحب سماع الغراب الذي تزوج اليمامة مرة أخرى "
ضحكت فاطمة بمرح و قالت بخجل " و ماذا لو غنيت لك واحدة تحبها "
التفت إليها و أمسك بيدها بقوة قائلاً بشغب " أحبها . حقاً ؟"
همست بخجل " أجل لك ما تتمنى "
زفر بيبرس بحرارة " للأسف ما أتمنى أعلم أنك لن توافقي عليه و لكن لا بأس بهذا الأن . "
سألت باسمة " ماذا تريدني أن أغني لك "
ظل لثواني يدعي التفكير قبل أن يقول بمكر " غني لي فارس أحلامي "
نظرت فاطمة حولها فقال بخبث " لن يستمع لنا أحد من وسط ثرثرتهم لا تقلقي ثم أقتربي من قلبي . أقصد من أذني "
و فعلت و هى تلف ذراعها حول ذراعه تقترب منه بجسدها و تميل على أذنه تدندن بخفوت ...

"فارس أحلامي حبيب قلبي وحبيب أيامي
عايزاك تفهمني، تفهمني، تفهمني
وتحقق صورة أحلامي
تعاملني بقسوة وحنية
تجرحني وتداري عليّ
ونقضى ساعات في الملاغية
زي الأفلام الغرامية "

همس بيبرس بخفوت " من عيني حبيبتي ستكون لنا مثل أفلام هوليوود "
ابتسمت فاطمة بمرح و أكملت بخفوت من يرهم يظن أنها تحادثه لا تتغزل به بغنائها ..
" عايزة حياتنا تكون على طول مشحونة عواطف
جد وهزل ورعد وبرق وريح وعواصف
عايزة أحس بحب طاغي نور ونار
حب يملا لي فراغي ليل نهار "
قال بيبرس بصدق " بل سأعطيك حياتي كلها هاربتي "
شدت على ذراعه تريد أن تلمس ما  بين اضلعه و ليس ذراعه فقط و هى تكمل ..
" وساعتها حقول إنت حبيبي، إنت حبيبي
فارس أحلامي حبيب قلبي وحبيب أيامي
أنا عايزة الناس يتكلموا عنك
ويشاوروا عليك ويخافوا منك "
قال بيبرس بمرح " أنهم يفعلون بالفعل ينظرون إلي ككائن جاء من الفضاء "
ضحكت بخفوت و قالت تكمل ..
وأسمع عنك ألف مغامرة وألف حكاية
كل مغامرة يكتبوا عنها ألف رواية
تسهر الأمل وتضيع الملل
وتخلي كل ليلة وياك شهر عسل
وساعتها حقول إنت حبيبي، إنت حبيبي
فارس أحلامي حبيب قلبي وحبيب أيامي
قال واعدا " بل ستكون حياتنا  كلها عسل  حبيبتي  أعدك بحياة فاطمة عندي "
لمعت عيناها بالدموع و همست " أعلم ذلك "
سألها بحرارة " تثقين بي "
لم تجيبه بالحديث بل قالت مدندنه ..
" يا حبيب أيامي، أيامي، أيامي
يا حبيب أحلامي، أحلامي، أحلامي
مش بقول لك الكلام ده يعني بهرب من حياتي
ده إنت حب العمر كله وإنت أحلى ذكرياتي
أنا وياك على عهدي، وحياة حبك عندي
بس أحبك أكثر لما حتفهم قصدي
وساعتها حقول إنت حبيبي، إنت حبيبي
فارس أحلامي حبيب قلبي وحبيب أيامي، وحبيب أيامي"
شد رأسها لتستند على كتفه و قبلها بقوة قائلاً بصدق " أحبك هاربتي "

**********★***
واقفة أمام الباب  معه بعد ذهاب الجميع ظل جالساً معها حتى قالت فخرية بحنق " هيا يا ولد عد لمنزلك نريد النوم الساعة تخطت الواحدة لمتى ستظل هنا "
كادت فاطمة تضحك على ملامحه الضيق  و لكنه رد ببرود " أنا أجلس مع زوجتي . إذا كنتِ تريدين النوم فلتذهبي "
رفعت فخرية عصاها لتدفعه في صدره " كفاك وقاحة  بيبرس و عد لمنزلك الجميع مرهق ألا يكفي ايقظتنا قبل مجيء بائع الحليب "
نهض بيبرس مستسلما و قادته فاطمة للخارج فلم يكن جالس معهم غير جدتها بينما الجميع ذهب للفراش . " سأشتاق إليكِ لحين أراكِ غداً "
قالت فاطمة بلامبالاة " أخبرتك بيبرس ليس لدي وقت لرؤيتك فلم يتبقى غير شهر للزفاف "
سألها بضيق " ماذا تعنين "
قالت فاطمة برقة " أراك يوم الزفاف عزيزي "
اتسعت عيناه " تقولين الصدق "
ردت فاطمة بدلال " بالطبع عزيزي "
قال بيبرس ببرود و هو ينصرف غاضباً " سأتي لرؤية زوجتي وقت ما أريد لن يمنعني أحد "
هتفت به بنزق " بيبرس كفاك تصرف كالأطفال أخبرتك لا وقت لدي لرؤيتك حقاً قبل الزفاف "
رد و هو يصعد لسيارته بعصبية  " سنرى  من كلمته ستنفذ "
تخصرت فاطمة و هو يتحرك بالسيارة بعصبية و تمتمت " تبا له ذلك العنيد ."

****★*****★****★****★*****★****

هاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن