الرابع عشر &هاربة & صابرين شعبان

5.3K 294 22
                                    

الرابع عشر

"ماذا بك يا حبيبتي "  سألت فخرية بحزن فاطمة التي تستند على صدرها تبكي بخفوت
قالت فاطمة ببؤس " لا أعرف جدتي . ذلك الرجل لا يتركني بحالي أينما ذهبت . أجده أمامي أو أشعر بمراقبته . حتى بدأت أشعر بالتهديد  و الخوف من الخروج من المنزل "
سألتها فخرية بضيق و هى تعلم من الرجل المعني " هل تعرض لك بأي شكل . هل أذاك حبيبتي "
هزت رأسها نافية " لا و لكن لا أعرف حقاً ماذا يريد مني "
سألتها بهدوء " ألم تحادثيه و تسألينه "
ردت فاطمة بحقد " حادثته و لكنه مختل جدتي أنه يقول أشياء غريبة لا أفهم ماذا يريد  "
" مثل ماذا " سألت جدتها بمكر
رفعت فاطمة رأسها و قالت بحقد " يريدني أن أترك مراد . يظل يخبرني أني سأهرب "
" و هل ستفعلين " سألت فخرية بمرح
قالت فاطمة بنزق " جدتي أنا بائسة و أنتِ تتسلين على حسابي بدلاً من التخفيف عني "
ضحكت فخرية بمرح و ضمتها بحنان قائلة " ماذا يدور بينك و بين بيبرس فاطمة أخبريني الحقيقة "
قالت بحنق " لا شيء بيننا جدتي . أخبرك الرجل مجنون و يطاردني و أنتِ تنسجين قصص رومانسية عنا "
ابتسمت فخرية و ردت بخبث " من قال أني أنسج قصصا رومانسية . و لكن أتسأل عندما ترينه فيما تتحدثون "
ردت فاطمة بعنف " لا شيء . منذ ذلك اليوم في المطعم لم يتحدث بكلمة معي فقط أراه حولي و في كل مكان أذهب إليه أشعر بأنه يراقبني "
قالت فخرية مطمئنة " لا تقلقي الرجل ليس مجرم خطير أو قاتل محترف أنه فقط .... "
صمتت فخرية فسألت فاطمة بحدة " فقط ماذا جدتي أرجوكِ هل تعرفين شيء عنه و تخفينه عني "
أجابتها فخرية بلامبالاة " لا شيء يا عزيزتي و هل أرى الرجل لأعرف ما لا تعرفيه "
سألتها بيأس " ماذا أفعل أشيري علي "
عادت فخرية لتريح رأسها على صدرها قائلة بهدوء " لا شيء عزيزتي . فقط أبدئي بتجهيز عرسك و أتركي أي شيء آخر للزمن يحله  ماذا يهمك منه طالما لا يحادثك أو يطلب منك شيء حسنا لا تهتمي به   فقط أهتمي بمراد خطيبك و أستعدي للعرس "
و هذا ما فعلته فاطمة ذهبت إلى العمل في اليوم التالي لتأخذ إجازة لتستعد لزفافها . كانت واقفة أمام مديرها بهدوء تنتظر جوابه عندما فتح باب المكتب بحدة و يدلف من تدور أفكارها السوداء عنه .. رمقه أنيس بضيق " لم لا تطرق الباب كالرجال المحترمين "
جلس بيبرس أمامه و عيناه مسمرة على فاطمة التي تقف بعدم  ارتياح لمجيئه " تركت الاحترام لك "
قالت فاطمة بتوتر " حسنا سيدي سأذهب و أعود فيما بعد "
قال أنيس ببراءة " لا داعي لذلك يمكنك أخذ الإجازة التي تريدين لتستعدي لزفافك و لا تنسي أن تدعينا عليه فاطمة  مبارك لك مقدماً"
ردت مسرعة "  شكراً لك  حسنا سيدي سأذهب الأن لأعود للعمل "
خرجت من المكتب تكاد تركض لتختفي سريعًا من أمامه . فور ذهابها نهض بيبرس ليخرج فأمسك أنيس بذراعه بقوة قائلاً
" و رب العزة لن تذهب لمكان . أجلس أيها الوغد أريد الحديث معك الأن و لن تهرب مني "
قال بيبرس بنزق " ماذا تريد "
قال أنيس بغضب " كفاك بيبرس أبتعد عن فاطمة أنت تسبب الرعب للفتاة بمطاردتك لها . أنظر إليها لقد فقدت الكثير من وزنها في هذه الفترة لا تكاد تأتي للعمل . أنا أعطيها الراتب دون أن أخذ مقابله عمل . لولا أنك طلبت عدم أخبارها بترك العمل لطردتها فهي لا تأتي على ايه حال ..و كل هذا بسببك . ما نهاية ما تفعله "
رد بيبرس بثقة " نهايته ستكون زوجتي بالطبع "
نظر إليه أنيس بغضب " غصب عنها "
رد بيبرس بعنف " لا برغبتها "
سأله أنيس بحزم " للمرة الأخيرة سأسألك هل تحبها "
أجاب بيبرس ببرود " و ما يهمك إذا كنت "
ضرب أنيس كفا بكف و قال بحنق " يا أحمق . يا غبي . إذا كان الأمر مجرد تحدي و فرض إرادة  توقف هنا و لا داعي لتحول حياة الفتاة لبؤس أما إذا كنت تحبها فلتذهب لأبيها و تخبره و تخيرها بينك و بين خطيبها و أنا أظن أنها ستختار خطيبها "
رد بيبرس ببرود " حسنا لتفعل . أنا لن أذهب لوالدها و هى خطيبة لآخر ليس من أخلاقي أو شيمي  سأنتظرها لتأتي إلي و عندها سأتحرك "
رد أنيس بسخرية " تأتي إليك .. من تظن نفسك لتأتي إليك . لقد جاءت لتأخذ إجازة لتستعد لزفافها و أنت تقول تأتي إليك . حسنا فلتنتظر إلى مالا نهاية "
نهض بيبرس بهدوء و قال " سأذهب لأرها قبل أن ترحل لمنزلها هل تسمح الأن "
أشار أنيس ببرود للباب " هذا إذا كانت مازالت في الشركة بأسرها بعد رؤيتها لك . فهي تبدوا كمن رأى شبحا "
خرج بيبرس يقول بسخرية " ربما أنا كذلك بالنسبة لها "
زفر أنيس بحرارة و هو يعتدل على مقعده قائلاً بتعجب " لا أعلم لم هو واثق أنها ستأتي إليه لقد جن بالفعل "

هاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن