الخامس عشر & هاربة & صابرين شعبان

5.4K 332 39
                                    

الخامس عشر

" إياك و ترك المكان هنا لحين يأتي مراد تسمع سأقتلك " قالها قطب و هو يوقف نادر خارج غرفة فاطمة و المزينة يتقوم بعملها من تصفيف شعر و زينة وجهها و مساعدتها في ارتداء ثوب زفافها . قال نادر بتذمر خافت " لماذا أبي . لقد وافقت هذه المرة عليه لن تفعلها"
قال قطب بحزم " الاحتياط واجب "
أتت فخرية تستند على عصاها بعد رحيل قطب لتقول لنادر " ماذا بك تقف كحارس الزنزانة هنا "
رد نادر بنزق " لأني هكذا بالفعل دهب و فضة يساعدن أمي في استقبال المدعوين و أبي يجلس مع والدي مراد و أخبرني أن لا أترك فاطمة لحين يأتي مراد "
قالت فخرية بسخرية " نعم هذا جيد الاحتياط واجب "
رد نادر بنزق " لقد أخبرني والدي بذلك "
فتحت الباب و قالت " حسنا ظل مكانك  لحين يأتي مراد نجم و سيف ذهبا إليه ليحضرنه "
أغلقت الباب خلفها جيداً و نظرت لتلك الصامتة و المزينة تقوم بزينتها كان ثوبها الأبيض بأكمام شفافة قصيرة بينما هو ينسدل من بعد احكامه على الخصر باتساع و لكن ليس ليعيق حركتها إذا سارت . قالت فخرية باسمة " مبارك لك فاطمة . أخيراً سيصبح لك منزل و بيت و ربما أولاد بسرعة فمراد رجلاً بصحة جيدة أظنه سينجب عشرة أولاد  "
رفعت رأسها تنظر إليها بتصلب و نظراتها جامدة . فابتسمت فخرية بمكر قائلة بإضافة " جيد أنك تفعلين هذا مع رجل تحبينه أليس كذلك فاطمة . أنت تحبين مراد صحيح "
وجدت نفسها تنهض من على المقعد و تلقي بنفسها بين ذراعيها قائلة ببكاء " و إذا لم أحبه جدتي ماذا سأفعل . "
قالت فخرية بهدوء " ألم تفعلي بعد فاطمة . ظننت أن كل قربكما الأيام الماضية و أنتم تستعدان للزفاف اتاحت لك لتقتربي منه و تتعرفين عليه "
قالت فاطمة باكية " حاولت يا جدتي أقسم بالله حاولت لا أعرف أين كان عقلي و أنا أوافق .. كل ذلك بسبب ذلك الحقير هو من دفعني لذلك "
سألتها فخرية و هى تشير بعيناها للفتاة لتخرج " من يا حبيبتي "
خرجت الفتاة و فاطمة تقول بحقد " ذلك الحقير  بيبرس تاج الدين أيوب "
قالت فخرية بمكر  " بيبرس حقاً . هل تعرفين لقد جاء و تحدث معي منذ فترة ليسألني عن شيء بخصوصك "
رفعت فاطمة رأسها سائلة " ماذا سألك جدتي ماذا يريد مني هل أخبرك "
قالت فخرية بلامبالاة " لقد سألني إن كان هناك أحدا في حياتك تهربين من أجله "
" ماذا قلت له . هل أخبرته الحقيقة " سألتها فاطمة بإلحاح
قالت فخرية بجدية "  لا بالطبع أخبرته أنك تهربين فقط كونك تكتشفين أنك لا تحبين خطيبك "
" لماذا أخبرته هذا يا جدتي " سألت فاطمة بغضب الأن سيتأكد أنها ستهرب من مراد الأن . هو واثق أنها ستفعل . قالت فخرية بلامبالاة
" هذا أفضل من أخباره أنك تحبينه .. هل  تفعلين فاطمة " أضافت بمزاح ..
ابتعدت فاطمة عن صدر جدتها و وجهها يشحب بشدة حتى شعرت جدتها بالقلق فسألتها " ما بك يا حبيبتي أنا كنت أمزح معك أيتها الحمقاء أعلم أنك لا تحبين بيبرس  "
قالت فاطمة بصوت مختنق " وهل أفعل جدتي . هل أحب ذلك الوغد . لا بالطبع مستحيل "
ردت فخرية مهدئة " بالطبع يا حبيبتي مستحيل أن تحبي ذلك الفظ الغليظ . أنا أيضاً لم أصدقه عندما أخبرني أنه يحبك .و أنك ستكتشفين أنك تحبينه بدورك . بالطبع أخبرته أن هذا مستحيل أن يحدث و أنك ستتزوجين مراد الذي وافقت عليه بمليء إرادتكِ "
ردت فاطمة بصوت مهتز " نعم سأتزوج مراد . لقد وافقت عليه بإرادتي  كما قلت أنت و الأن لأعود لأستعد فهو على وشك الوصل "
كان داخلها صراع دائر بين تكذيب حديث جدتها و بين تصديقه . هى تحب بيبرس الوغد . لا مستحيل أن تفعل . ثم هو لا يحبني لقد كذب على جدتي كما كذب علي بالطبع

هاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن