الأول
عودة قبل عام و بضعة أشهر
" فاطمة أنهضي يا فتاة لتستعدي لاستقبال الخاطب اليوم .. سيأتي ليراكِ "
تذمرت فاطمة و قالت بنزق " جدتي أرجوكِ أتركيني أغفو قليلاً . خاطب ماذا الذي سيراني لقد راني منذ كنت في الثانوية "
قالت العجوز المتغضنة " فاطمة هل ستنهضين أم أجعلك تنهضي بطريقتي الخاصة"
اعتدلت فاطمة بحنق على الفراش فهي تعلم ما هى طريقة جدتها الخاصة و هى عصاتها زكية التي تهبط بها على مؤخرتها حتى يظهر لها صاحب .. فاطمة و ليس مؤخرتها لا تفهمن بطريقة خاطئة يا سيئين الظن قالت فاطمة بنزق " ماذا تريدين مني فعله الأن فخرية خانوم " قالتها كما تسمعها في أحد المسلسلات المدبلجة التي تغرق التلفاز بقنواته الفضائية العديدة التي لا حصر لها . قالت فخرية بحنان باسمة " ما بك نزقة هكذا فاطمة .. لست كعروس سترتدي خاتمها الألماسي اليوم أو بعد أيام من حبيب الطفولة "
قالت فاطمة بحنق " فخرية خانوم . لا تكذبي الكذبة و تصدقيها .. لا حبيب طفولة و لا يحزنون .. لقد طلبني من أبي دون أن يخبرني بما إذا كنت موافقة أم لا . أنه زواج تقليدي كأيام جدتي " لم تريد أن تخبر جدتها أن استبرق تحبه للغبي نجم و أنها تعلم ذلك و لكن ماذا فعل الغبي طلبها هى كالمعتوه فور أخبره والدها أنه لا زواج لأي من بناته إلا إذا تزوجت هى أولاً .. تبا لم فعل ذلك ظنت أنه يميل لاستبرق أيضاً و لكن فعلته المجنونة تلك ليس لها تبرير غير أنه معتوه كما وصفته .. قالت فخرية بحنق " زواج جدتك . هل تقصديني أنا يا فتاة "
ابتسمت فاطمة بمرح و قالت " هل هناك جدة غيرك أنت الوحيدة التي أعرفها منذ فتحت عويناتي على الدنيا "
ضحكت فخرية ليزداد تغضن ملامحها " عويناتك "
ضمت فاطمة جدتها قائلة بملل " جدتي . و حياة جدي عبد الرحمن رحمه الله تحدثي مع السيد قطب الجليدي أن يعتقني من تلك الزيجة لوجه الله تعالى يا فخرية خانوم أرجوكِ ... أرجوكِ أرجوكِ أرجوكِ " تلح بطفوليه و هى ممسكة بيدها .
ردت فخرية بسخرية " وحياة جدك رحمه الله !! الظاهر أن صواميل رأسك صدئت و أفلتت و لم يعد لديكِ سيطرة على لسانك أيتها الحمقاء هيا تحركي و أرتدي شيء لائق لاستقبال نجم "
تمتمت فاطمة بخفوت " إلهي يصعد إلى السماء ثم يهبط منها و يخترق الغلاف الجوي و يحترق من الاحتكاك أو يسقط على الأرض و يتسبب في هلاكنا . فنحن نستحق و لدينا نجوم مثله على الكوكب "
نظرت إليها فخرية بنزق و قالت بحدة محذرة " فاطمة "
تهدلت كتفيها مستسلمة و هى تقول بخيبة " حسنا . سأفعل جدتي . سأرتدي الثوب الأسود " أضافتها بحزم و هى تخرج من الغرفة هاربة من جدتها ...
مطت شفتيها ببرود و هى تنظر لنجم الجالس بجانبها بتوتر و عيناه مسمرة على نقطة وهمية لا تظنه يرى شيء مما يدور حوله . قال قطب بجدية لوالد نجم " بما أن الأولاد متفقون سيد عبد الحافظ فلا داعي للبقاء لفترة طويلة مخطوبين لنتمم الزفاف على الفور و نحن جاهزون بما تطلبونه "
قبضت فاطمة على يدها بقوة حتى لا تلكم بها الجالس بجانبها كالمقعد لا ينطق بشيء . سمعت صوت والده يؤكد على الموافقة و يضيف بجدية " ما رأيك بعد شهرين من الآن ليحين نجهز كل شيء ما رأيك "
رد والدها بحرارة " خير البر عاجله عبد الحافظ .. على خيرة الله "
( مقولة مصرية )
نهضت فاطمة بحنق قائلة " حسنا بعد إذنكما سأجلب الضيافة لنجم السماء الذي سقط على رأسي أنا دونا عن حوريات الجنة الذي يستحق منهم "
نظر والدها إليها بغضب و قالت والدها بحدة " أجلسي و ستحضر استبرق الضيافة للجميع "
ما أن قالتها حتى جاءت استبرق تحمل بين يديها العصائر و الحلويات و هى تخفض رأسها حتى لا تنظر إليه . شعرت فاطمة بالحزن على شقيقتها و ذلك الأحمق جالس كالجماد .. مدت الصينية إليه فرفع عيناه ينظر لوجهها المحمر . قال هامسا " شكراً لك استبرقي "
كادت الصينية تقع من يدها فنهضت فاطمة تمسك بها و هى تعلم سبب ربكتها فقط استمعت للوغد وضعت الصينية على الطاولة متجاهلة تقديم العصير لوالده و أمه الجالسة بجانب والدتها . لوت المرأة شفتيها بقرف و عادت تنظر لزوجها المتحدث . قال عبد الحافظ بهدوء " حسنا توكلنا على الله . أتمها الله على خير "
تمتمت فاطمة بخفوت " أحترق نجمك يا عم عبد الحافظ "
قال نجم بنزق " أنا أستمع على فكرة "
قالت فاطمة ببسمة باردة " أسمعك الله الرعد يا نجم السماء الهابط على رأسي "
زم شفتيه بضيق و أعتدل جالسا و هو يجيب بحدة و صوت خافت
" إذا كنتِ رافضة لم ورطتنا معا "
قالت فاطمة بسخرية " ظننت أن الرجل لا يجبر كالنساء "
رمق والده بضيق عندما طلب استبرق أخبره أن فاطمة أفضل و أعقل من العروس اللعبة التي يريدها فاستبرق رقيقة كفراشة ملونة بعيونها البندقية كالقهوة بالحليب و شفتيها صغيرة كأنها خطت بقلم أحمر رفيع و أنفها يزين وجهها مثل الكريما التي تزين الكيك . بينما بشرتها البيضاء الناصعة تحمر خجلا عندما يهمس باسمها . تبا الرجال أيضاً تجبر .. كلل الحزن عيناه و هو ينظر لمكان جلوسها بجانب والدتها و والدته و وجهها منغلق و نظراتها شاردة حزينة نهض والده و قال بهدوء " حسنا الخميس المقبل قراءة الفاتحة و الخطبة و بعد شهرين الزواج .. نستأذنكم الأن "
قالت فخرية بنفي " لا يا أبا نجم لا رحيل إلا أن تذوق طعام فاطمة"
ردت فاطمة ببرود " أنه طعام استبرق عمو عبد الحافظ أنا لا أستطيع الطهو "
نظر نجم لاستبرق بحزن و والده يقول بحزم " حسنا سنرحل فقد تأخر الوقت و المرة القادمة نتذوق طعام فاطمة "
رحل الرجل و زوجته و نجمه البغيض الذي لم ينطق رغم ما حدث و قد حدد زفافهم أيضاً .. حسنا يا متفجر سنرى يوم تتورط بي حقاً ماذا ستفعل ....
**★**★**★**★**★**★**★**