العشرون & هاربة& صابرين شعبان

5.6K 307 33
                                    

العشرون

بعد ثلاثة أيام
في غرفة فخرية الواحدة ليلاً
طرق خافت على النافذة أعلمها أن الوغد قد لبى أمرها و حضر . ثلاثة أيام و هى تنتظره ليحضر لتطبق على عنقه و تزهق روحه عقاباً له على ما يفعله بحفيدتها المسكينة . نهضت فخرية بهدوء ممسكة بعصاها تستند عليها و تفتح له النافذة . ابتسم بيبرس بمكر و قفز للداخل برشاقة من اعتاد فعل ذلك . قال بمرح " كيف هى صحة جدتنا الغالية "
رفعت فخرية عصاها و هوت بها على جسده لتأتي على كتفه ليؤلمه على إثر الضربة . تأوه بيبرس بخفوت حتى لا يحدث صوت فيعرف من في المنزل بوجوده هنا . قال بألم و هو يمسك بكتفه يفركها بقوة
" هل هذه تحيتك و طريقتك في استقبال زوج حفيدتك المدللة الهاربة "
قالت فخرية بحنق " و هل هذا على الفور جدتي سأكون لديك .. بعد ثلاثة أيام تأتيني هل تمزح معي أيها الوغد "
قال بيبرس بهدوء " كان لدي شيء هام أفعله قبل المجيء لهنا لقد تذكرته في اللحظة الأخيرة "
عادت فخرية لتجلس على الفراش و استندت على عصاها بذقنها و نظرت إليه قائلة بقوة " متى ستأتي لتطلب يد حفيدتي "
جلس بجانبها دون دعوة و قال بضيق " لقد طلبتها بالفعل لا أعرف كم العدد من الطلبات لقد طلبت يديها الاثنان و قدميها أيضاً و هى ترفض لا شيء في جسدها لم أطلبه بعد ..  لذلك الدور عليها هى "
رفعت فخرية كفها و هبطت به على كتفه و جسده عدة ضربات غاضبة لم تؤلمه البته و لكنها عقدت حاجبيه و زمت شفتيه بضيق منتظرا أن تنتهي من فعل ذلك .. قالت فخرية بعد أن توقفت عن ضربه و ألمتها يدها "  هل تظن أنها ستفعل "
رد بيبرس بعنف " و لم لا .. ألم أفعل أنا "
سألته فخرية بحنق " هل أنت رجل . ألا تخجل من انتظار فتاة لتطلبك للزواج  "
نظر إليها بيبرس ممسكاً بذقنه مفكراً لبعض الوقت قبل أن يجيب ببرود " لا .. لا أخجل .. سيدتي نحن في عصر المساواة التي تطالب به النساء . فلم لا يكون هناك مساواة في طلب الزواج أيضاً .. حفيدتك الهاربة . تهرب يوم عرسها كل مرة ما الذي يؤكد لي أنها لن تفعل عندما أطلبها أنا . ربما فعلت ذلك و هربت يوم عرسي أنا أيضاً ما الذي يضمن لي بقائها غير طلبها "
نظرت إليه فخرية بغضب و طرقت بعصاها على الأرض بعنف قائلة
" أنس أن تتزوجها إذن لن تفعل ما حييت أبقى منتظرا لأبد الأبدين و هى ستوافق على أول طالب و ستتزوج و تنجب أطفالاً و أنت مازالت منتظراً "
رد بيبرس بغرور " لن توافق . هى تحبني أنا و لن تقبل أي كان بعد مراد لا أظنها ستوافق على أحد و ستأتي إلي و تطلبني و ترجوني أيضاً أن أتزوجها "
أمسكت فخرية بأذنه و شدتها بغيظ قائلة " أيها الوغد الأحمق إذا لم تطلب فاطمة من قطب في الغد أعدك أن توافق على خاطبها القادم و أريني ما ستفعله بعد ذلك "
رفع يده ليمسك بيد فخرية يزيحها برفق قائلاً بحزم " لن تفعل .. لن توافق و ستأتي إلي و سترين "
نهضت فخرية بحنق و قالت مشيرة للنافذة " أخرج أيها الغبي و إلا أسلت دمك هنا بعصاي و لتريني ماذا ستفعل عندما أزوجها بنفسي . لا تأتي إلي تبكي "
قفز بيبرس من النافذة و قال بثقة " لن تستطيعي فعل شيء أخبرتك هى تحبني أنا بيبرس تاج الدين أيوب و لا أحد أخر "
ردت فخرية بحنق " حسنا يمر الغد و لا تأتي و سترى من منا سيفوز أيها الأحمق  حفيدتي لن تذهب لأحد و تطلبه بل هو من سيركض خلفها لتوافق "
رد بيبرس ببرود متحدي " سنرى "
مدت يدها لتغلق النافذة قائلة " ليتك تقع على رأسك ليكسر عنقك أيها المختل .لا أعرف ماذا  أحبت بك "
ضحك بيبرس بخفة و ألقى إليها قبلة في الهواء من خلف زجاج النافذة الذي أغلق قائلاً " أحبك جدتي تصبحين على خير "
ردت فخرية بحنق " تصبح على كابوس بشع "
هبط بيبرس على الأرض و أخرج هاتفه النقال ليطلب رقماً .. بعد قليل قال بحزم " بعد يومين فقط أذهب كما أتفقنا " و أضاف محذراً " و إياك و عيناك تقع على عيناها في نظرة خاطئة سأقتلك حينها "  أغلق الهاتف و وضعه في جيبه و وضع راحتيه في جيب سرواله و سار يدندن بخفوت  على الطريق و هو يعود لمنزله ..
لو كان قلبي معي
ما اخترت غيركم
ولا رضيت سواكم بالهوى بدلا
لكنه راغب في من يعذبه
وليس يقبل لا لوما ولا يامن
حوى ورد الرياض في خده
و حاكى قضيب الخيزران في قده

***************★

دلفا للمنزل بعد أن تناولا العشاء في الخارج و شاهدا فيلماً  الذي اختارته دهب بعد أن أصر مراد لتفعل  .  لقد  استمعت حقاً  بالذهاب خارج المنزل لبعض الوقت فهى قد سأمت البقاء في المنزل و امتثلت لإلحاح مراد ليغيرا روتينهم  ..  ألقت بحقيبتها على الأريكة و بدأت في نزع حذائها لتجد يد مراد تحط على كتفيها برقة و هو يميل لعنقها يقبله . ابتعدت دهب بحدة هاتفة " مراد لا تفعل ذلك "
قال برجاء " حبيبتي أعطينا فرصة فقط لم أنتِ متصلبة هكذا "
تكتفت دهب ببرود " فرصة لماذا دكتور .  أن أكون فأر تجارب لك لترى إذا كانت ستعجبك الحياة الزوجية مع أحدهم فيما بعد "
تنهد مراد بيأس " ذهبيتي أنا لا أريد تجربة شيء . أنا أريدك زوجة لي هل أتحدث بلغة غريبة حتى لا تفهمينني "
قالت دهب ببرود " أتذكر أحدهم يقول أنه يريد رفيق سكن مؤقت لحين يجد حبيبة "
قال مراد بضيق " لقد كنت أكذب عليكِ .. كنت أكذب لتوافقي على الزواج منى فقط و عندها كنا سنتفاهم "
سألته بشك " نتفاهم في ماذا "
أمسك بيدها و توجه للأريكة ليجلس بجانبها قائلاً " الحقيقة .. كنت سأتفاهم معك عنها . "
" و ما هى هذه الحقيقة " سألته بحيرة
قال مراد باسما " حقيقة أني أحببتك ذهبيتي "
رفعت حاجبها بسخرية رغم خفقان قلبها الذي يلح عليها أن يصدقه
" حقاً " سألته ساخرة
رد مراد بصدق " حقاً ذهبيتي .. أنا أحبك صدقا فعلت "
نظرت إليه بارتباك خجل " منذ متى "
قال مراد باسما " منذ جئت إلي محذرة بعنف أنك لن تقبلي الزواج بي بدلاً من فاطمة . "
سألته بصوت مرتجف " و هل هذا سبب تحب من أجله أحد "
قال مراد بمرح " لا .. و لكنه غضب هذا الأحد حينها . لقد أحببت غضبه و وجدت نفسي أراقبه بمتعة و هو غاضب فما بالك إذا كان هادئ محب"
قالت دهب بخجل " ما هذا الحديث الأحمق هل هذا يعقل "
قال مراد باسما " لم لا يعقل  الوقوع في الحب لا يحتاج أحياناً لسبب . أنا من هؤلاء الذين يقعون في الحب دون سبب فقط رائيتك جالسة أمامي تتحدثين بغضب و تحذريني و تهدديني لأجد أني أردت كل هذا لا يظهر إلا لي أنا فقط . لأطلب من فاطمة أن تقنعك بالموافقة حتى تتزوجيني "
قالت دهب بحزن " و لكني لم أوافق . و أنت "
قال مراد برقة " أوهمتك أني أريد رفيق سكن و أني سأطلب ذلك من فاطمة ربما توافقين بدلاً عنها  و لكن حظي العسر لم توافقي لقد شعرت بالحسد تجاه زوجي شقيقتيكِ "
ابتسمت دهب بمرح قبل أن تقول " و لكني وافقت في النهاية "
سألها مراد باهتمام " لماذا وافقت ذهبيتي "
قالت دهب بحزن " من أجل فاطمة .. لو كانت تحب أحد حقاً لا أظن أنه سيقبل الزواج بها إذا تزوجتك و تركتك فيما بعد "
زم. مراد شفتيه بحقد متذكرا الحقير بيبرس .. " حمدا لله أنك وافقت إذن فأنا ما كنت أريد الزواج بفاطمة حقاً " قالها باسما بعد أن نحى ذكرى الوغد عن عقله ..
ضمت يديها بخجل فأمسك بها مراد يضغطها بقوة و مال على أذنها هامسا " هل تقبلين الزواج بي "
رفعت رأسها تنظر لعينيه بقلق " هل يمكن أن نتعرف على بعضنا أكثر "
رغم خيبته ابتسم مراد و قال " الوقت الذي تريدين "
مال على عنقها يقبله ليجدها ترفع ذراعيها لتحيط عنقه بخجل ضمها مراد بقوة و على شفتيه ابتسامة ظافرة ..

****★********
متصدر الباب بجسده مانعا إياه من الخروج قائلاً بعنف " لن تذهب إليها أنسى ذلك لقد طلبت منى أن أمنعك من مضايقتها إذا أتيت لهنا و أنا كصاحب عمل و رئيس لها سأحافظ على حقوق موظفيني "
دفعه بيبرس بغضب " هل تظن نفسك هنا تلقي خطبة عيد العمال أيها الظريف . أبتعد عن وجهي "
أمسك به أنيس بحنق " لن تذهب لو كان  أخر شيء أفعله "
"حسنا " قالها بيبرس و هو يطبق على عنقه بقوة و هو ينظر إليه ببرود .. سعل أنيس بقوة .. هذا المجنون الأحمق حسنا لتذهب للجحيم هو لا يريد وجع رأس ليصرفها من العمل فقط .. قال بصوت مختنق و هو يبعد يده عن عنقه " أيها المختل . أذهب اللعنة عليك فلتحترقا في الجحيم معا "
خرج بيبرس قائلاً بتحذير " إياك و طردها من العمل سأقتلك "
" تبا لك لم لا أفعل ذلك أنها شركتي "  قالها مراد لبيبرس الراحل غاضباً .. رد بيبرس ببرود " و هى زوجتي .. هل ستصرف زوجة أخيك من العمل "
رد أنيس صارخاً " ليس لي أخوة أنا يتيم الأبوين و لا عائلة لي "
ضحك بيبرس بخفة " أقصد مثل أخيك .. حذار أرى وجهك هناك "
قال أنيس قبل أن يختفي في نهاية  الممر " سأطلب الشرطة إذا طلبت مني ذلك "
أختفى بيبرس فسب أنيس بحنق و عاد لمكتبه صافقا الباب بعنف .

و كأن هذا المشهد يعاد مرة تلو الأخرى و بأحداث و حوار مختلف مستندا على الباب ينظر إليها بهدوء صامتاً عيناه تلتهم كل أنش من وجهها بشغف . تجاهلته فاطمة و عادت تكمل عملها و قلبها يقيم حفلاً للهنود الحمر  داخل صدرها .. قال بيبرس بعتاب " ألم تشتاقي لي "
تجاهليه فقط .. تجاهليه تجاهليه .. ارتعشت يدها الممسكة بالقلم عندما قال بصدق " أما أنا فقد مت شوقا "
هذا المنافق المخادع لم تستطع البقاء صامتة كما وعدت نفسها لحين ذهابه فرفعت رأسها تنظر إليه بحقد " حقاً . لم تقف أمامي إذن .. أم أنت شبح "
ابتسم بيبرس بمرح " كنت أتمنى حتى أكون  معك دوماً دون أن تريني هاربتي "
قالت فاطمة بغضب " بل حتى استريح منك "
نظر إليها بلوم " لم أنتِ غاضبة منى هل لكوني لم أتي و أراكِ الأيام الماضية صدقيني حبيبتي كنت منشغلا بأمر هام و لكن حين وجدت الفرصة جئتك ركضا  "
حبيبتي .. هل يريد قهري بهذا الحديث .. كانت تريد أن تقول بغضب
" لم لا تأتي و تطلب حبيبتك للزواج أيها الكاذب المنافق .. و لكن بدلاً من ذلك قالت فاطمة بغيظ " بيبرس تاج الدين أيوب .. وقتك معي انتهى يمكنك الذهاب الأن فقد ابلغتني بما تريد قوله و سنبت في شأنك قريباً "
تكتف بيبرس  محافظا على وجهته الباردة  كم تمنى لو أخرج سيجارة يشعلها لينفث بها غضبه منها يكفيه لعبا بهذا الوهمي و ليلعب بالحقيقي و الأكيد  . قال بيبرس ببرود " لم لا تعترفين فاطمة أنك تحبينني و لن تحبي أحداً غيري و أنك لن تتزوجي أحداً غيري .. لم لا تعترفي و تقوليها فقط  أنا أحبك أنت بيبرس تاج الدين أيوب تعال لتطلبني من أبي و تتزوجني " هل يظن أنها ستفعل هذا حقاً .. هل هذا ما يريدها أن تقوله و يلح عليها في قوله حسنا لك ذلك  "  أكرهك " قالتها بحقد
" لا أصدقك هاربتي " قالها بيبرس مستفزا
قالت بعنف " تريد أن تصدق  .. حسنا قريباً جداً تاج الدين أيوب "
اقترب منها و وضع راحتيه على المكتب ناظرا إليها بقوة " و حياة هاربتي أنتِ لن تتزوجي غيري و هذا وعد منى "
استدار ليرحل مضيفاً بمكر " أرسلي سلامي لجدتك الحامية "

************★
ترك الشركة و الشياطين تتراقص أمام عينيه ليخرج هاتفه و يقول بعنف " اليوم  تذهب و حين تعود اتصل بي "
استقل سيارته و توجه لمنزل شقيقته يريد أن يشغل عقله بشيء غير ما سيحدث اليوم حتى لا يذهب و يحرق المكان غصبا .. اللعنة عليكِ فاطمة  ما الذي تقوديني إليه .. عاد بذاكرته لعدة أيام فائتة ليتذكر ذلك اللقاء مع ذلك الرجل حبيب فضة . فقد رأهم من وقت بعيد و هم يتحدثون سرا بعيداً عن الأعين لينتظر رحيلها و يذهب للرجل ليتحدث معه ..
***★
أمسك بكتفه قبل أن يختفي ليوقفه قائلاً " أنتظر أيها الظريف "
التفت إليه الرجل بحنق من ذلك الممسك بملابسه بإهانة .. " من أنت "
سأله بيبرس بسخرية " بل من أنت أيها النجم و ما علاقتك بفضة "
توترت ملامح الرجل و قال بتوتر " من أين لك معرفة فضة . هل أنت قريبها "
قال بيبرس ببرود " تستطيع أن تقول هذا أنا أخيها "
نظر إليه بشك " هى لا أخوة لها غير نادر  من أين لك أن تكون أخيها"
تكتف بيبرس " مثل أخيها .. هل ستنطق أم أجعل قبضتي تفعل ذلك و تجبرك على الحديث "
عاد من ذكرياته لفتح الباب و ابتسامة ميار  المشرقة و هى تضمه بقوة قائلة " أخيراً ظهر القمر و أطل علينا "
سمعت ضحكة عز الدين من خلفها " قمر ( أمر )  بالستر يا عزيزتي "
دلف بيبرس للمنزل " هاهاها ظريف "
أتت نسمة مهرولة لترحب به .. حملها بيبرس بين ذراعيه و أخرج من جيبه عروس لعبة شقراء " حبيبة خالو هذه لك "
سألته ميار  بمكر " و متى ستحضر عروسك أنت أخي "
أنزل بيبرس نسمة التي ركضت لغرفتها لتضع عروستها الجديدة مع الأخريات كالعادة . " ليس في الوقت القريب "
رمقته بحزن " لم أخي .. فيما انتظارك "
قال بيبرس بهدوء " النصيب و القسمة لم تأذن بعد .. أنا جائع هل لديك طعام أم أذهب لأتناوله في الخارج "
قالت ميار  باسمة بحب " بالطبع أخي أجلس لحين أجهزه لك "
تركته و ذهبت فجلس هو بجوار عز الدين الذي يشاهد التلفاز بلامبالاة لم يدور فيه حقاً " كيف حالك ". سأله بخبث
"أفضل منك " أجابه بيبرس ببرود
ضحك عز الدين بمرح " يا رب دائماً أفضل "
استند بيبرس برأسه على ظهر الأريكة مغمض العينين .. سأله عز الدين بجدية " كيف حالك مع فاطمة .. متى ستذهب لطلبها من والدها "
قال بيبرس ببرود " هل تحدثت مع أنيس "
أجاب زوج شقيقته بلامبالاة " لا .. فقط أتذكر يوم عرسها و أتعجب"
قال بيبرس بحنق " كاذب و أنت و الغبي الأخر تتبادلان الأخبار "
قال عز الدين بجدية " تعلم أنت أحمق غبي و أتمنى أن تضيع من يدك حقاً "
اعتدل بيبرس و نظر إليه بغضب قبل أن يقول من بين أسنانه " لا تتدخل فيما لا يعنيك .  فلا أريد أن تغضب مرام  إذا فعلت ما يدور في عقلي الأن "
هز عز الدين كتفيه بلامبالاة " أحترق "
عاد بيبرس ليغمض عيناه مفكراً بغضب .. أنا أفعل .. أحترق بالفعل .

*****★******
كانت فخرية تشعر بالغضب من ذلك الأحمق الذي لم يبالي بتهديدها و رفض متحدياً أن حفيدتها من ستأتي إليه . حسنا يا أحمق أعدك أن أجعلها توافق على أول خاطب نكاية بك و لتأتي بعدها و تريني ماذا ستفعل عندها . طرقت فاطمة على الباب قائلة " جدتي ما بك معتكفة في غرفتك منذ الصباح "
قالت فخرية بحنان " تعالي فاطمة "
دلفت للغرفة و هرولت إليها لتندس في صدرها تلتمس بعض الحنان . ضمتها فخرية باسمة بحزن " كيف حالك حبيبتي هل العمل كان جيداً اليوم  هل مازالتِ تريدين تركه "
قالت بحزن تجيبها " نعم جدتي .. في نهاية هذا الشهر سأفعل "
سألتها بضيق " هل ضايقك الوغد  "
صمتت فاطمة قليلاً قبل أن تجيب بصوت مختنق " لا .. يرسل لك سلامه "
كادت فخرية تخرج صوتا مستنكراً حانقا الوغد يتحداها .. اللعنة عليه لو كان أمامي الأن لقتلته و هشمت رأسه بالعصا . " سلمه الله "  قالتها من بين أسنانها ضحكت فاطمة " ما بك تقوليها بغيظ هل ضايقك "
ردت فخرية بلامبالاة " لا يستطيع أن يفعل أساساً "
تنهدت فاطمة بحزن " أتمنى أن يختفي من حياتي فقط فقد تعبت حقاً "
سألتها فخرية بفضول " فيما تحدثتم اليوم "
قالت بلامبالاة  " لا شيء غير جنونه "
"ماذا " سألت جدتها بإلحاح .. ردت فاطمة بحزن " يريد أن أطلب منه أن يتزوجني هل تصدقين هل يظن حقاً أني سأطلب ذلك "
ردت فخرية بحدة " إياك أن تفعليها "
هزت رأسها بقوة " مستحيل جدتي .. لا تقلقي " أضافتها مطمئنة
سمعت طرق على الباب و صوت فضة يقول " جدتي أبي يريدك في الخارج هناك ضيف يريد مقابلتك "
تعجبت فخرية من الذي يطلبها يا ترى.. هل الوغد أتى ليطلب فاطمة  .. حسنا لترى " أتية فضة "
قالت لفاطمة التي ساعدتها على النهوض " لنرى من الذي يريدني شخصياً "

***★***★***★***★***★**★***★**★**

هاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن