السابع
كان قطب يعض على يديه بغضب و والدته تخبره بما حدث و أنها تصرفت هكذا لتنقذ الموقف فقط و لم تمانع سندس في المساعدة لحين يمر الزفاف . سألها بغضب و هو يسير كالليث أمام الطاولة التي تجلس عليها والدته و زوجته تبكي بينما استبرق جالسة مع عائلة زوجها على إحدى الطاولات و الفتيات دهب و فضة و نادر أخيهم يجلسون على أخرى . " ماذا سأقول لسيف و عائلته الأن . هل تريد موتي هذه الفتاة . كانت تقل فقط لقتلت نفسي و أرحتها ."
قالت فخرية بحنق " فلتهدأ يا قطب ربما جزعت كالمرة السابقة و لذلك هربت مجدداً الأن لنتصرف و نذهب لنرى سيف و نعلم ماذا سيقول و إذا كان سيوافق على الزواج من سندس أم لا "
سألها بعنف " و إذا لم يوافق . ماذا سنفعل ستكون فضيحتنا على كل لسان في المدينة . اللعنة عليكِ فاطمة هذه المرة أنا من سأقتلك فقط تقعين في يدي "
تحرك ليذهب لسيف في غرفته فلم يجده فتوجه للغرفة المخصصة للعروس لعله يتحدث مع سندس . دلف للغرفة ليجد امرأة قصيرة بملامح طفولية رغم عمرها الذي تخطى الأربعون و هى تضم سندس لصدرها و هى تهتف بفرح " أنها جميلة حقاً حبيبي سيف مبارك لك بني "
تنحنح قطب بتوتر فتحركت سندس لوالدها تضمه قائلة بحزن " أسفة بابا لم أشأ أن يحدث هذا صدقني لقد قالت .. "
قاطعها سيف بهدوء " سندس حبيبتي والدك لا يريد أن يستمع لهذا الأن . ربما فيما بعد . أما الآن أظن أنه أتى ليبلغني عن موعد عقد القران "
سأله قطب بتوتر " هل ستأتي لعقد القران أم لا "
رد سيف بهدوء " بل أبي من سيذهب معك سيد قطب . أنا سأتحدث مع سندس قليلاً لحين يحين موعد توقيعنا على العقد أليس كذلك سندس "
أومأت برأسها بحزن . تظن أنه يريد توبيخها على فعلتها الأن " أجل بالطبع سيف "
عرف سيف قطب على والديه و بعد الترحيب أخبرهم أنه لن يتأخر
خرج والدها مع والديه بعد أن أطمئن أن سندس بخير معه . التفت إليها سيف بهدوء و سألها " كيف فعلت ذلك "
بدأت دموعها تهطل بغزارة حتى أحتقن وجهها و سالت زينتها لتلطخ وجهها مما جعله يزم شفتيه بضيق قائلاً " أصبحت قبيحة الأن هل تبكين كثيرا "
هزت رأسها نافية بقوة . فسألها بهدوء " لم ساعدتها على الرحيل كان يكفي أن تخبرني أنها لا تريد الزواج بي "
قالت بخفوت باكية " قالت أنها ستقتل نفسها لو بقيت .. "
رفع حاجبه بحنق " هل أنا متوحش لهذا الحد "
ردت سندس بخجل " لا بل أنت طيب القلب و لطيف للغاية هى الحمقاء "
كتف يديه بهدوء و سألها " هل ما جاء في الخطاب الذي أرسلته لي حقيقي "
نظرت إليه بحيرة فهى لا تعرف ماذا كتبت شقيقتها له ربما أنها لا تحبه و لا تستطيع الزواج به أو أنها ستقتل نفسها إذا تزوجته كما قالت له .. قالت سندس بتوتر " ماذا قالت في خطابها لم تقل لي "
رد سيف بمكر " حقاً لا تعرفين ما دون به "
توترت سندس و سألت " أليس أنها لا تستطيع الزواج بك "
أومأ برأسه موافقا و قال " و أشياء أخرى هل كلها حقيقة "
ردت سندس مؤكدة " نعم كل ما ورد بالخطاب حقيقي أقسم لك لهذا أنا هنا مكانها "
نظر إليها سيف بغموض متفحصا . هل تقول أنها هنا كونها تحبني أم كونها تخشى على فضيحة والدها . " هل تحبين أحدا سندس "
أخفضت رأسها خجلا و تمتمت بخفوت " لا أحب أحدا " غيرك أثرتها في نفسها
أقترب سيف ليرفع وجهها ينظر في عينيها قائلاً " لا تمانعين الزواج بي إذن"
هزت رأسها نافية بقوة مما جعله يبتسم بسخرية قائلاً " تمانعين أو لا تمانعين حددي "
همست بخفوت " لا أمانع "
تمتم سيف براحة " على البركة توكلنا على الله "
بعد انتهاء الحفل و ذهاب سندس مع سيف عاد الجميع للمنزل و الصمت يلف الجميع . ذهبت الفتيات لغرفهم و وقف نادر يقول بضيق " لا عشاء هنا أيضاً "
نظر إليه والده بغضب قائلاً " لم لم تأكل في الفندق "
رد بنزق " بعد ما فعلته ابنتك من له شهية ليأكل "
كانت ملامح قطب توحي بأنه سيرتكب جريمة عندما شدته قطوف من ذراعه قائلة بحنق " تعال سأطعمك أيها الشره "
جلست فخرية ممسكة بعصاها قائلة " ماذا ستفعل الأن بني "
جلس قطب بغضب و ضرب كفيه بقوة ببعضهما قائلاً بحزم " سأقتلها فقط تقع في يدي "
قالت فخرية بحنق " لن تعود لأنها تعلم أن هذه ستكون ردة فعلك .أخشى أن يحدث لها شيء سيء و هى بعيدة عنا بني "
بدأت دموعها تهطل بحزن فتمتم قطب بغضب " رأيتِ هذا ما تفعله بك تلك الجاحدة "
قالت فخرية بحزن " أرجوك بني أريد حفيدتي فلترسل أحد يبحث عنها "
زفر قطب بتعب قائلاً " حسنا أمي و لا أحد يلومني على ما سأفعله معها عندما أجدها "
كانت فخرية تراقبه بهدوء و قطب يقول بخيبة " أظن مع اصابتك لن تقبل بالمهمة صحيح سيد بيبرس "
سأله بيبرس بهدوء مصطنع " أي مهمة سيد قطب أنت لم تخبرني بعد "
قالت فخرية ببرود " لقد هربت حفيدتي من الزفاف ليلة أمس و نريد البحث عنها . نخشى عليها أن تتعرض لسوء وحدها و ترفض العودة للمنزل خوفاً من والدها "
رمقها بيبرس بسخرية " أين الثقة في حفيدتك سيدتي لا تقلقي مؤكد هى تستطيع أن تتصرف صحيح "
قال قطب بضيق " أفهم من ذلك أنك لا تقبل المهمة سيد بيبرس "
رد بيبرس بهدوء و هو ينهض ليذهب " كما ترى أنا مصاب بطلق ناري و ابنتك عنيفة لا أظن أني أستطيع السيطرة عليها "
رمقته فخرية بسخرية قائلة بمكر " هل تقول أن حفيدتي الرقيقة تستطيع التغلب على وحش ضخم الجثة مثلك حتى لو بذراع واحدة .. حسنا لتتحدث مع ما اسمه ذلك التحري الأخر أها رامز علوان أنه جيد جداً سمعت عنه "
رد بيبرس ببرود " حسنا بالتوفيق و لكن عندما تعود حفيدتك تأكدي أنها ما زالت عذراء كما هى عندما هربت من الزفاف "
شهقت فخرية بحنق ما هذا الرجل الوقح تبا له يتحدث بكل هذه الوقاحة عن الأمر تبا لقد أرادت فقط أن تثير به شهامته ليبحث عن حفيدتها و ها هو يلقي بمتفجرات أمام ابنها الغاضب دون سبب أخر أيضاً . تعلم سمعة ذلك الرجل جيداً لقد كان حديث الساعة منذ شهرين بينها و صديقاتها عندما علمن ما فعله مع ميرين تلك الفتاة الغبية التي هربت مع خطيبها الذي كان يرفضه والدها . الأمر لم يسوء بينهم بالطبع و لكن يكفي صورهم معا و هم يتبادلون القبل على قارعة الطريق و في الملاهي الليلية . تبا الرجل ذهب ليمرح لا ليعيدها كانت تظن أنه سيرفض فقط و يخبرها أنه سيعيدها بنفسه و بدلا من ذلك يلقي بحممه عليهم وقح حقاً .. قال قطب بغضب " ماذا تقول يا سيد عن ابنتي هل جننت "
رد بيبرس ببرود " أنا لا أقول عن ابنتك أنا أحذرك فقط أنا أضع أمامك صورة لم يمكن أن يحدث مع رجل مثل رامز علوان لتأخذ حذرك لا لتصب غضبك علي"
سألت فخرية مصطنعة البراءة و الصدمة كأنها تفاجأت بالأمر " هل هذا الرجل سيء حقاً "
أجابها بيبرس بلامبالاة " أظن أنك كما سمعت عنه الصالح سمعت الطالح من صديقاتك و أنتم أحرار لقد نبهتكم فقط إلي اللقاء "
أمسك قطب بذراعه يمنعه الرحيل قائلاً برجاء " سيد بيبرس أرجوك سأعطيك لها رسالة لتطمئن أني لن أفعل معها شيء و عندها ستعود معك بهدوء أرجوك "
نظر إليه بيبرس بهدوء لبعض الوقت قبل أن يقول بحزم " لنتحدث قليلاً سيد قطب "
مضجعه على فراشها في منزل جدتها تتحدث مع براءة على الهاتف قائلة " ليتني أتيت إليكم لتناولت طعام جيد على الأقل "
سمعت صوت براءة الساخر " طعام جيد فقط ألا تشتاقين لجمعتنا"
ردت فاطمة ضاحكة " بالطبع أفعل فقط أفتقد والدتك أما البقية فلا أنا أقول الصدق "
ردت براءة ساخرة " صادقة حبيبتي "
زفرت فاطمة بملل " لقد أخبرتني جدتي أن أعود للمنزل دون عناد حتى لا أثير غضب والدي أكثر "
سألتها براءة باهتمام " هل علمت شيء عن سندس "
ردت فاطمة براحة " تزوجت . لقد أخبرتني جدتي أنها كانت تبكي و هى تودعهم قبل سفرها اليوم صباحاً و كأنها لن تعود "
سألت براءة بخبث " لم تخبريني ما مصير الملابس الفاضحة التي جلبتها تلك "
ضحكت فاطمة بمرح حتى دمعت عيناها قائلة " أنها نوع ما تحبه سندس لديها في غرفتها كومة مجلات عن الملابس النسائية هى مولعة بالأشياء الشفافة ظننت أن هذا سيساعد في تلين الجليد بينها و الظريف اللطيف "
هتفت براءة بسخرية " أنتِ حقاً فتاة مجنونة "
ضحكت فاطمة بمرح و تثاءبت قائلة " ربما . حسنا تصبحين على خير الأن براءتي "
ردت براءة " و أنتِ بخير .. لا تنسي أن تخبريني عن فاتح القسطنطينية "
زجرتها فاطمة بغضب " أصمتي يا وقحة فتح رأسك "
ضحكت براءة بقوة تجيبها " لم أنتِ غاضبة هل قلت شيء خاطئ . أنا أقصد الظاهر بيبرس أليس هو من سيأتي ليأخذك لوالدك "
ردت فاطمة ببرود " لا أنا سأعود وحدي للمنزل لن أنتظر فاتح القسطنطينية أو عكا أو دمشق أو حتى الاندلس "
أغلقت الهاتف بعنف و تمددت على الفراش متمتمه بخفوت " حمقاء"
وقف أمام الباب بهدوء رافضا فتح الباب بالمفتاح الذي أعطاه له قطب مرة أخرى . لقد جاء مباشرةً هنا فهو يعلم أنها لن تذهب لصديقتها مرة أخرى . كان يعلم أن خيارها سيكون منزل جدتها هذه المرة كونها لا تريد ترك المدينة هى فقط تفسد الزفاف و تنتظر العودة في اليوم التالي . لا يعرف كيف تجرؤ على فعل ذلك للمرة الثانية . ألم يكن هذا الرجل مديرها هو من هربت من أجله المرة الماضية . لم فعلت به ذلك الأن و الكارثة أن شقيقة أخرى تتحمل أخطائها لتلك المستهترة رفع يده السليمة ليطرق الباب بحزم ليجد يده تتوقف قبل أن تلامس خشب الباب العتيق و صوت شجي يشدو أتيا من الداخل رقيقا رقراقا كنبع ماء صافي يناسب على جوارحه فهدهدها ليغمض عيناه مستمتعا بالصوت كأنها تغنيها له هامسة في أذنه . تبا هل هى من تغني أم صديقتها الباربي تلك أتت لتظل معها هنا . كان صوتها الناعم يدندن برقة أغنية لمطربة شهيرة يعرف هذه الأغنية و لكنه كأنه يسمعها للمرة الأولى بصوتها الهادئ كانت تقول ...
لو كان قلبي معي
ما اخترت غيركم
ولا رضيت سواكم بالهوى بدلا
لكنه راغب في من يعذبه
وليس يقبل لا لوما ولا يامن
حوى ورد الرياض في خده
و حاكى قضيب الخيزران في قده
دع عنك ذا السيف الذي جردته
عيناك أمضى من مضارب
كل السيوف قواطع إن جردت
و حسام لحظك قاطع في غمده
إن شئت تقتلني فأنت مُحكّمٌ
من ذا يطالب سيدا في عبده
توقفت عن الغناء و تبعته بصرخة متألمة جعله يطرق الباب بعنف و القلق يعصف به مما قد يكون حدث معها بالداخل ..
**★**★**★**★**★**★**★**★***
بيبرس
اسم أعجمي بمعنى الشخص القوي أو المقاتل، وهو من اسماء اولاد قديمة كان يستخدم في الدولة المملوكية قديماً. وصاحب اسم بيبرس هو شخص شجاع وقوي، يريد دوما أن يكون منتصراً، ويرى نفسه صائباً، ويتحمل الكثير من الصعاب لتحقيق مراده.
فاطمة
فاطمة اسم اصله عربي ، يسمى به الناس أولادهم تيمنا بفاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم . وأصل الاسم من مادة فطم ، وهو فصل الولد ومنعه عن الرضاع ، وهى على وزن فاعلة ، ولعلهم يسمون بها تيمنا وتفاؤلا أن تكبر وتتزوج وتلد ويكبر ولدها وتفطمه
استبرق
من اسماء البنات النادرة التي ذكرت في القرآن الكريم، ويعني الحرير المنسوج بخيوط الذهب البرّاقة، وأتت بهذا المعنى في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى في سورة الكهف آية 31 " وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ"، وهذا وصف الملابس التي سيرتديها أهل الجنة
سُنْدُس
، اسم علم مؤنث فارسي، وهو ضرب من الثياب الخضر من القَزّ، وهو رقيق الديباج المتَّخذ من شعر المِرْ عِزاء. وذكر في القرآن: ﴿وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ﴾ سورة الكهف: من الآية31.
ذهب
اسم عربي يعني الشيء الثمين وهو المعدن القيم والباهظ الثمن الذي يتميز بلونه الأصفر، إلى جانب الذهب الأبيض والوردي، ويشمل أيضاً الجواهر عموماً، وكلمة ذهب تعني أيضاً النقاء، فيقال قلب من ذهب أي نقي وصادق. ... ولكلمة ذهب معنى آخر أي ولى وغادر، ولكن هذا المعنى لا يرتبط بالاسم لأنه فِعل
فضة
مؤنث عربي الأصل معناة ابيض لماع ثمين ويتواجد في الطبيعة وهو يكون ممزوج مع بعض المعادن التي تُخلط بالنحاس وهذه المعاني القيمة تجعل البنت لديها ثقة كبيرة في نفسها، فإن اسم فضة يعطي للبنت فخر وقيمة كبيرة كما انه لا يسبب للفتاة أي انتقاد من احد وذلك لما يحمله من معاني ذات قيمة ولا تخالف أي شيء في الدين، كما أن اسم فضة فيه كثير من الصفات المميزة التي تجعل الآباء في انجذاب كبير تجاه الاسم.