الثالث عشر
" بيبرس أجلس و أهدأ لقد أهترئت الأرض تحت قدمك "
قالتها ميار الجالسة بجانب زوجها و نسمة على ساقيها تتلاعب بعروستها غير مبالية بما يحدث . التفت إليهم متخصرا بغضب " ماذا بي أنا بخير و هادئ و لكني لا أحب الزيارات المفاجئة ."
قال عز الدين بسخرية " حقاً . حسنا نحن نعتذر لن نأتي قبل أن نتصل بك قبلها و نأخذ موعد من سيادتك "
رد بيبرس بنزق " حسنا هذا أفضل "
قالت ميار باسمة تعرف سبب غضبه و هو تلك الهاربة " حسنا و قد أتفقنا هيا أجلس لنتحدث قليلاً قبل ذهابنا ألا يكفي لم تحضر لنا كوب عصير نحتسيه في بيتك "
جلس بيبرس بعصبية " حسنا يمكنك أن تعدي ما تريدينه هل أنا واضع قفل على باب الثلاجة "
قالت ميار بمرح " حسنا لا نريد . فقط أخبرنا ما بك . لك يومين لم تأتي لزيارتنا فقلقنا عليك و أردنا أن نطمئن أنك بخير "
رد بيبرس بضيق " أنا بخير كما ترين "
رفعت ميار حاجبها بمكر قائلة بخبث " سمعت أن تلك الفتاة خطبت ثانياً . ألم تعلم بذلك "
يعلم بالطبع .. تبا لذلك .. اللعنة عليها يعلم بذلك . بعد يوم واحد فقط من تركه لها في مكتبها ذهب في اليوم التالي ليخبره أنيس أنها في إجازة ليومين . ليذهب أمام منزلهم في المساء ليرى ذلك القادم بعائلته دون أن يسأل علم أنها هى .. تبا لها لقد حذرها أن تفعل . و كأنها تخبره ها أنا فعلتها أريني ما في استطاعتك .. قال بقسوة " علمت مبارك لها لعلها لا تهرب منه هذه المرة أيضاً "
راقبته ميار باهتمام غاضب كالجحيم هل يهتم بها . لما لم يتقدم لوالدها إذن . قالت بهدوء " بيبرس لدي عروس لك . هل تأتي معي لنطلبها "
رد بيبرس بعنف" أخبرتك أنا لن أتزوج ميار فكفي عن الحاحك "
هدئته قائلة " حسنا أخي على راحتك فقط أردت أن أخبرك أن تسير بمبدأ من باعك بيعه "
رمقها بحدة " بما تخرفين "
نهض عز الدين و أمسك بيدها لتنهض قائلاً " لا شيء سيد بركان . نحن سنتركك تثور كما تريد و تهدأ على مهل سنرك في الغد إذا أتيت لرؤيتنا "
قالت نسمة برجاء " خالو الن تحضر لي عروس شقراء جديدة "
قال بيبرس برقة و هو يحملها عكس طريقته مع والديها " بالطبع يا حبيبتي المرة المقبلة أعدك"
بعد ذهابهم أخذ مفتاح سيارته ليذهب لوجهه يعرفها جيداً .مستندة على صدر جدتها تبكي بصمت و الأخيرة تحيط كتفيها بذراعها الواهن و هى تتساءل " ماذا يا فاطمة . لم كل هذا . أليست هذه رغبتك و الأمر تم هذه المرة بموافقتك . ماذا إذن "
قالت فاطمة ببؤس " أعلم جدتي و لا تخشي شيئاً لن أتهور و أهرب من العرس ليس هناك سبب هذه المرة . "
سألتها فخرية بحنان " لم تبكين إذن يا حبيبة جدتك "
ردت فاطمة بحزن " لا أعرف . أشعر بشعور غريب . أن هناك شيء ينقصني و لا أعرف ما هو . "
سألتها فخرية بفضول " مثل ماذا صفي مشاعرك أكثر لعلي أفهم و أفهمك بما ينقصك "
قالت فاطمة باكية " و كيف و أنا نفسي لا أفهم نفسي أو مشاعري لأصفها لك . أنا أحتاج لأحدهم و لكني لا أعرف من . ربما أمي تعرفينها هى لا يهمها سوى السيد قطب و راحته . ربما شقيقاتي و لكن لكل واحدة منهم عالمها الخاص نحن فقط نتشاحن على ثوب ما و نتقارب على مائدة الطعام . ربما أبي . و لكنه وعدني و نفذ وعده هو لم يجبرني على شيء . مراد لا أعرفه و لا أعرف هل سأكون قريبة منه هل هو من أحتاجه "
قالت فخرية برفق " يا حبيبتي أنت فقط قلقة على القادم كونك هذه المرة وافقت برغبتك و لست مجبرة . الهواجس التي تنتابك هذه خوفاً لتفشلي و تجدي نفسك تهربين مجدداً من مشاعرك هذه المرة ربما بدأت مشاعرك تتحرك تجاه مراد لذلك أنتِ قلقة و لا تعرفين سبب ذلك و لذلك يجب عليكِ أن تتقربي من مراد و تعرفينه أكثر و كل شيء سيتوضح أعدك بذلك فقط حبيبتي أفعلي قبل الزفاف لا أريد لولدي أن يجلط هذه المرة " أضافت بمزاح
كانت فخرية تعلم أن حديثها ليس بأكمله صحيح فقط تغير هوية الشخص المعني بما وصل إليه حالها هو من أخفته و لكن هذه المرة يجب أن تبحث داخلها عن ما يحيرها . ليس من الحكمة أن تخبرها مباشرةً بما لا تفهم يجب أن تبحث بنفسها داخلها عن حقيقة هذه المشاعر الجديدة التي تنتابها و لم تعطيها هوية بعد .. قالت فاطمة بنزق و هى مازالت تبكي " جدتي أنا بائسة و أنتِ تسخرين مني "
ضحكت فخرية بمرح و ضمتها بحنان . " أنا لا أسخر يا حبيبتي أنا أخبرك بما عليكِ فعله بعد ذلك لترتاحي . ها هو مراد قريب من منزلنا فتتقاربا و تتعارفا أخرجا معا أذهبي معه للنزهة لن يمانع والدك عندها صدقيني ستعلمين من هو حقاً الذي تحتاجينه "
عادت فاطمة لتستند على صدرها براحة و قد أراحها حديث جدتها قليلاً . " حسنا جدتي سأفعل "