حنين :ابيه جاسر
جاسر :كنت بتقولي ايه بقى
حنين :انا اسفه يا ابيه انا
جاسر بصوت عالي نسبيا :انت ازاي تقولي كده على عمتك وازاي اصلا تقولي كلام زي ده اظاهر اني غلطت لما سيبتك هنا وماخدتكيش معايا لما سافرت وسيبتك لداده سعيده عشان تاخد بالها منك
عمر :احنا بنهزر يا جاسر
جاسر :ده مش هزار ده قله ادب وانت المفروض تعرفها ان كده غلط بتشجعها وبعدين انت ايه اللي مصحيكي لحد دلوقت ونازله هنا ليه
حنين :اصل احنا كل يوم بنيجي نساعد رحيل عشان تذاكر
جاسر :اه بس اعتقد ان رحيل بتشتغل وبتاخد اجر مقابل شغلها ده وهي لازم تعرف تقسم وقتها بين الشغل والمذاكرة
رحيل :طبعا حضرتك معاك حق وانا كنت بعترض على كده بس حنين هانم كانت بتصر على كده هي وعمر بيه
عمر :عمر بيه ايه وحنين هانم مين انت سخنه يا لولو ووضع يده على جبهتها
شعر جاسر بالضيق من وضع عمر يده على رحيل
جاسر :لو سمحت يا عمر مفيش داعي تشيل التكليف بينكم اتفضلوا فوق عشان ننام
حنين :بس ياابيه
جاسر :انا مش بحب اعيد كلامي مرتين اتفضلي يلا ثم نظر الي عمر :وانت يا استاذ اتفضل عندنا اجتماع مجلس اداره الصبح في الشركه
رحيل :بعد اذنكم
وذهبت رحيل وهي حزينه وقالت لنفسها :ايه يا رحيل كنت فاكره انه هيبص لك على انك واحده منهم فوقي انت هنا خدامه
حنين :على فكره يا ابيه رحيل مش بتاخد فلوس مقابل لشغلها هنا
جاسر :ازاي يعني
حنين :هي عايشه هنا وجدو بيصرف عليها عشان هو كان عارف باباها ومامتها الله يرحمهم وهي اللي أصرت انها تشتغل مقابل ده
جاسر :يلا يا حنين اتفضلي على اوضتك
صعدت حنين الي غرفتها
عمر :ما تبقاش انت كمان قاسي على رحيل يا جاسر البنت دي غلبانه اوي وكفايه عمتك عليها وتركه عمر وصعد الي غرفته
جاسر :انا مش عارف ايه اللي بيشدني للبنت دي من يوم ما شفتها من كام سنه وهي مش عايزه تفارقني وكنت فاكر اني لما هرجع هتكون مش موجوده بس مكنتش متوقع اني ارجع الاقيها في اوضتي
ثم ذهب إلى الحديقه وتوجه الي غرفه رحيل ولكنه توقف عندما وجدها تجلس على الأرض اقترب منها جاسر وجلس بجوارها
جاسر :مش انا قلت كله يروح ينام
نظرت له رحيل وعيونها بها دموع
جاسر :والدموع دي لازمتها ايه
رحيل :انا هقوم انام بعد اذن حضرتك
جاسر :انا هسيب لك مفاتيح المكتب عشان تبقى تدخلي تذاكري فيه
نهضت رحيل :شكرا لحضرتك انا هذاكر في المطبخ عشان ما نشيلش التكليف اللي بينا وهمت بالرحيل امسك يدها جاسر ونظر في عيونها :يعني انت فاكره الكلمه دي بس ومش فاكره اني قلت اني مش بحب اعيد كلامي مرتين اللي اقوله تقولي عليه حاضر وبس فاهمه
شعرت رحيل بأنها في عالم آخر وتاهت في عيونه
جاسر :ردي عليا فاهمه
رحيل :فاهمه
ابتسم جاسر :يلا تصبحي على خير
رحيل:وانت من اهل الخير
جاسر :يلا روحي نامي
رحيل :اه
جاسر :اه ايه يلا
فاقت رحيل من شرودها :هه اه ايه بعد اذنك وركضت رحيل الي غرفتها
ضحك جاسر على برائتها :واخداني على فين يا رحيل
دلفت رحيل الي غرفتها ووقفت بجوار النافذه تراقب
جاسر وهو يجلس على الارض
جلس جاسر على الأرض وشرد بتفكيره :وبعدين يا جاسر انت مش لازم تنسى وعدك لعمك ولأبوك انك تلاقي بنت عمك وتعوضها كل الحرمان اللي شافته
Flash back
كان جاسر يبلغ من العمر ١٨عام عندما رجع الي منزله عندما وجد والده يجلس مع شخص لا يعرفه حيث كان جاسر ووالده ووالدته واخته قد سافروا منذ زمن بعيد الي إحدى الدول الاجنبيه واستقروا بها
جاسر :ازيك يا ماما
والدته :ازيك يا حبيبي
جاسر :في حد مع بابا ولا ايه
والدته :اه يا حبيبي ده عمك مراد
جاسر :عمي مراد يا انا ما شفتهوش من سنين
والدته :استنى تسأذن بابا وادخل سلم عليه
قام جاسر بطلب الأذن من والده للدخول فأذن له
على والد جاسر :تعالي يا جاسر سلم على عمك
دلف جاسر الي الغرفه وقام بالقاء التحيه
مراد :ازيك يا جاسر يا انت كبرت اوي بقى لي سنين ما شفتكش
جاسر :وحضرتك وحشتني اوي
مراد :كويس انك جيت يا جاسر انا عايزك تسمع الكلام اللي هقوله لوالدك واعتبروا الكلام ده وصيتي ليكم قبل ما اموت
على :بعيد الشر عنك يا اخويا ما تقولش كده
مراد :انا حاسس اني مش هعيش اكتر من كده وانتم لازم تعرفوا سري وتوعدوني انكم تنفذوا اللي هطلبه منكم
على :قلقتني يا مراد خير يا حبيبي
مراد :انا كنت متجوز وعندي بنت بس ما عرفش عنهم حاجه
على :ايه ازاي
مراد :فاكر يا علي فيروز اللي كانت بتشتغل عندنا من كام سنه
على :ايوه بنت عم سعيد الجنايني
مراد :انا حبيتها وهي حبتني واتجوزنا
على :ايه امتى حصل الكلام ده
مراد :من حوالي ١٠ سنين كانت صغيره لسه وانا كنت في الجامعه حبينا بعض واتجوزنا في السر بس اختك عاليا عرفت اني اتجوزتها وهي كانت بتكرها عشان انت عارف ان جوز عاليا كان معجب بفيروز وكان دايما بيحاول يضايقها وعرض عليها الجواز قبل كده في السر لما عرفت اني اتجوزت فيروز في السر بلغت بابا وبابا أصر اني اسافر بره البلد اكمل تعليمي وطردها بره القصر وغصب عليا اني أطلقها كان فاكر ان كده قدر يخلص منها مكانش يعرف انها حامل
على :وانت عرفت ازاي انها حامل وجابت بنت
مراد :لما رجعت اجازه بعد سنتين داده سعيده قالت لي ان فيروز راحت للباشا وكان معاها بنت صغيره وان البنت دي بنتي بس بابا مصدقهاش وطردها وانا من يومها بدور عليهم ومش عارف الاقيهم بس من حوالي ٦ شهور اكتشفت اني عندي ورم في المخ والدكاترة قالوا اني قدامي سنه بالكتير
على :ماتقولش كده يا مراد الأعمار بيد الله
مراد :انا مش خايف من الموت ولازعلان انا زعلان عشان بنتي اللي اتيتمت وانا موجود على وش الدنيا وفيروز اللي ظلمتها معايا بضعفي واني اتخليت عنها وسبتها وهربت انا اشتغلت طول السنين اللي فاتت دي وعملت من ميراث الباشا اللي وزعه علينا ثروه كبيره اوي الثروه دي كلها من نصيب بنتي وفيروز تعويض ليهم عن الظلم اللي شافوه انا كتبت الثروه دي كلها باسم جاسر
جاسر :ايه انا
مراد :ايوه مفيش حد اقدر أتمنه على الثروه غيرك يا جاسر وعشان لما اموت الثروه ما تتوزعش وحقهم يضيع دور على بنت عمك يا جاسر ومرات عمك والثروه امانه في ايدك وبنت عمك امانه في رقبتك ليوم اما نتقابل فيه عند ربنا
على :ما تقولش كده يا اخويا انت هتعيش وهتلاقي مراتك وبنتك وهتعوضهم عن كل شئ
مراد :خلاص يا علي مبقاش في العمر بقيه
Back
فاق جاسر من شروده على صوت اذان الفجر ونظر الي نافذه رحيل فوجدها تضئ الضوء لتستعد للصلاه
توجه جاسر الي حجرته وادي فرضه وخلد الي النوم
في الصباح
تقف رحيل في غرفه الطعام تضع الصحون في مكانها لوضع الإفطار عليها
دلف مهاب الي الغرفه وامسكها من يدها ففزعت رحيل
مهاب :لو كنت اعرف اني لو صحيت على الفطار هشوفك مكنتش فوت ولا فطار
رحيل :من فضلك يا مهاب بيه سيب ايدي
مهاب :لحد امتى هتفضلي سايقه الثقل عليا انا صابر عليكي من زمان بس اعملي حسابك انا صبري قرب يخلص
نزعت رحيل يدها من يده وخرجت
شاهدها جاسر وهى تخرج مسرعه من غرفه الطعام ثم وجد مهاب يقف خلفها يبتسم
نظر له جاسر واصطنع مهاب انه يمسح شئ من على وجهه لكي يوصل لجاسر انه كان يقبلها
مهاب :صباح الخير يا جاسور ه
جاسر :صباح الخير يا مهاب بس ياريت بلاش جسوره دي
مهاب :ليه يا حبيبي انا بدلعك
جاسر بحده :وانت شايفني عيل قصادك عشان تدلعني
دلفت رحيل مره اخرى لتضع باقي الطعام
مهاب :خلاص بلاش ادلعك هدلعك انت يا لولو وامسك يد رحيل التي فزعت واسقطت الصحن من يدها فوقع على الأرض وكسر
تصادف ذلك دلوف راشد باشا وابنته عاليه
عاليه :ايه ده مش تفتحي انت ايه عاميه
راشد :خلاص يا عاليه حصل خير
صافيه :يلا لمى اللي انت كسرتيه ده وغوري على المطبخ
نزلت رحيل لتقوم بلملمت الزجاج المكسور بيدها وجرحت يدها ولكنها لم تبالي حتى قامت بجمع كل الأجزاء وذهبت الي المطبخ
راشد :صباح الخير
رد الجميع :صباح الخير يا باشا
راشد :فين حنين وشهد وعمر مش انا قلت لازم كله يتجمع على الفطار
عاليه :ايوه يا باشا انا بلغتهم وهما اكيد نازلين دلوقت
دلف حنين وشهد وعمر
راشد :مش عايز تأخير بعد كده الساعه ٨ يكون الكل على الفطار هه يا جاسر ناوي على ايه
جاسر :انا عامل النهارده اجتماع مجلس اداره عشان اقدر احدد ايه اللي لازم يتم
مهاب :افهم من كده انك ممكن تغير المناصب والأقسام في الشركه
جاسر :اه طبعا
مهاب :يعني ايه واحنا ملناش كلمه
جاسر :انتم مين
مهاب :انا وبابا وعمر وطبعا جدي
جاسر :ما اعتقدش ان جدي هيكون ممانع على اي قرار اخده وعمر كمان وانت يا استاذ مهاب ممكن تصبر لما تعرف القرارات وبعد كده من نبقى نتناقش في اللي مش عاجبك
حسين والد مهاب :جاسر عنده حق يا مهاب انت ناسي ان هو اللي انقذنا من الإفلاس ووقف الشركه تاني على رجلها انا واثق في كل قراراته
نظر لهم مهاب :تمام عن اذنكم
وانصراف مهاب
شهد :انا كمان لازم اقوم عشان عندي محاضره بدري
عاليه :طب ما تخلي جاسر يوصلك معاه في سكته لو ده مش هيعطله
جاسر :لا ابدا يا عمتي انا كنت هقول كده لاني هوصل حنين كمان في سكتي
شهد بتوتر :لا لا مفيش لزوم انا هقابل صاحبتي وهروح معاها ومش عايزه اتعبك معايا عن اذنكم وانصرفت شهد بسرعه
حنين :انا كمان هقوم اجهز حجاتي
ذهبت حنين الي المطبخ فوجدت رحيل تبكي ويدها مجروحه وتنزف
حنين :رحيل يا حبيبتي ايه اللي حصل لك
رحيل :مفيش حاجه ده جرح بسيط
حنين :بسيط ازاي ده ايدك بتنزف
رحيل :ما تقلقيش شويه والنزيف هيقف اصل كان فيه حته ازاز دخلت فيها بس الحمد لله بقى احسن
هنا دلف جاسر الي المطبخ
جاسر :يلا يا حنين كده هنتاخر ثم صمت عندما وجد يد رحيل المجروحه
جاسر :ايه ده ايدك بتنزف
رحيل :ما تشغلش بال حضرتك انا كويسه
جاسر :كويسه ايه وزفت ايه بس وريني ايدك وامسك يدها فشعرت رحيل بالقشعريره تسري في جسدها واغمضت عيونها
جاسر :هاتي علبه الاسعافات من مكتبي يا حنين
حنين :حاضر يا ابيه
اخذ جاسر يد رحيل ووضعها أسفل المياه وكانت تتألم
جاسر :معلش استحملي شويه وهتبقى كويسه
أحضرت حنين علبه الاسعافات واخذها جاسر واجلس رحيل أمامه وجلس أمامها
جاسر :انا هطهر لك الجرح واربطه بس انت حاولي متخليش مايه تيجي عليه لحد ما يخف
كانت رحيل تنظر له ولا تتحدث كانت لا تشعر بالمها ولا بالجرح ولا بأي شئ
قام جاسر بربط الجرح :خلاص
رحيل :
جاسر :روحتي فين
رحيل :معاك
جاسر :طيب يلا عشان اوصلك الجامعه
رحيل :لا شكرا لحضرتك انا هروح لوحدي
حنين :خلاص يا ابيه هي مش بتروح مع حد الجامعه ومش بترضي تركب مع حد
خرج جاسر وحنين من المطبخ
جاسر :ليه مش عايزه نوصلها
اتي عمر إليهم
عمر :ما تتعبش نفسك انا يا ما حاولت اوصلها مع شهد او حنين مش بترضي
كان مهاب يقف يستمع إليهم
مهاب :هي مين دي اللي مش بترضي تركب معاك
حنين :انا هسبقك يا ابيه
عمر :عايز ايه يا مهاب
مهاب :لو قصدكم على رحيل يبقى هي مابترضاش تركب معاكم انتم
عمر :قصدك ايه
مهاب :ايه مالك محموق اوي كده عليها انت ايه نقلت العطا من على حنين لرحيل
نظر جاسر الي عمر
جاسر :ايه حنين
