Chapter ::36::

2.5K 227 308
                                    


هل شعرتم يوماً بالقهر ؟ .. هل شعرتم يوماً بالعجز ؟ .. هل شعرتم انكم مجبورين ان تفعلوا شيئاً ليس بإرادتكم ؟ .. هل شعرتم بالذل في تلك اللحظات التي تمر و كأنها قطار سريع يسير بأقصي سرعة لديه علي مساره الحديدي ؟! .. هل شعرتم ؟ .. هل بقيتم احدي المرات تنظرون لشئ يضيع من بين ايديكم و انتم عاجزون عن انقاذه و ابقاؤه بين ايديكم ؟ .. هل عجزتم يوماً لرؤية احبائكم يذهبون من بين ايديكم و انتم لا تستطيعون مساعدتهم خوفاً عليهم من الفقدان الاليم ؟ .. و ماذا ان كان هذا الخوف من الفقدان سيتسبب بفقدان ايضاً ؟! .. ماذا ستفعلون حينها ؟ .. هل ستدافعون بكل ما أوتيتم من قوه ؟ ام ستستلمون لقدركم و تنهزمون عند اول خطوه ؟!

.
.

دفع بكل شئ علي الطاولة بقصر والده ليسقط مرتطماً بالارض و يتكسر كل شئ يليه صراخه المقهور بينما يحدث رجالة : ابحثوا بكل شبر .. اريدكم ان تجدوا ابني و ذلك المجرم بأي طريقة ..

أومأ رجالة ليصرخ بهم بغضب و نفاذ صبر : ما الذي تنتظرونه ؟ اذهبوا بسرعة .

خاف رجاله ليذهبوا بأمر منه بينما اقترب ريتشارد من ابنه ليحيط كتفيه قائلاً بنبرة حنونة : اهدأ يا بني بالتأكيد لن يحدث شئ له ..

قاطعه ديفيد بينما يجلس ارضاً بانهيار : سيضيع مني مجدداً يا أبي .. لا استطيع ان اسامح نفسي .. فكل شئ يحدث له بسببي انا ..

نظر له رفيقاه و عائلته بحزن و اشفاق علي حالته بينما اقتربت إيڤا لتعانقه باكية بصمت ليبادلها بقوة قبل ان يتحدث بكل ذرة حقد واصرار داخله : سأجده يا إيڤا .. سأجد ابننا و لن اجعله يضيع مننا مجدداً ، هذا وعد مني يا حبيبتي .. فقط اهتمي بإيڤان الي ان نأتي معاً ..

قاطعه إيڤان الذي جاء ممسكاً بالهاتف وابتسامة هادئة تزين وجهه رغم خوفه الشديد علي توأمة : أبي .. لقد وجدته يا أبي ..

ابتعد ديفيد وإيڤا بسرعة ناظرين له بدهشة كما حال الجميع ليقترب ديفيد منه سريعاً ليمسكه من كتفيه قائلاً بعدم تصديق : حقاً ؟! .. أين يا إيڤان ؟

مد ايڤان يده بالهاتف قائلاً بينما يريه موقع توأمة : انه يفّعل خاصية موقعه..

استغرب الجميع ليتسائل ديفيد بحيرة : وكيف ذلك هل معه هاتفه ؟!

ابتسم إيڤان بحزن ليقول بنبره هادئة مليئه بالكثير من المعاني التي تأبى ان تخرج : انه يحمله معه أينما كان يا أبي .. لانه هدية منك فقط .. ولهذا فهو لن يترك هاتفه ابداً ان عني ذلك ان يموت .

ابتسم ديفيد بحزن ليسأل بحنان : وكيف تعرف ذلك صغيري ؟

تابع ايڤان الابتسام بحزن ليردف بينما يعانق والده قائلاً بنبرة متحشرجة تخفي بكائه : لانه توأمي .. لانه الان اشعر به وهو يتعذب .. أبي ارجوك اعده .. اعد لي اخي وعد معه .. لقد مللت .. سئمت مما يحدث ..

 Coffee life ☕.حيآة بطعم القهوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن