بارت 11

762 21 0
                                    

في صباح اليوم التالي
________________
لم تستطع تقى النوم طوال الليل تشعر بالتوتر والتعب من كثرة التفكير .... وعند صلاة الفجر ايقظت تقى الجميع للصلاة .. فنزل ادهم ومحمد الى المسجد .. و أمت تقى اختها ووالدتها في الصلاة.. وبعد انتهو من اداء فرضهم جلس كل واحد منهم يقرأ ورده حتى طلوع الشمس ... فدخلت حبيبة و استعدت للذهاب الى العمل ... ودخل محمد واستعد هو الاخر للذهاب الى دروسه ... وقبل ان ينزلو قال لهم ادهم :
"ممتأخروش النهاردة "
حبيبة ومحمد :
"حاضر"
سالته ليلى:
"هو احنا هنروح فين يا ادهم .. وليه نلم كل حاجتنا"
قال ادهم بغموض:
"متقلقيش يا حببتي .. هتفهمي كل حاجة بليل "
شعرت تقى بأن التعب قد اشتد بها فاستأذنت منهم ودخلت غرفتها ... تمدتت على سريرها في محاولة للنوم ولكنها لم تستطع .. فوجدت هاتفها يرن يعلن عن وصول رسالة فتناولت تقى هاتفها وقرأت ما كتب بالرسالة :
(النهاية قربت ... خلي بالك من نفسك ومن اهلك..
             كابوسك الاسود :عمر ..)

شعرت تقى انها لا تستطيع التنفس .. تشعر بالاختناق ... فامسكت البخاخ ووضعته بفمها وضغطت عليه عدة ضغطات .. حتى بدأت تشعر ان انفاسها عادت من جديد ... انتفضت من مكانها عندما سمعت صوت هاتفها يرن برقم ما فامسكت هاتفها بسرعة وردت قائلة :
"الو .. مين "
اتاها صوت انثوي يقول بمرح :
"امال فين السلام عليكم يا حجة "
ردت تقى قائلة بدموع وفرحة :
"دعاااء وحشتيني اوووي .. كل دا مسافرة اخص عليكي "
رد صوت اخر غير صوت دعاء قائلا:
"طيب وانا موحشتكيش "
تقى بفرحة :
"فرح .. ايه دا انتو مع بعض ازاي .. يا ولاد الايه .. متقوليش انكو رجعتو من السفر "
فرح ودعاء :
"اه رجعنا يا ستي "
تقى :
"امتا ؟؟ دي حبيبة كانت عندك امبارح يا فرح وقالت انك لسه مرجعتيش "
فرح بضحك :
"ما هما فاجؤنا امبارح وقالو اننا هنرجع النهاردة .. فقولت اعملهالهم مفاجأة والبت دعاء بردو مقالتش لامها وابوها وعملهالهم مفاجأة .... بس صوتك ماله "
تقى بحزن :
"اما تيجو هبقا احكيلكم المهم روحو وارتاحو كدا الاول "
دعاء :
"طيب يا ستي ... شكلك مخبية بلاوي .. يلا سلام"
فرح وتقى :
"يلا مع السلامة "
اغلقت الثلاثة الخط واتجهت دعاء الى منزلها وكذلك فعلت فرح ...
___________________
Stoooooop

( دعاء : دعاء اسعد ... صديقة تقى المقربة ... في نفس سن تقى ... خريجة اعلام .. تعمل صحفية مع فرح في جريدة مشهورة ... بيضاء وعيونها بنية غامقة وشعرها اسود حريري .. وملامحها صغيرة رقيقة... )
(فرح :اخت ندى الكبرى .. صديقة تقى ودعاء المقربة هي الاخرى في سن تقى خريجة اعلام ايضا وتعمل صحفية ايضا بنفس الجريدة التي تعمل بها دعاء الضلع الثالث من الثلاثي المرح كما يطلق عليهم ... صاحبة بشرة بيضاء وعيون بنية فاتحة مائلة للعسلي وملامح صغيرة هادئة )

________________________
في شركة المنذر  .. في مكتب حبيبة
_________________________
اتصلت سكرتيرة مكتب حمزة على حبيبة ... واخبرتها انه يود مقابلتها .... فتوجهت حبيبة الى مكتب حمزة وطرقت الباب ثم دخلت والقت التحية فردها عليها بابتسامة واذن لها بالدخول
حمزة بجد :
"اوراق الثفقة جاهزة يا بشمهندسة "
حبيبة بهدوء :
"ايوه يا فندم .. جاهزة ومعايا في المكتب "
.. وفجأة اقتحم سيف المكتب دون استئذان
وقال بغضب :
"ممكن افهم يا بشمهندس مين المسؤل عن الثفقة الفرنسية... هاتهولي هنا حالا "
حمزة يحاول ان يمتص غضب سيف فعندما يغضب سيف يتصرف تصرفات يندم عليها لاحقا :
"ممكن بس تهدى يا سيف .. وتفهمني فيه ايه .. ومالها الثفقة "
سيف بغضب يتزايد :
"فيه ان تفاصيل الثفقة اتسربت للزفت اللي اسمه امجد السواح ..... لا وكمان عدل المشروع بتاعه اللي اكيد كان زي الزفت علشان يخليه بمواصفات اعلى وبسعر اقل.. وياخد الثفقة .. طبعا ما هي شركته قربت تقع وثفقة زي دي هترفعه "
حمزة بدهشة :
"ازاي الكلام دا حصل مش فاهم .. ثم سأل حبيبة .. هي مش اوراق الصفقة معاكي "
افاقت حبيبة من دهشتها على صوت حمزة فردت قائلة بتأكيد :
"اه معيا .. "
سيف بغضب :
"هو سيادتك بقا المسؤلة عن ورق المشروع ... يبقا اكيد انتي اللي سربتيه ... ولا كانو هيعرفو ازاي يوصلوله "
حبيبة بغضب :
"ايه اللي انت بتقوله دا انت باين عليك اتجننت .... وانا هسرب مشروع تعبت فيه ليه ... ها مجنونة علشان اعمل كدا انا يعني .. وبعدين انا مسمحلكش انك تشكك في امانتي "
حمزة بتأكيد :
"كلامها صح يا سيف .... وبعدين حبيبة مستحيل تعمل كدا انا واثق من دا والا مكنتش سلمتها اوراق الصفقة وخلتها تشرف على المشروع ... "
سيف بغضب :
"امال مين هيكون عمل كدا .. مفيش غيرها اللي يبدر يعمل كدا ... والورق كان معاها هي وهي المسؤل الاول والوحيد قدامي دلوقتي "
حبيبة ببرود :
"تمام ... اسبوع واحد بالظبط ويكون عندك مشروع مواصفاته بتفوق المواصفات بتاعة اللي قبله واللي عند السواح كمان .... وبعد الاسبوع دا انا مستقيلة .... ومن هنا لحد ما الاسبوع يخلص .. انت مسؤول زي ما اتهمتني بحاجة زي دي انك تظهر برائتي اللي انا واثقة منها "
ثم تركتهم ورحلت دون انتظار رد احد منهم ....
حمزة بلوم :
"مكنش ينفع اللي انت قولته دا .... انا واثق من انها معملتش حاجة زي كدا. ... مكنش ينفع ترميها بالتهمة من غير دليل قوي .. اللي انت عملته دا غلط كبير يا صاحبي ... وهتندم عليه بعدين "
صمت سيف هو لا يعلم لم قال هذا الكلام هو يشعر بأنها بريئة ولكنه لم يستطع التحكم باعصابه ... قاطع شروده رنين هاتف حمزة
حمزة بابتسامة:
"السلام عليكم .. ازيك يا حج عامل ايه .. وازي اسر عامل ايه "
ادهم :
"الحمد لله يا حبيبي احنا بخير... ونزلنا مصر امبارح "
حمزة باندهاش:
"نزلتو مصر ... ومحدش فيكم اتصل بيا ليه "
ادهم:
"معلش بقا حصلت ظروف هبقا احكيهالك بعدين ... المهم قوم دلوقتي حالا كدا ... روح الشقة بتاعتك لم كل حاجتك وروح على الفلة ضروري .. وانا هحصلك على هناك... ومن غير اسئلة كتير وهتلاقي اسر هناك .. هو لسه منزلش الشغل .. يلا مع السلامة "
واغلق ادهم الخط بينما ينظر حمزة للهاتف بتعجب ..
سيف باستفهام :
"في ايه ؟!"
حمزة بتعجب:
"بابا نزل هو واسر امبارح مصر .. و بيقولي الم حاجتي من الشقة واروح على الفلة وهو هيحصلني .. انا مش فاهم فيه ايه "
سيف بهدوء :
"خير ان شاء الله .... المهم عايزك تركزلي معاها اوي ومع اللي شغالين حواليها وبذات معاها في المكتب ....(ثم سأله)بس مقولتليش انها شغالة هنا قبل كدا "
حمزة بسخرية :
"هو انا كنت اعرف منين ان حبيبة هي اللي انت حكيتلي عنها ... وبعدين اديك عرفت عملت ايه يعني ... هببت الدنيا ربنا يستر وتقدر تصلحها ....  انت عكيتها على الاخر..... اسيبك بقا انا واروح اشوف في ايه ... يلا سلام "
______________________
خرجت حبيبة من المكتب .. بل من الشركة باكملها .. وما ان خرجت وركبت سيارة اجرة ... اتصلت على ندى .. وما ان ردت عليها حتى بدأت في نوبة بكاء شديدة وحكت لها عما حدث .. تشعر بان كرامتها جرحت وبشدة ... ظلت ندى تحاول تهدئتها الى ان هدأت ... ووصلت للمنزل ..فانهت مكالمتها مع ندى ..
ودخلت انتظر الجميع فترة الى ان انهى محمد درسه.ووصل هو الاخر محمد قد حضر هو الاخر... فاستعدو جميعا للرحيل ....
_________________________________

توجه حمزة الى الشقة التي يقطن بها ... وجمع اشيائه ومستلزماته وتوجه الى الفله ... وعندما وصل ظل يطرق الباب بخفة الى ان فتحت سيدة في العقد الخامس من عمرها .. يبدو على وجهها الطيبة تدعى زينب .. احتضنها حمزة بحب وقال لها :
"وحشتيني اوي يا دادة عامله ايه "
سعاد بحب :
"وانت كمان وحشتني اكتر يا حبيبي .. تعالى ادخل"
سالها حمزة :
"امال اسر فين "
زينب بابتسامة :
"نايم فوق ... انت عارف مبيحبش يصحا بدري في ايام الاجازة "
حمزة بضحك :
"طيب اما اطلع ارخم عليه شوية "
توجه حمزة لاعلى ودخل غرفة اخيه فوجدها تغط في الظلام .. فاوقد النور فسمع صوت اسر الناعس وهو يقول :
"اطفي النور يا دادة لو سمحتي "
توجه حمزة اليه ونزع الغطاء من على وجه اخيه وقال له بمزاح :
"قوم ياسطا .. عيب اما تقول لواحد طول بعرض وحليوة زيي كدا دادة .."
فتح اسر عينيه وقال بابتسامة :
"ازيك ياض عامل ايه "
وقام و احتضن اخاه بعد غياب طوييل ..
(اسر ..شاب صاحب جسد رياضي متناسق وبنية قوية ... صاحب شخصية هادئة قوية .. بشرته قمحية وعيناه زرقاء حادة وشعره بني غامق غزير .. خريج كلية ادارة اعمال .. في 27 من عمره توأم حمزة ولكنهما يختلفان شكلا وطبعا )

سال اسر حمزة بتعجب:
"بس ايه اللي جايبك بدري كدا انت فاضي ولا ايه "
حمزة بضحك :
"لا يا عم مش فاضي .. بس الحاج اتصل بيا وقالي اروح الشقة ضروري والم حاجتي واجي على هنا ... شكلها هتبقا اقامة ... بقولك هروح اغير انا بقا  وبعدين نكمل كلامنا "
اومأ اسر برأسه بابتسامة هادئة ....
توجه حمزة الى غرفته ليبدل ملابسه ..
_____________________
بعد قليل وصلت سيارة ادهم الى وجهتها .. كانت تقى تشعر طوال الطريق بالتوتر والتعب والارهاق ...
وكذلك كان حال ادهم... اما ليلى وحبيبة ومحمد .. كانو متعجبين مما يحدث ولماذا جاء بهم والدهم الى هذه الفلة ...
وما ان وصلو حتى قال ادهم بهدوء :
"انزلو يلا وانا هخلي الشغالين يدخلو الحاجة  "
نزل الجميع من السيارة فسالت حبيبة والدها :
"هو ايه اللي جابنا هنا يا بابا "
ادهم :
"دا بيتنا الجديد .. ادخلو بس وهفهمكم كل حاجة "
دخل الجميع المنزل وتوجه ادهم الى المطبخ .. اما الباقين فكانو ينظرون الى المكان بانبهار شديد .. فالمكان مصمم على احدث طراز .... بعدها بقليل جاء ادهم تتبعه زينب .. فعرفهم عليها ثم طلب منها ان تنادي لحمزة و اسر ....
واتجهو جميعا الى غرفة الجلوس في انتظار حمزة واسر ... كان ادهم وتقى ينظران لبعضهما بتوتر.... اما ليلى وحبيبة ومحمد كانو يتبادلون نظرات التعجب ...
_______________________
توقعاتكم للبارت القادم 😘

غصب عني ❤
بقلمي:تقى وائل .

غصب عني ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن