بارت 12

757 24 0
                                    

سعدت زينب واخبرت حمزة واسر ان والدهما ينتظرهما في غرفة الجلوس .. وبعد قليل نزلا سويا الى حيث يجلس الجميع ... وعندما دخلا تفاجئا من هؤلاء الجالسين ... وقال حمزة باندهاش :
"بشمهندسة حبيبة !!بتعملي ايه هنا "
سالته هي الاخرى باندهاش :
"حضرتك اللي بتعمل ايه هنا .. انا جايه مع بابا "
حمزة بدهشة :
"بابا !!! بابا متفهمنا ايه اللي بيحصل هنا "
قص عليهم ادهم بهدوء كل شئ .. وبعد ان انتهى من حديثه .. عم الصمت المكان ....
قطع هذا الصمت سؤال حبيبة بانفعال :
"يعني يا بابا انت كنت متجوز على ماما .. ومخلف كمان... لا وكمان مش قايلنا اي حاجة ... "
نظر الجميع الى ليلى فوجدوها تنظر اليهم بهدوء ... فسألها ادهم بتوجس :
"ليلى .. انتي ليه ساكته مش بتقولي حاجة ؟"
ليلى بهدوء :
"طيب ما انا كنت عارفه .... كل حاجة ... "
ادهم بدهشة :
"عارفه !!! طب ازاي .... ازاي كنتي عارفه .. ايه اللي عرفك ؟؟؟"
ليلى بهدوء:
"والدك قبل اما يموت حكالي كل حاجة ... وطلب مني اني اسامحه ..... انا ساعتها كنت مصدومة بس بعد كدا .. قدرت الاقيلك ميت عذر خلوني اسامحك ساعتها ... ومرضيتش اقولك اني عارفه علشان مضايقكش ... او احسسك بالذنب .. بس كدا "
ادهم بحزن :
"يعني انتي مش زعلانه مني "
ليلى بابتسامة هادئة :
"لو مكنتش سامحتك ساعتها مكنتش هعيش معاك لحظة زيادة ... بس ادينا اهو مع بعض "
ابتسم لها ادهم بامتنان .. ثم قال بحزم :
"طيب ... من هنا ورايح هنعيش كلنا مع بعض هنا ... "
ثم اصطحب ليلى الى غرفتهما .. وطلب من زينب ان تدل كل واحد منهم على غرفته ...
جلست تقى على الاريكة .. فتوجهت اليها حبيبة  وسألتها :
"هو انتي كنتي تعرفي حاجة ؟"
هزت تقى رأسها ايجابا بتعب وقالت :
"عرفت امبارح بليل لما اسر اتصل ببابا ... وطلبت منه انو يعرفكم كل حاجة "
قال لها اسر بهدوء :
"يعني اللي رد امبارح كان انتي ؟"
هزات تقى رأسها بايجاب .. تشعر بتعب شديد ورأسها يكاد ينفجر منذ ذلك الحادث وهي تشعر بصداع دائم  لا تقوى على الكلام ... هي لم تنم طوال الليل ... وتشعر بألم شديد بقدمها ... فهي صاحبة مناعة ضعيفة اي شئ يؤثر على صحتها ...
نهضت تقى وتحاملت على نفسها .. وطلبت من الدادة ان ترشدها الى غرفتها ... فهي لا تحب ان تبدو ضعيفة امام احد ..
وما ان وصلت الى اول درجات السلم شعرت ان الصداع قد بدأ يشتد عليها .. والارض تميد من تحت قدميها ... فأمسكت برأسها وضغطت عليه .. بدأت الرؤية تتلاشى تدريجيا حتى اصبحت منعدمة ... حاولت تقى ان تتشبث بزينب ولكنها لم تستطع فسقطت فاقدة الوعي ... صرخت زينب ونادت على اسر وحمزة ... فتوجها نحو صياحها وتبعهما محمد وحبيبة .. وما ان رأت حبيبة تقى في هذه الحالة .. حتى صرخت باسمها وتوجهت اليها سريعا هي ومحمد وتبعاهما اسر وحمزة ... حاولت افاقتها ولكنها لم تستجب .. فحملها اسر وصعد بها الى غرفتها ... وحاول هو ايضا افاقتها ولكنها لم تستجب ايضا ... وبدأ وجهها يبدو شاحبا ... فسأل حمزة حبيبة :
"هو ايه اللي حصلها "
حبيبة ببكاء :
"معرفش ... تعالى وديني اوضة بابا بسرعة .. هو معاه نمرة الدكتورة اللي متابعة حالتها "
توجها معا الى غرفة ادهم .. فطرقت عليها حبيبة بشدة .. فوجدت ادهم يفتح وهو يسألها بقلق :
"في ايه يا حبيبة ... (ثم سال بسرعة )تقى كويسة "
حبيبة ببكاء :
"لا يا بابا اتصل بسرعة على الدكتورة تيجي تشوفها .. مش راضية تفوق ... "
اتصل ادهم بالطبيبة وطلب منها المجئ بسرعة ... وبعد قليل جاءت الطبيبة .. و اسعفت تقى ووضعتها على جهاز التنفس ...
وعندما خرجت سالها ادهم بقلق :
"ها يا بنتي طمنيني "
قالت له بهدوء :
"يا فندم انا قولت لحضرتك انها محتاجة راحة .... بس هي اصرت انها تخرج من المستشفى ... بس دي شكلها منامتش اصلا من امبارح .. واتعرضت لتوتر شديد .. يا ريت يا فندم تاخدوا بالكم اكتر من كدا والا هضطر اني انقلها المستشفى تاني ...بعد اذنك "
اصطحبت ليلى الطبيبة لاسفل ...وظلت الطبيبة تؤكد عليها ان يوفرو الراحة التامة .وووو.. الخ
سأل اسر ادهم :
"هو في ايه ومستشفى ايه اللي كانت فيها .. وهي مالها اصلا "
ادهم بتنهيدة:
"اصل هي عندها مشكلة في التنفس من وهي صغيرة ... واول امبارح حصلت حريقة في المكتب بتاعها في المستشفى ... ودخلت في غيبوبة .. بس ربنا ستر وفاقت على طول .. ومحمد اتصل بيا وقالي اللي حصل .. علشان كدا نزلنا امبارح ... بس هي دماغها ناشفة واصرت تخرج من المستشفى امبارح ..."
اسر بسخرية :
"دا ايه شغل العيال دا .. يعني هي اصرت تقوم انت مخرجها عادي كدا "
حبيبة بانفعال :
"بقولك ايه متتريقش عليها ... وبعدين انت مالك اصلا انت ايه اللي عرفك بتقى .. هااا ... "
كان اسر ينظر لها ببرود ....
قال لها ادهم بحزم :
"حبيبة مينفعش تكلمي اخوكي الكبير كدا "
حمزة بتأكيد :
"بابا عندو حق يا حبيبة .. اللي انتي بتعمليه دا غلط "
حبيبة بدموع :
"يعني كلكم اتفقتو خلاص ان انا غلطانه وهو اللي عندو حق صح ؟"
حمزة :
"لا احنا مقولناش كدا ... بس احنا بنقول الطريقة اللي انتي بتتكلمي بيها غلط .."
ليلى وقد جاءت توا :
"ايه يا جماعة صوتكو عالي كدا ليه "
حبيبة :
"ابدا يا ماما .. (ثم وجهت كلامها الى زينب )
بعد اذنك يا طنط وديني اوضتي "
اصطحبتها زينب الى غرفتها وما ان دخلتا حتى جلست حبيبة على السرير وشرعت في البكاء .. فاحتضنها زينب قالت لها بحنو :
"متزعليش من اسر يا بنتي ... هو طيب والله ... بس هو اما بيقلق على حد .. مبيحبش يبين قلقه فبيداريه بالعصبية "
....
تبعهم حمزة الى الغرفة .. وطرق الباب وقال بحرج :
"احم... ممكن ادخل "
قالت حبيبة وهي تمسح دموعها :
"اتفضل يا بشمهندس "
استأذنت منهم زينب وخرجت..
حمزة بمزاح :
"بشمهندس ايه بقا .... احنا اخوات وكدا .. هنا قوليلي حمزة عادي .. لكن في الشركة قوليلي حمزة بردو 😂😂"
ضحكت حبيبة ثم قالت بجد :
"بس هو مش هيبقى في شركة تاني "
حمزة يحاول تبرير موقف صديقه  :
"ليه كدا .. والله سيف مكانش  يقصد حاجة... هو معذور بردو .. "
حبيبة مقاطعة اياه بهدوء :
"بص يا بشمهندس .. يقصد او ميقصدش هو غلط وشكك في امانتي ودي حاجة انا مقبلهاش ابدا  "
حمزة بضحك وهو يحاول تلطيف الاجواء :
"خلاص يا ستي متزعليش ... وبعدين احنا قولنا ايه .. مفيش بشمهندس .. احنا اخوات .. ...امممم طيب ايه رأيك نبقا اصحاب لحد ما ناخد على بعض "
حبيبة ببراءة :
"بس انا مش بصاحب ولاد "
ضحك حمزة بشدة على هذه المجنونة ..
فنظرت اليه بغيظ :
"انت بتضحك على ايه "
حمزة بضحك :
"لا ابدا اصلك محسساني اني بقولك نتصاحب واخدك على الكورنيش اشربك حلبسة "
ضحكت حبيبة على مزاح اخيها .. ثم قال لها :
"اسيبك بقا تغيري ... بس لينا قاعدة مع بعض .... "
ابتسم حبيبة وقالت له :
"ماشي يا اسطا "
حمزة بدهشة :
"اسطا ... ينهار احوس "
ضحكت حبيبة وقالت له :
"انت اتفاجأت اني بقول يا اسطا .. امال لو قعدت مع تقى ... تحس انك قاعد مع سواق توك توك 😂"
ضحك حمزة ثم قال لها :
"اسيبك انا بقا "
خرج حمزة وتوجه لغرفة اخيه ودخل ثم قال له بتنهيدة :
"بص يا اسر ... انت لازم تتأقلم مع الموضوع بسرعة ... لان مش هينفع نفضل كدا .. احنا في الاول وفي الاخر اخوات ... ودول اخواتنا الصغيرين "
اسر بحزن :
"انا عارف .. انا كان نفسي من زمان اعرفهم .. بس بابا كان مصمم اننا نستنى لحد ما هو يقولهم كل حاجة ... كان نفسي يبقا لينا عيلة زي اي حد ... واكيد مش بعد ما ربنا رزقنا بيهم نضيعهم ..( ثم قال بغضب )بس البت دي لسانها طويل .. وانت عارف انا مبحبش حد يطول لسانه عليا ... )
حمزة بضحك:
"معلش يا اسر ... هي النهاردة بردو اتضغطت جامد .. وحظك بقا جت فجرت كل دا فيك .. بس معلش بقا اختك الصغيرة .... هسيبك انا بقا تكمل نومك .. واروح انام انا كمان  ... "
اومأ له اسر بهدوء ... خرج حمزة متجها لغرفته....
_________
عند حبيبة :

لم تستطع حبيبة الانتظار .. فاتصل بندى وحكت لها كل شئ وما ان انهت كلامها حتى صاحت ندى :
"يخبر ابيض ... يعني حمزة طلع اخوكي ... طب ازاي .... "
ضحكت حبيبة وقالت لها :
" والله يا بنتي ما انا عارفه .... بس طلع طيب اوي وكيوت ... مش زي القفل التاي اللي اسمه اسر "
ندى بغيرة :
"بت .. متقوليش عليه كيوت قدامي "
ضحكت حبيبة وقالت لها :
"انتي عبيطة يا بت .. دا اخويااا "
ضحكت ندى هي الاخرى :
"معلش يا اوختشي اصلي لسه مش مستوعبة .. حاسة انه فيه ماث ايرور حصل في النافوخ بتاع انا 😂😂😂"
ضحكت حبيبة وظلتا تتجاذبان اطراف الحديث قليلا ثم اغلقت حبيبة معها .... واتجهت الى غرفة تقى .. اطمأنت انها بخير ثم توجهت الى غرفتها ونامت ...
_____________
.................

غصب عني ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن