بارت 23

735 22 1
                                    

استيقظت تقى قبيل صلاة العشاء واخذت حماما ... وتوضأت ثم صلت .. واخذت دوائها ثم توجهت الى غرفة حبيبة وطرقتها ثم دخلت ... وجدت حبيبة تجلس على السرير ويبدو عليها الشرود ... توجهت لها تقى وهزتها برفق فانتفضت وقالت لها :
"هااا ... ت..توتو.. انتي دخلتي امتا؟"
تقى وهي تنظر اليها بشك:
"لسه داخله. ..(ثم قالت لها بابتسامة وهي تغمز لها )ايه بقا .. ها ... اييه .. مين واخد عقلك "
حبيبية بتوتر :
"هاا .. لا مفيش حاجة .. انا بس كنت سرحانة شوية "
تقى بابتسامة :
"سيف ..صح"
حبيبة بتوتر:
"م..ماله سيف "
تقى :
"هو اللي واخد عقلك .. قولي قولي "
حبيب:
"يوووه يا تقى.. اه هو .. ارتحتي "
تقى بابتسامة :
"انا قولت كدا بردو .. لمعة عينك اما بتشوفيه ... دي كفيلة انها تفضحك اصلا يعني "
حبيبة بتنهيدة :
"بس يا تقى انا حاسه انه من طرف واحد.. انا اتشديت ليه من اول مرة شوفته فيها .. ... خايفه يكون كدا ... "
تقى بابتسامة وهي تحتضنها:
"بس عارفه بقا .. انا حاسه انه عكس كدا .. انا حساه مجنون بيكي .. اللمعة اللي بشوفها في عينك .. بشوف اضعافها في عينه ..."
حبيبة وهي تنظر لها بتفكير :
"تفتكري "
اومأت تقى برأسها بابتسامة ثم قالت :
"وبعدين هو يطول ... اصلا ان بوسي هانم تحبه "
ضحكت حبيبة ثم قالت لها :
"طيب وانتي ايه"
تقى بتساؤل:
"ايه؟"
حبيبة :
"يعني انتي وادم ... انا حاسه بردو ان انتي بقيتي تميلي له ... انا عارفه ان جوازكم دا مش طبيعي .. بس حاولي تدي نفسك فرصة ... يعني .. انتي هتقضي باقي حياتك معاه ... ف....."
تقى بهدوء:
"اهو زي ما انا واثقة من ان سيف بيحبك .. انا بقا واثقة اكتر ان ادم مش بيحبني .. انا صحيح ما انكرش اعجابي بيه وبشخصيته ومركزه ... بس ما اقدرش اقول اني حبيته ... عشان اللي بيحب حد بيحب في عيوبه ومميزاته .. وانا وقت ما احب عيوبه زي ما حبيت مميزاته .. ساعتها هقدر اقول اني فعلا حبيته ... بس بردو المفروض اني معلقش نفسي بحبال دايبة. . لاني واثقة انه مش حاسس بحاجة ناحيتي .... "
احتضنتها حبيبة وشددت من احتضانها وقالت لها :
"ربنا يفرح قلبك با رب ... ويزرع حبك في قلبه "
تقى بابتسامة :
"انا هنزل بقا يا بوسي ارسم شوية .. الرسم واحشني جدااا ... وانتي قومي شوفي شغلك "
توجهت تقى الى اسفل ... كانت والدتها وزينب يحضران العشاء .. وشهد تجلس بغرفتها تصحح الواجبات ..... ومحمد يجلس مع اسر في غرفة المعيشة  ... وادهم يعمل في مكتبه ... و حمزة خرج مع ندى لتناول العشاء خارجا ...
خرجت تقى وتوجهت الى المرسم ... وقضت فيه وقتا طويلا ... لم تشعر بالوقت وهو يمر ...
سمعت صوتا هادئا يأتي من خلفها :
"انتي اللي راسمة كل دول"
تقى التفتت تقى بخضة وقالت :
"ادم .. حرام عليك قلبي كان هيقف .. انت بتعمل ايه هنا وجاي من امتا ؟"
ادم بابتسامة هادئة:
"انا واقف هنا من بدري "
Flash Back
صف ادم سيارته في الموقف المرفق بالفيلا .. ثم توجه هو وسيف ووالدته الى الداخل سيرا على الاقدام .... لاحظ ادم ضوءا هادئا ينبعث من الحديقة.. فطلب من والدته واخاه ان يسبقاه ... واقترب من الضوء ... فتفاجأ مما رأي ..
رأي تقى تجلس وتدندن بهدوء ... وشعرها الاسود الغجري .. تعبث بخصلاته نسائم الشتاء وترتدي سويت شيرت نيلي مرسوم عليه سيندريلا  .. وبرمودا اسود.. وترفع شعرها الغجري بفرشاة رسم وتسقط منه خصلات متمردة ... وترسم لوحة لمنظر طبيعي .. شعر انه يشاهد لوحة فائقة الجمال .. لطفلة هادئة جميلة .... ترسم لوحة رائعة مثلها ... اقترب ادم منها وظل واقفا خلفها يراقب تحركاتها العفوية وصوتها العذب ورسمها الرائع ... وتحركات حدقتيها التي تتابع ما تفعله باهتمام شديد ... وظل يجول ببصره في ارجاء المرسم ويشاهد تلك اللوحات الباهية ...
Baaaaaaaack
ثم سألها :
"ايه اللي مخرجك بشعرك"
تقى ببراءة:
"بس احنا في بيتنا .. يعني عادي محدش هيشوفني اصلا"
ادم بهدوء:
"لا ... طالما خرجتي من باب البيت يبقا انتي كدا في الشارع ... متخرجيش تاني بشعرك .. مفهوم"
تقى وهي ترفع احدى حاجبيها :
"نعم ... دا اللي هو ازاي بقا ان شاء الله ... (ثم توجهت اليه واقتربت منه قائلة بقوة )بص يا ادم باشا .. انا عايزاك بس تبقا عارف اني مبعملش حاجة غير وانا متأكدة انها صح .... وبعدين انا مش بمشي بالطريقة دي خالص .. يعني لو عايز مني حاجة ...تطلبها مني .. مش تؤمرني اني اعملها ... انا مبجيش بالأمر ... والجنينة احنا مش جايبين ليها جنايني ... والامن احنا موقفينه برا ... يعني مساحة البيت الخاصة بينا فعليا .. بتنتهي بالبوابة اللي هناك دي (واشارت الى بوابة الخروج من الفيلا ) ف بعد اذنك .. خلي عندك ثقة في اي حاجة بعملها .. لاني مش بخون ثقة حد فيا"
ظل ادم يقترب منها بهدوء وهي تتراجع الى الخلف .. الى ان اصطدمت بطاولة يوضع عليها العديد من الالوان ... ثم اقترب من اذنها واشتم عبيرها ثم همس في اذنها بصوت بصوت رجولي هادء:
"على فكرة انا بثق فيكي ... ولو مكنتش بثق فيكي .. مكنتش اتجوزتك وشيلتك اسمي ... ادم المنذر مش اي واحدة تشيل اسمه ... خليكي عارفة كدا كويس اوي "
غزت حمرة الخجل وجنتيها وشعرت بالتوتر اثر اقترابه منها .. قالت بتوتر وهي تدفعه برفق وقد شعر بانقباض عضلاته اثر لمستها له:
"ا...ادم ... لو سمحت "
ادم بتحد .. فقد استمتع باللعب مع تلك القطة الشرسة متناقضة الطباع :
"ولو مبعدتش ...هتعملي ايه"
تقى بتوتر اكبر:
"ه..هصوت والم عليك البيت كله "
ادم بابتسامة ماكرة :
"انتي مراتي ... يعني محدش ليه حاجة عندي "
تقى وهي على وشك البكاء:
"ادم..."
ادم بابتسامة وهو يبتعد عنها :
"خلاص اهدي ... (ثم قال بجد )هتروحي ازاي بقا دلوقتي ... اديكي مش لابسه حجابك... وسيف هناك .. يعني مش هينفع تروحي كدا "
تقى وهي تتهرب من نظراته :
"ه ...هتصل بحبيبة .. اقولها تجيب اسدالي"
ثم اخرجت هاتفها واتصلت بحبيبة وطلبت منها ان تحضر لها اسدالها ..
سألها ادم بابتسامة هادئة:
"قوليلي بقا اتعلمتي الرسم فين "
تقى بلمعة في عينيها عكس ذلك الشغف الكبير بداخلها تجاه هويتها:
" انا كنت بتعلم من على النت .. كنت بشوف فيديوهات تعليمية ... يعني حاجة انا مكنتش مثلا بعرف ارسمه .. اشوف فيديوهات عنها ... واحاول فيها لحد ما اتعلمها .. بس كدا"
كان ادم يراقب شغفها وحماسها وهي تتحدث .. كان يراقب تصرفاتها العفوية ... يشعر انه يتحدث الان مع طفلة صغيرة .. على عكس ما كانت عليه منذ لحظات...
حضرت حبيبة والقت التحية على ادم ثم اعدت الاسدال الى تقى وتوجهو ثلاثتهم الى باقي العائلة ...
وبعد السلام والتحيات جلس ادم وحبيبة وتقى .. ثم قال ادم لادهم بابتسامة هادئة :
" احنا جايين النهاردة عشان حاجتين .. اول حاجة عشان نحدد معاد الفرح .. تاني حاجة .. جايين نطلب ايد بشمهندسة حبيبة لسيف "
______________
توقعاتكم 😘😘

غصب عني❤
بقلمي :تقى وائل.

غصب عني ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن