بارت 32

824 21 2
                                    

كانت تقى تراقب المشهد بغضب عارم وهي تتمتم في بصوت شبه مسموع:
"السافل.... قليل الادب ... بتاع البنات ... ابو عين زايغ...."
شعرت بيد رجل قد امسكت ذراعها فاستدارت وهي تشتشيط غضبا على غضبها كيف يجرأ هذا الوقح ان يمسها.. ففاجأته بصفعة مدوية جعلته يقف لدقائق مدهوشا ومصدوما مما حدث ......
ولم يلبث ان احمرت عيناه غضبا وصرخ في وجهها:
"انتي اتجننتي ولا ايه .. انا ممكن ادفنك مكانك هنا على اللي عملتيه دا "
تقى بغضب وصوت عالي هي الاخرى غير مراعية لفارق الطول والحجم بينهما :
"اتكلم على ادك يا شاطر .... وبعدين مش انا اللي مجنونة.. انت اللي مجنون وستين مجنون كمان ... ازاي تمسك ايدي كدا ... اكيد بني ادم مش محترم ومريض "
اخذ نفسا عميقا حتى لا يفقد اعصابه ويلكم تلك سليطة اللسان..
لمحت تقى ادم وهو يخرج من الفيلا ويتقدم نحوهما فاسرعت نحوه فسألها بقلق:
"هو فيه "
لم يعطها الشاب فرصة للرد حينما قال بفرحة محتضنا ادم بحفاوة:
"ادم .. يا ابن الايه .. انت جيت امتا "
ابتسم ادم ورد قائلا وهو يربت على ظهره:
"ازيك يا مروان ..."
(مروان .. ابن عم ادم شاب وسيم طويل عريض المنكبين صاحب جسد رياضي وشعر ناعم بني قصير وعينين سوداوين وبشرة خمرية في ال٢٥ من عمره لديه شخصية مرحة محبوبة من الجميع)
مروان بابتسامة :
"انا بخير الحمد لله .. انت شكلك لسه واصل "
تقى بعصبية:
"هو في ايه .... يا ادم بقولك البني ادم السافل اللي مشافش ربع ساع  رباية دا مسك ايدي .. وقال ايه بيقول عليا مجنونة"
نظر ادم ال  مروان بغضب فقال الخير بإحراج مدافعا :
"والله ما كونتش اقصد حاجة ... انا كنت مفكرها سما واستغربت اما لاقيتها واقفه هنا .... بس دي اصلا مدتنيش فرصة دي لسعتني بالقلم على وشي من غير مقدمات"
ضحك ادم ضحكة خفيفة ونظر  الى تقى بفخر بينما نظرت هي في الأرض بإحراج وهي تفرك بيديها ...
نظر ادم لمروان بحزم وقال:
"ابقا ركز بعد كدا وخلي بالك من تصرفاتك "
مروان بخجل:
"حاضر ...(ثم قال بمشاكسة وهو يغمز بإحدى عينيه)بس معرفتناش مين الاستاذة"
ادم وهو ينظر له بطرف عينه :
"قولتلك حسن اسلوبك الزبالة دا .... دي تقى مراتي"
ثم وجه كلامه لتقى:
"دا مروان ابن عمي .... و سما دي اخته"
ثم تابع قائلا لمروان:
"احنا هندخل بقا نرتاح من الطريق .... الصبح هنبقا نجيلكم .... "
مروان:
"تمام ... تصبحوا على خير"
حمل ادم الحقائب وانصرف نحو احدى  الفلل تتبعه تقى ..
فتح ادم الباب وتوجه نحو احدى الاركان وامسك ريموت كونترول واضاء الانوار ليظهر اثاث ابيض انيق مع ديكور ابيض واسود شديد الاناقة رفعت حاجبا بشكل يدل على اعجابها بتصميم المكان ثم التفتت ببطئ لذلك الذي ينظر اليها بهدوءه المعتاد بتلك الاعين الثاقبة التي تخترق تفكيرها وتوجهت اليه بخطوات وئيدة حتى اصبحت قريبة جدا ثم امسكت ربطة عنقة ووقفت على اطراف اصابعها ناظرة الى عينيه مباشرة بينما ينظر اليها بتعجب من تصرفاتها ... فقالت له بهدوء:
"ممكن ... افهم يا ادم باشا ... مين اللي اول ما سيادتك خبط الباب برا .. فتحتهولك وخدتك بالاحضان  .... "
نظر لها ادم بصدمة وما لبث ان قهقه عاليا فنظرت له بهيام ولكنها افاقت سريعا وعادت لغضبها فشدت رابطة عنقه قائلة:
"ممكن افهم سيادتك بتضكك على ايه ..."
بلحظة انقلب الوضع .. اصبحت هي المحاصرة بين ذراعيه خلفها الحائط .... وقال لها بابتسامة خبيثة مشاكسة نادرا ما تراها مرتسمة على وجه ذلك "لوح التلج"كما قررت هي ان تسميه لبرودة اعصابه .. وشعر هو بالتسلية للعب مع تلك متقلبة المزاج :
"بضحك عليكي .. مش تقولي انك بتغيري"
تقى وهي تنظر بعيدا:
"وهغير ليه بعد الشر ... هو انت حلو ولا حاجة لا سمح الله"
ادم بغرور:
"اه طبعا ... "
تقى بابتسامة باردة مستفزة :
"تبقا مابتشوفش"
ثم دفعته بعيدا واخذت حقيبتها واسرعت تجري على السلالم ودخلت اولى الغرف التي قابلتها مغلقة خلفها بالقفل.. لاحظت ان معظم اساسات هذه الغرفة تشبه تماما الغرفة التي توجد بفيلا القاهرة .. بنفس الاثاث والديكور الذي يغلب عليه الطابع الذكوري واللون الاسود فعرفت فورا انها غرفة ذلك المغرور الوسيم ... طرق ادم الباب طرقات سريعة بغضب:
"اخرجي روحي اوضة تانية"
تقى باستفزاز واضح في صوتها:
"لا .. دي عجبتني وانا هاخدها روح شوفلك واحدة تانية... تصبح على خير ... ومتخبطش تاني عشان مش هفتح .... اه ... وروح صلي الفجر"
توجهت الى الحمام لتأخذ حماما دافئا بعد ذلك اليوم الشاق ولتتوضأ وتصلي الفجر وتوجهت بعدها الى السرير وغطت في نوم عميق..
اما ادم فقد اخذ حماما ايضا وصلى الفجر واستلقى على السرير وامسك دفتره الخاص وراح يخط فيه بخط منمق بعض الكلمات وبعضا مما يشعر فيه ... الكتابة هي ملاذه الوحيد ... هو بالفعل لا يجيد الافضاء بما داخله لأحد ... فقط الورقة والقلم هما الشاهدان الوحيدان على مشاعره .. افراحه ...احزانه .... غضبه ... حبه !!... عشقه!! لتلك المشعوذة الصغيرة التي استحوذت على قلبه دون استئذان .... لا يستطيع التعبير عن مدى عشقه وهيامه بها بالكلام .. لكنه يستطيع بان يكتب ما يشعر به على تلك الاوراق ... حسنا لقد قرر ان يترك الامور تسير على ما هي عليه ... سيرى الى اين ستأخذه الاحداث .. ولكن بجميع الاحوال .. هو لن يتخلى عنها مهما كان ... لن يتركها تضيع من بين يديه ... سيكون حولها دائما ... يحميها ...لن يدع شيئا يؤذيها مجددا ...
________________________
استيقظت في وقت الظهيرة على صوت طرقات مزعجة ومتتالية على باب غرفتها فاعتدلت في فراشها وهي تفتح عين وتغمض الاخرى ونظرت حولها باستغراب تستعيد في ذاكرتها اين هي وماذا حدث بالامس فقاطع عليها تذكرها طرقاته مرة اخرى .. فاستغفرت في سرها لتهدأ غضبها وردت بضجر:
"خلاص ... خلاااص صحيت ... الدنيا مش هتطير"
ادم بسخرية:
"وحتى لو هتطير مش هتصحي ... قومي صحصحي عشان تلحقي الظهر.. وانزلي عشان تفطري وتاخدي العلاج ... والبسي عشان هنخرج"
تقى بتعجب وصوت نعس:
"هنروح فين؟!"
ادم:
"انجزي بس واما تنزلي هقولك"
اعتدلت في سريرها وهي تتمتم كما اعتادت كل صباح:
"الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور"
بعدها توجهت الى الحمام لتتوضأ وتصلي  ...
بعد دقائق هبطت الى الاسفل وتوجهت وفضولها يسبقها لمعرفة وجهتهم ولكنها لم تجده بالاسفل ... فنادت عليه فسمعت صوته يأتيها من غرفة الجلوس المطلة على الحديقة فتوجهت الى موقع الصوت فوجدته يجلس ويضع قدما على الاخرى ويمسك قدحا من القهوة بيد والهاتف بيد اخرى  يتصفح الاخبار ... فقالت بابتسامة مشرقة:
"صباح الخير"
رد بابتسامة :
"صباح النور ... "
تقى :
"انا جهزت .. هنروح فين بقااا"
ادم:
"اقعدي افطري الاول .. ههتلاقي فطار في المطبخ"
تقى بتعجب:
"مين جاب فطار"
ادم بخبث :
"دي هيام جت من ساعة وجابت فطار"
تقى وهي تضيق بين عينيها:
"مين هيام دي يا ادم باشا.... اه دي اكيد الهانم اللي كانت بتحضنك امبارح"
ادم متجاهلا انفعالها :
"روحي افطري علشان هنروح عبيت العيلة عايزين يتعرفو عليكي "
تقى بتساؤل:
"لحظة ... هي الفلل اللي حولينا دي تبعك ..صح؟"
ادم:
"اه .. دي فلل اعمامي وولادهم .. يعني كل عم من اعمامي ليه فلة .. وكل واحد فيهم باني لولاده لكل واحد فلة يتجوز فيها .. روحي بقا افطري علشان مستنيينا"
تقى:
"انت فطرت ولا لسه؟"
ادم:
"لا كنت مستنيكي "
ابتسمت تقى بسعادة واسرعت الى المطبخ لتجهز الافطار
بعد ان انهو افطارهما خرجا من فيلتهما وتوجها الى احدى الفيلتين الكبيرتين .. طرق ادم الباب ففتحت له فتاة متوسطة القامة ذات بشرة بيضاء مشبعة بالاحمرار وملامح طفولية جميلة وعينين واسعتين سوداوين وعندما رأت ادم ابتسمت بسعادة قائلة:
"ادم ... حمد الله على السلامة .... اتفضلو"
(عيلة ادم ركزو شوية فيهم عشان متتلغبطوش 😅
مبدئيا والدة ادم تبقا بنت عم والد ادم ...
العيلة مكونة من سليم الاخ الكبير و عبد الله الاخ الصغير
سليم عمره ٨٠ سنة زوجته متوفية
ابنه الكبير عادل عمره ٥٨ سنة
"عادل:
زوجته سميرة عمرها ٥٥ عام
ابنه الكبير هادي عمره ٣٥ سنة متزوج وعنده ولدين وعايش في دولة اوروبية
ابنه المتوسط سليم عمره ٣٠ سنة غير متزوج خريج سياسة واقتصاد وبيشتغل معيد في اكبر جامعات الاسكندرية شاب خمري البشرة حليق واعين متوسطة الاتساع بنية وشعر بني طويل حتى الاكتاف وسيم صاحب جسد رياضي الى حد ما ويشبه والدته الى حد كبير
ابنته الثالثة مريم عمرها ٢٥ سنة خريجة لغات وترجمة فرنسية تعمل في شركة ترجمة غير تابعة لشركات المنذر لتصميمها على الاعتماد على نفسها فتاة محجبة متوسطة الطول صاحبة بشرة برونزية وعيون سوداء وشعر اسود
ابنته الرابعة نور عمرها ٢٣ سنة تدرس بكلية الحقوق صاحبة بشرة بيضاء وعيون خضراء وشعر كستنائي وقامة متوسطة
ابنته الخامسه حور عمرها ٢٣ سنة (توأم نور)نسخة مطابقة عن نور وتدرس بنفس الكلية"
ابنه الثاني سالم والد ادم متوفي"عيلته طبعا غنية عن التعريف"
ابنته الثالثة أميمة عمرها ٥٣ سنة
"أميمة:
زوجها عامر عمرة ٥٥ سنة
بنتها الوحيدة سيرين عمرها ٢٨ سنة غير متزوجة خريجة الجامعة الامريكية بنت متسطلة ومغرورة بسب دلع باباها ومامتها ليها محجبة بس بتلبس بناطيل وعلى الموضة وبتحط ميكياج بشرتها بيضاء متوسطة الجمال عيونها عسلي شعرها اسود صاحبة قامة طويلة"
ابنته الرابعة خديجة عمرها ٥٠ سنة
"خديجة
زوجها حاتم متوفي
ابنها الكبير مراد عمره ٢٩ سنة خريج ادارة اعمال مسؤل عن الادارة المالية لسلسة شركات المنذر شاب وسيم صاحب عينين زيتونية وشعر اسود قصير وبشرة برونزية وقامة طويلة وجسد رياضي
ابنها الثاني حسام عمره ٢٧ سنة خريج هندسة مدنية وهو المدير التنفيذي ل فرع الهندسة المعمارية لشركات المنذر شاب طويل مفتول العضلات صاحب اعين زرقاء وبشرة بيضاء وشعر بني متزوج من  ناهد عمرها ٢٧ سنة صاحبة بشرة قمحية وعيون عسلية جميلة وملامح صغيرة وقامة قصيرة خريجة كلية العلوم

غصب عني ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن