بارت 29

755 19 1
                                    

شعرت تقى باحدهم يقف خلفها وعندما التفتت شهقت عندما رأت تلك الماثلة امامها ...التي لم تكن سوى ندى ...
احتضنت تقى ندى بشدة ثم سألتها بدهشة:
"انتي جيتي امتا"
ندى بابتسامة :
"لسه جايه حالا انا وحمزة طمنيني عامله ايه دلوقتي .. احسن ؟!"
تقى بحب :
"الحمد لله بخير احسن بكتييير .."
دلف ادم الى المطبخ بطلته المهيبة كالعادة وقال لتقى بهدوء:
"اخرجي سلمي على حمزة .. مستنيكي بره "
تقى:
"طب والاكل"
ادم :
"تعالي بس سلمي عليه وبعدين نبقا ناكل"
خرج ادم وتبعته تقى وندى .. عندما دخلت تقى وقف حمزة واحتضنها بحب وسألها:
"عامله ايه يا توتا ... احسن "
اومأت تقى براسها قائلة :
"الحمد لله احسن كتيير"
لاحظت تقى ان ادم يتابع ما يحدث ويبدو في عينيه امارات الغضب الشديد التي سارع باخفائها .. شعرت بالدهشة لما قد يغضب .. امن المعقول انه يغار .. هذا ليس معقول بعد ما قاله لها صباحا . تنهدت تقى بحزن ..وشعرت انها على وشك البكاء .فسالتها ندى:
"مالك يا توتا سرحانة في ايه "
تقى بابتسامة وهي تنفض تلك الافكار من راسها :
"مش سرحانة في حاجة .. ا.. ثواني اطلع اجيب التليفون عايزه اعمل مكالمة "

صعدت تقى الى الطابق العلوي  وقضت ثوان حتى عثرت على الهاتف وجلست على السرير  شاردة بحزن ... هذا ما أصبحت عليه حياتها في الفترة الاخيرة مجرد كومة من الالم والحزن شعرت بالدموع تتسلل الى وجنتيها فمسحتها بسرعة
__________
"ايوا يا عمر .. متنفذش .. هما كدا كدا هيرجعو النهاردة "
عمر:
"تمام يا باشا  "
_____________
اتجهت تقى  مجددا الى الاسفل .. فلم تجد ندى او حمزة .. فسألت ادم بتعجب:
"هما مشيو ولا ايه "
اومأ ادم برأسه بوجه متهجم .. ثم نهض قائلا :
"متعمليش اكل اطلعي جهزي هدومك عشان هننزل القاهرة "
شعرت تقى بانقباضة في قلبها فسألته بقلق:
"هو في حاجة حصلت حد حصله حاجة ... طنط كويسه طيب "
ادم:
"اهدي خير ان شاء الله اطلعي بس جهزي حاجتك والبسي و متتأخريش"
اسرعت تقى الى غرفتها فضبت اشيائها ثم ارتدت ثيابها واتجهت الى الاسفل مجددا فوجدت ادم يقف منتظرا اياها ويتحدث بالهاتف  وقد جهز حقيبته هو الاخر ... وعندما رآها انهى المكالمة. . وتوجه اليها فااحظ علامات القلق المرتسمة وبوضوح فقال لها بهدوء:
"متقلقيش مفيش حاجة "
نظرت تقى اليه بشك يشوبه بعض الاطمأنان ومن ثم تبعته الى الخارج ... قضوا عدة ساعات في الطريق وتقوفو عدة مرات للاستراحة .. حتى وصلو الى مستشفى تابعة لمستشفيات المنذر ... عندما اوقف ادم السيارة امام المشفى شعرت تقى بانقباضة وقالت ليه في قلق :
"ادم بالله عليك طمني هو في ايه احنا جايين هنا ليه "
ادم بهدوء وهو يلتفت نحوها ويمسك يدها :
"بصي اكيد انتي عارفة ان قل لن يصيبنا الا ما كنب الله لنا .. وايا كان قضاء الله لازم نرضى بيه .."
تقى بخوف اكبر :
"على فكرة انت قلقتني اكتر ممكن تقولي فيه ايه .. انا على اعصابي.. "
ادم بهدوء وهو يراقب ردة فعلها :
"اسر اتصل على حمزة اما كان عندنا .. وقاله ان ... والدك ووالدتك ومحمد عملو حادثة كبيرة .. الفرامل كانت سايبة ف والدك معرفش يسيطر على العربية "
كانت تقى تنظر له بعدم استيعاب وما ان انهى كلامه حتى قالت :
"انت بتهزر صح ... قولي انك بتهزر وان دا مش حقيقة ... (ثم صرخت ببكاء قائلة )وليه مقولتليش انا عماله اسألك من بدري .. ط..طيب هما كويسين ..هما عاملين ايه "
ادم :
"ياريت تهدي .. احنا هنطلعلهم دلوقتي "
اومأت تقى رأسها بسرعة ونزلت من السيارة وتبعها ادم ثم امسك يدها محاولا بث الاطمئنان اليها فضغطت على يده تستشعر الامان ... ثم توجها الى المشفى ومناها الى احدى الغرف .. فنظرت تقى الى ادم بخوف فنظر تجاهها مطمئنا اياها .. وعندما فتحت الباب كانت الكارثة ..
كانت حبيبة جاثية على ركبتيها وتدفن وجهها في صدر سيف الذي يحتضنها ويحاول تهدئتها من نوبة بكائها التي تملا ارجاء الغرفة وعندما رات حبيبة تقى جرت ناحيتها واحتضنتها قائلة من بين شهقاتها :
"... محمد تعبان يا تقى و..وماما .. وبابا ...ماما و..بابا" 
وانهارت في البكاء مرة اخرى ... اما اسر فكان يجلس على احدى الارائك يضع يديه بين كفيه ... وحمزة يستند بظهره على الحائط وينظر الى الفراغ امامه بصدمة وعينيه كالجمر .. وندى تقف بجانبه تمسك ذراعه وتضع يدها على فمها وتبكي... وشهد وزينب وهدى يجلسن على اريكة اخرى ويبكين في صمت ... وفي وسط الغرفة سريران يرقد على احدهما والدها وعلى الاخر والدتها وقد غطي وجههما بملائة السرير ... توجهت تقى اليهما بخطى بطيئة واعين للجميع تتابعها بحزن و الم  ثم كشفت عن وجه والدها الذي كان مدرجا بالدماء ونظرت اليه بوجه خال من التعابير وجثت على ركبتيها بجانب السرير وامسكت بيده بقوة وقالت بصوت يملأه الرجاء:
"بابا .. بابا قوم ... قوم يلا يا بابا نمشي من هنا ... قوم يا بابا قولهم انك كويس .. مش انت قولتلي انك عمرك ما هتسيبني .. انك هتفضل جنبي على طول ... ومش هتخلي حد يضايقني ولا يزعلني ... طب انا زعلانة اهو .. قوم وصالحني وهاتلي حاجة حلوة زي ما بتعمل .... انت مش هتسبني صح .. قوم وقول لماما تقوم عشان هي كمان نايمة اهي ومش راضية تقوم ... انتو مستحيل تسيبوني لوحدي صح ... انتو قولتولي انكو هتفضلو جنبي وانتو مش بتخلفو وعدكم .. ط..طيب قوم شوف محمد .. محمد تعبان ... عشان خاطري قوم ومتسبنيش لوحدي ... ط..طيب خدوني معاكو ... خدوني معاكو انة مش عاوزة افضل هنا "
توجه ادم اليها وامسكها من ذراعها برفق وقال لها :
"قومي يا تقى كفاية كدا .. كدا حرام "
ابعدت تقى يده بيدها التى اصبحت غارقة في الدماء وقالت بشراسة دون ان تذرف دمعة واحدة :
"سيبني ... ابعد عني ... ابعد عني متلمسنيش"
ثم نظرت الى يديها المغطاة بدماء والدها وقال بلا وعي وبلا تعابيير على وجهها :
"انا عايزه اروح معاهم ... بابا قالي انه ميقدرش يعيش من غيري .... هما كويسين وهيقوموا دلوقتي وهنروح مع بعض "
امسكها ادم من ذراعيها واوقفها وقال لها في حدة وهو يهزها :
"فوقي بقا ... حرام اللي بتعمليه دا "
نظرت له تقى بضياع ولم تنطق بكلمة ...
جاء الطبيب واخرج الجميع من الغرفة وانهى اسر وحمزة جميع الاجراءات وتم الدفن .. وكل ذلك لم يستغرق الا عدة سويعات قلة ...
وبطبيعة الحال لم تحضر السيدات الدفنة لان ذلك غير جائز شرعا .. فبقين في المشفى بجانب محمد... وأصيبت حبيبة بانهيار عصبي ونقلت الى احدى الغرف واعطاها الطبيبة حقنة مهدءة ...
اما تقى فكانت تشاهد كل شئ ولم تنطق ولا بكلمة واحدة وهي تشعر انها باسوأ كابوس على الاطلاق .. ترى شريط حياتها مع والديها يمر ببطء اما عينيها .... فقط تنظر الى الفراغ امامها ...
عاد اسر وحمزة وادم وسيف من المقابر الى المشفى وتوجه سيف الى غرفة حبيبة وجلس بجانبه يتطلع الى ملامحها بحزن ... اما ادم فتوجه الى تقى التي تجلس بغرفة محمد الذي استفاق واعطاه الطبيب مهدئا بعد الثورة التي احدثها عندما علم ما جرى لوالديه ....
ادم لتقى بقلق من ذلك الصمت التي هي غارقة فيه :
"تقى .. انتي كويسه .. قولي اي حاجة  ... عيطي طب .. خرجي اللي جواكي "
تقى بلا وعي :
"اعيط ليه ... هو ايه اللي حصل عشان اعيط "
احتضنها ادم وقال بهدوء:
"تقى .. فوقي واقبلي الامر الواقع .. اكيد ربنا ليه حكمة في كده ... قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. واللي حصل دا مكتوب... هما دلوقتي عند ربنا اللي مبيظلمش حد ... الرحيم بعباده "
ابتعدت تقى بهدوء عن حضنه ونظرت الى يديها التان لم تغسلهما من الدماء و قالت بصوت خاو:
"دا دمهم .. هما .. هما ماتو وسابوني .. لوحدي "
ثم سقطت فاقدة الوعي .. فامسكها ادم قبل ان تسقط .. و خرج بها خارج الغرفة بقلق واستدعى الطبيب ولحقه اسر ... نقلها الطبيب الى غرفة واستدعى الطاقم الطبي وبدأ بفحصها فوجد ان ضربات قلبها غير منتظمة ... فاجرو لها بعض الاسعافات حتى عاد النبض طبيعيا ثم تركوها لترتاح ... وعندما خرج الطبيب سأله اسر بقلق :
"خير يا دكتور "
الطبيب بهدوء:
"هي ضربات القلب مكانتش منتظمة ... بس منقدرش نحدد هي عندها ايه الا اما تفوق .. لان مفيش اعراض تدل على الانهيار العصبي .. ف هنستنا اما تفوق عشان نعرف هي عندها ايه .. "
ادم بهدوء ظاهري:
"طيب هي هتفوق امتا"
الطبيب:
"منعرفش بردو ... لان احنا حاولنا نفوقها بش مش بتستجيب .. وفي الحالة دي احنا ما اديناهاش اي مخدر "
ثم استأذن منهما وانصرف ...

بعدها بعدة ساعات استيقظت حبيبة ولم تكف عن البكاء فاصطحبها سيف ومعها والدته الى منزل حبيبة .. واصطحب حمزة ندى وزينب وشهد ومحمد التي لم تكن حالته بالخطيرة ابدا الى المنزل ايضا ... وذلك تحت اصرار ادم على ان يذهبو وسيبقى هو واسر برفقة تقى ... وسيعلمونهم اذا استفاقت في اي وقت ...

في منتصف الليل .. كان ادم يجلس بكرسي بجانب تقى مغمضا عينيه ومميكا بيدها .. واسر يرقد على الاريكة وينظر الى السقف ...
شعر ادم بيد تقى تتحرك ببطء .. ففتح عينيه على مصرعيها فوجدها تفتح عينيها ببطء .. فطلب من اسر ان يستدعي الطبيب ... دقائق وحضر الطبيب ... وعندما دخل كانت تقى قد فتحت عينيها .. فساعدها ادم على الاعتدال ... فنظرت الى ثلاثهم بهدوء .. ثم سألت ادم بإعياء:
"م..مين حضرتك "
____________________
توقعاتكم 😘

اسفه على تأخير البارت بس بصراحة كنت متنكدة بسبب الاحداث ف اخدت وقت على ما كتبتها كلها

غصب عني❤
بقلمي:تقى وائل.




غصب عني ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن