بارت 30

918 23 1
                                    

في وقت الظهيرة
كانت تمسك الكتاب تقرأ بشغف واندماج كبير .. تجلس في شرفة غرفتها الواسعة جدا التي يطغى عليها الطابع الذكوري فنجد ان معظم الديكورات باللون الاسود يتوسط الغرفة سرير كبير على كل جانب من جانبه طاولة صغير (كومود ) وامامه تلفاز كبير ...وعلى اليمين يقع دولاب بداخل الحائط على الطراز الحديث وبجانبه بابا للحمام المصمم على الطراز الحديث الالكتروني وفي احدى الزوايا توجد مكتبة انيقة بها العديد من الكتب .. وعلى الجانب الايسر تقع الشرفة الكبيرة الملحقة بالغرفة  .. كانت ترتدي زيا صيفيا رقيقا ...
وتجلس على الكرسي الهزاز ... وبجانبها كوبا من العصير ... وتتلاعب نسمات الهواء الدافئة بخصلاتها ... كانت ملامحها تتغير حسب تغير الاحداث بتلك الرواية التي تقرأها .. فتارة تضحك .. وتارة تعبس...
اغلقت ذلك الكتاب ... ومن ثم نظرت الى السماء .. وشرد ذهنها بعيدا لما حدث قبل مايقرب شهر ونصف او شهرين تقريبا...
حسنا هي لا تمتلك اي شئ بذاكرتها سوى هذين الشهرين .... لا تعرف ما الذي حدث قبلها ... ما الذي ادى بها حتى الى هذه الحالة لم تعرف .... لكنها ايضا لا تستطيع تجاهل ما حدث في هذين الشهرين .. فمنذ ان استيقظت تشعر بأنهم يخفون عنها شيئا ليس بهين ... تتذكر ذلك اليوم جيدا ... عندما فتحت عينيها .. شعر وكأنها ولأول مرة تفتح عينيها في هذا العالم ...تتذكر جيدا نظرة القلق بعيني ادم واسر ...
وعندما التقت حبيبة رأت نظرة حزن عميقة تحاول اخفائها .. حسنا لقد رأت تلك النظرة بأعين الجميع الجميع بلا استثناء ... عدا ادم الذي دائما الذي لا تستطيع اختراق افكاره لا تلعم بم يفكر او كيف يفكر ... تشعر وكأن هنالك حاجزا كبيرا بينهما .. نعم يهتم لأمرها كثيرا ويقلق بشأنها ... لكن .. لكنها تشعر انه يحاول الابتعاد عنها ... يحاول ان يجعل حاجزا بينهما .. يقضي معظم وقته بالعمل .. ... ويهاتفها في اوقات دوائها ليذكرها بها ويطمئن عليها ... تتذكر جيدا منذ ان خرجت من المشفى اتى بها ادم الى منزله .. كلما طلبت منه ان تزور منزلها الذي كانت تعيش به مسبقا مع والديها .. يرفض بشدة .. لا تعلم سبب رفضه .. بل رفضهم جميعا لهذا الامر ..
استفاقت من تلك الافكار المتضاربة عندما شعرت بهاتفها يهتز معلنا عن اتصال .. فهي كعادتها تضع الهاتف على نظام الصامت ...
فنظرت الى شاشة الهاتف وابتسمت ثم فتحت الخط فسمعت صوتها الرقيق يأتي من الجهة الاخرى قائلة :
"السلام عليكم "
تقى بابتسامة :
"وعليكم السلام .. ازيك يا مرام "
(مرام .. طبيبة نفسية .. تتابع حالة تقى بعد فقدانها الذاكرة ... فتاة صاحبة قامة قصيرة وجسد متناسق .. وعينين بنيتين وملامح رقيقة .. وشعر اسود قصير .. وبشرة قمحية ... محجبة... هادئة الطباع وايضا مرحة .. تشبه تقى في الكثير من الصفات.. ولهذا اصبحتا صديقتين ... تبلغ من العمر 25 ... كانت تقيم وحيدة بالقاهرة اثناء دراستها وبعد الدراسة بعدة سنوات للعمل ثم سافرت الى الاسكندرية لوالديها منذ اسبوعين .. فهي وحيدتهما .. )
مرام بابتسامة :
"الحمد لله بخير .. انتي عامله ايه .. بتاخدي الدواء في مواعيده "
تقى وهي تعبث بصفحات الكتاب:
"امم .. باخده ... "
تنهدت مرام ثم قالت لها :
"بردو مروحتيش للدكتور اللي قولتلك عليه "
تقى بحزن :
"لا .. ومش هروح .. انا اتعودت احكي معاكي انتي يا مرام .. انتي عارفه اني مش سهل اثق في حد .. وبعدين انتي بعتاني لدكتور ..يعني راجل .. وانا مش هقعد اتكلم مع راجل لوحدنا مهما يحصل ..(ثم تنهدت )انا كدا كويسه متقلقيش"
مرام بشك :
"متأكدة "
تقى :
"اه .. متقلقيش"
مرام باهتمام :
"قوليلي بقا ... الصداع والدوخة لسه بيجولك "
تقى :
"اه .. كتير اوي ... و الكوابيس والخيلات عمالة تزيد ... حاسة اني هتجنن .... بتجيلي كتير اوي "
مرام :
"لسه بتشوفي الكوابيس والخيلات نفسها "
تقى وقد شعرت برعدة في اوصالها :
"اه .. بشوف دم كتير ... ايدي متغرقة دم ... وفي دم في كل حتة .. وكل اللي حواليا بيعيطو ... ببقا ماسكه ايد حد .. مش عارفه مين .. بس بيسيبني وبيمشي .. حاسة اني هتجنن يا مرام ...وبشوف لقطات كدا مرة واحدة .. بعدها يجيلي صداع شديد اوي وبحس ان راسي بتلف"
مرام بهدوء:
"طيب .. بتعملي اللي قولتلك عليه "
تقى بخجل :
"احم .. بصرااحة .. من ساعة ما مشيتي .. وانا ملعبتش رياضة خالص .. ورسمت رسمة واحدة بس ... بس بقرأ بس مش بقرأ كتير يعني "
مرام وهي تحاول التحكم في اعصابها :
"طب اعمل فيكي ايه .. ها ... اجي من اسكندرية للقاهرة عشان اجيبك من شعرك .. يا شيخة هتجننيني ... يا بنتي مش قولتلك اعملي الرياضة دي عشان تنشط الدماغ .. واقرأي عشان تفتكري الحاجات اللي درستيها .. وارسمي عشان تفرغي الطاقة السلبية. . قولت ولا ما قولتش .. انتي شكلك كدا عايزاني اقول لجوزك "
تقى بسرعة :
"لا يا حاجة الله يخليلك عيالك ما تقوليلو ... هيديني محاضرة وهيقلب عليا ..و هيزعل مني .. ودا اعوذ بالله قلبته سوده "
مرام بمزاح :
"ايوا بقا يا عم ... خايفة على زعله اوي كدا "
تقى بخجل :
"احم .. في ايه يا ست انتي هتتسلي عليا .. انتي شكلك فاضية وعايزه تتسلي عليا .. (ثم تنهدت )فيه حاجة غريبة ومش طبيعية يا مرام .. اه بيهتم بيا وكل حاجة .. بس .. فيه حاجز هو حاطه مش عارفة ليه .. انا بحس بالامان طول ما هو جنبي ... بس هو بيبعد
... في اوقات كتير بيتصرف ببرود .. بحس ان احنا اصلا متجوزين بالاسم مع وقف التنفيذ "
مرام :
"اكيد عنده سبب... سيبه لحد ما يجي يحكيلك ... المهم انتي قاعدة بتعملي ايه دلوقتي "
تقى بابتسامة وهي تنظر الى الكتاب الذي بيدها:
"بقرأ رواية( ثم لم يبقى احد ) ل اچاثا كريستي"
مرام بضحك:
"يا شيخة ارحمي نفسك من البوليسي دا .. يعني تتفرجيلي على كارتون وقولنا ماشي .. تكتري من كونان وعديناها ... لكن حتى اما تقرأي تقرأي بوليسي لا كدا كتير"
ضحكت تقى بملئ فاهها وشاركتها الاخرى الضحكات ثم قالت لها :
"طب اعمل ايه .. ماما (قصدها مامت ادم ) نامت .. وادم بقاله تلات ايام في الشغل اخر مرة اتصل قالي انه طالع مأمورية ولحد دلوقتي ماتصلش تاني ومش عارفه انام من ساعتها.. وحبيبة اينعم بتشتغل دلوقتي من البيت  بس خلصت شغلها من شوية و نامت هي كمان .. وانا قاعدة زي فرقع لوز لوحدي .. وكلمت حمزة واسر اطمأنين عليهم .. واتكلمت شوية مع فرح ودعاء وندى ... فرح في شغلها ... بس انا قلقانة عليها اوي بتقولي انعا بتحس حد ماشي وراها .. بحاول اطمنها بس انا اللي مش مرتاحة للموضوع دا ..ودعاء في بيتها .. اتجوزت ونسيتنا باين عليها وما صدقت انها اتجوزت من هنا قامت قعدت من الشغل من هنا.. وندى الحمل تاعبها مش قادرة تيجي .... ومحمد خرج من الصبح مع اصحابه وكل شوية يتصل عليا... وشهد ومامتها في البيت اللي مش عارفه هشوفه امتا دا(شهد ومامتها  واسر ومحمد قاعدين في نفس الفيلا بتاعت ادهم )(حمزة وندى ساكنين في شقة حمزة ) ... ف قولت اقرأ شوية .. ونظرا لاني زهقت من الكتب اللي حبيبة كانت جايباهملي عشان اعرف الحاجات اللي انا درساها .. وتقريبا خلصتهم كلهم .. فقولت اقرأ بقا حاجة انا بحبها "
مرام بضحك :
"دا انتي شكلك ها تطأي ... "
تقى بضحك:
"جدا جدااا "
مرام :
"باذن الله اما انزل القاهرة قريب هجيلك اكيد"
تقى بابتسامة :
"ما هو حضرتك معندكيش اصلا خيار تاني انتي هتيجي يعني هتيجي ...(شعرت باهتزاز الهاتف على اذنها فنظرت الى الشاشة فوجد رقم ادم على وضع الانتظار فقالت لمرام بسرعة)مرام اقفلي دلوقتي وهبقا اكلمك تاني .. ادم على الويتنج "
ثم اغلقت الخط واجابت على لتصال ادم قائلة بلهفة :
"ايوا يا ادم انت كويس كل دا ما اتصلتش ليه عملت ايه في المأمورية طمني "
اتاها صوته من الجهة الاخرى قائلا بابتسامة :
"طيب مفيش السلام عليكم ... انا كويس ما تقلقيش ... والمأمورية تمام ..."
تنهدت تقى براحة قائلة:
"الحمد لله .. طيب انت هتيجي امتا"
ادم:
"هروح اسلم تقرير عن المأمورية وبعدين هروح الشركة هخلص شوية اوراق و هرجع على البيت.. خدتي الدواء؟"
تقى بابتسامة:
"اه الحمد لله "
ادم :
"ماما صاحية ولا نايمة "
تقى:
"نايمة هي وحبيبة .. انا طلعت بقا عندنا وقاعدة اهو "
ادم :
"تمام .. خلي بالك من نفسك لحد اما اجي "
تقى :
"حاضر .. ا..انت كويس؟"
ادم بتعجب:
"اه كويس... اشمعنا"
تقى :
"مش عارفه حاسه ان فيك حاجة "
ادم بابتسامة هادئة:
"متقلقيش انا تمام .."
تقى بابتسامة:
"ماشي خلي بالك من نفسك .. مع السلامة"
اغلق كلاهما الخط ثم تنهدت ونهضت لأداء فرضة الظهر ...
_______________________
في قسم العمليات الخاصة
بعد ان انهى ادم مكالمته معها نظر اليه حازم قائلا :
"مقولتلهاش ليه انك متصاب عشان ماتتخضش اما تشوفك "
ادم بسخرية:
"دا انت قاعد رامي ودنك معانا بقا .. وبعدين دي اصابة سطحية في الدراع يعني مش حاجة ... ولو قولتلها دلوقتي هتبقا قاعدة على اعصابها "
حازم بابتسامة :
"ما تقولها انك بتحبها وريح نفسك وريحها.. وبلاش تكابر عشان متضيعهاش بإدك وتندم بعدين يا صاحبي"
تنهد ادم ثم قال وهو ينظر امامه بشرود:
"محتار يا حازم .. لاول مرة في حياتي مش عارف اخد قرار ...خايف اقولها واربطها معايا وتندم هي بعد كدا  "
حازم:
"يا عم قولها وسيبها على الله .. دي مراتك مش مصاحبها يعني"
ادم بغضب:
"ما تلم نفسك يا عم حازم ايه مصاحبها دي "
حازم بضحك:
"يا عم مش قصدي حاجة وحشة والله "
ادم ببرود وهو يسند ظهره على الكرسي بأريحية و ينظر اليه بطرف عينيه :
"ماتقدرش اصلا تقول حاجة وحشة .. امال فين يوسف"
حازم:
"بيحضر التقرير اللي طلبته "
دلف يوسف الى المكتب ويبدو عليه علامات الارهاق واعطى ادم ملفا وقال له:
"التقرير اهو يا ادم ... ابوس ايدك بقا عاوز اروح بيتنا انام احنا شغالين من امبارح مفصلناش"
ادم وهو يتفحص الملف :
"ما تنشف ياض قربنا نخلص اهو .. احنا ما صدقنا قبضنا على عمر متلبس ... "
يوسف:
"بس بردو معرفناش نجيب الناس اللي وراه ومشغلينه"
ادم بسخرية :
"ولا كنا هنعرف ... طول ما احنا ماشيين بدماغ حد تاني مش هنعرف نجيبهم .. عمر كان متوصي عليه من فوق عشان يرجع الادارة ... وبعدين الخطة اللي كانو حاطينها كانت خطة غبية متنفعش في اي حاجة ... (ثم نظر الى يوسف نظرة ثاقبة )الا قولي .. بقالك اكتر من شهرين كل يوم بتروح الحضانة تجيب ابن اختك من هناك .. ايه خلاص بقيت فاضي للدرجة دي"
يوسف بابتسامة بلهاء:
"لا .. تقريبا وقعت على جذور رقبتي .."
ادم بحزم :
"شهد.. مش كدا ؟! بقولك ايه .. ابعد عنها احسنلك .. دي مش شبه الاشكال اللي انت تعرفها "
يوسف:
"يا عم يعني هي مدياني ريق حلو ... دي كل ما تشوفني يركبها ميت عفريت وتركبلي الوش الخشب"
ادم:
"تستاهل ... لو عرفت انك ضايقتها في حاجة مش هحلك ف تلم نفسك كدا ها"
يوسف بغمزة :
"من عيني ..مش هتسمع غير كل خير ... المهم بالنسبة للأشكال اللي اعرفها ... فاكر شلة البنات اللي قابلناها "
ادم بتذكر وهو يتصفح الملف:
"اه .. من اسبوعين تقريبا "
يوسف بضحك:
"هو انت مبتنساش ابدا .. المهم كل واحدة فيهم كلمتني من ورا التانية وقالتلي انها معجبة بيك يا محطم قلوب العذارا .. وطالبين رقمك ايه النظام يا كنيج ...مش كل ما واحدة من صحابي تشوفك تعجب بيك .. كدا مش هينفع انا شكلي بقا وحش "
نظر له ادم نظرة نارية وقال له حازم :
"فكك من ادم خالص... لاحسن هيقوم يحطمك انت شخصيا "
يوسف بخوف:
"لا يا عم وعلى ايه ... طب اقولهم ايه ... انا هديهم الرقم و انت يا ادم اتصرف معاهم "
ادم بصوت جهوري:
"يوووووسففففف ..... اتلم احسنلك "
يوسف بضحكة متوترة:
"يا عم ما تزوقفش انا بهزر معاك متبقاش قفوش كدا ...(ثم ضرب رأسه بتذكر )يا خبر ابييض .. اللواء كان طالبك في مكتبه .. نسيت اقولك "
نهض ادم من على كرسيه ونظر ليوسف بغضب مكتوم :
"حسابنا بعدين"
ثم اخذ الملف وتوجه الى مكتب اللواء ...
__________________________
في شركة المنذر فرع الهندسة المعمارية
في غرفة الاجتماعات كان حمزة وسيف يعقدون اجتماعا مع اسر كونه اصبح المسؤل عن شركة ابيه ... ليقيموا عقد شراكة بين شركة المنذر للهندسة المعمارية وبين شركة الادهم.....
حمزة بضجر :
"طيب انتو الانين هندسة معمارية انا مالي بقا ... هتعملو اجتماع ولا لا انا اصلا تخصص هندسة تكنولوجية "
اسر بهدوء:
"مينفعش نعمل عقد شراكة غير بوجودك وبإمضتك  ... انت نسيت انك شريك في الشركة وليك جزء فيها ... "
حمزة بتساؤل :
"طيب والجزء بتاع حبيبة وتقى ومحمد "
اسر بجدية :
"تقى وحبيبة عاملينلي توكيل .. ومحمد انا وصي عليه .. "
سيف:
"ادم على وصول عشان يحضر معانا الاجتماع كمان "
حمزة :
"طيب تمام كدا ..يلا شوفو هتعملو ايه "
_____________________
مجهول2 بغضب:
"يعني ايه الشحنة اتمسكت .. والملاين اللي دافعها .. راحت في الهوا "
مجهول 1 بتوتر:
"يا باشا اصل ..."
مجهول 2 مقاطعا :
"لا اصل ولا زفت .... ما انت مشغل بهايم ... واللي اسمه عمر دا عرف يهرب ؟"
مجهول 1 بغل:
"ل..لا يا باشا ... ادم مسكه "
مجهول 2 بغل وصوت يشبه الفحيح:
"اااادمممممم .... حسابه تقل اوي معايا ... اقفل .. اقفل دلوقتي خلينا نتصرف في المصيبة دي "
____________________________
عاد ادم الى منزله وتوجه الى غرفة والدته ليطمأن عليها فوجدها نائمة .. فتوجه الى غرفته وفتح الباب بهدوء .. فنظر داخل الغرفة فلم يجدها فتوغل داخل الحجرة فوجدها تجلس في الشرفة تقرأ بإحدى الكتب .. فاقترب من الشرفة وقال بابتسامة:
"السلام عليكم"
التفتت تقى بابتسامة وعندما رأته شهقت ووضعت يدها على فمها ونهضت متجهة اليه بسرعة ثم قالت بقلق وصوت مضطرب :
"ا..ايه اللي حصل ... ايه اللي جرح دراعك ..مش انا سألتك فيك حاجة قولتلي انك كويس "
ادم بهدوء وهو يضع يده على رأسها كأنها طفلته المدللة :
"طيب اهدي طب .. محصلش حاجة .... دا خدش بسيط واحنا بنشتبك بس ...ماتقلقيش"
تقى بلوم:
"طيب مش انا قولتلك تخلي بالك من نفسك ...وانت وعدتني ... "
ادم بابتسامة وهو يحتضن وجهها في كفه :
"الحذر لا يمنع قدر .. مش انتي اللي دايما تقوليلي كدا ...  "
اومأت برأسها ثم قالت له بابتسامة:
"طيب ادخل خد دوش وغير على ما انزل اغرف واصحي ماما وحبيبة "
اومأ ادم بابتسامة هادئة فهو يعلم انها تحب ان تحضر الطعام لهم بنفسها رغم وجود الكثير من الخدم تحب ان تهتم بتفاصيل حياته بنفسها.. فتوجه الى دولابه فسبقته هي اليه وفتحته ليظهر صف كامل من ملابس ادم من مختلف الماركات العالمية وجميعها بلا استثناء من اللون الاسود فنظرت اليه ثم عاودت النظر الى الثياب واخرجت له تيشيرت قطني بنصف اكمام يظهر عضلات بطنه وذراعيه كثائر ملابسه... وبنطال قطني ودلفت الى الحمام ووضعتهم به وهو يراقبها ويراقب تحركاتها وايمائاتها اللاارادية وهو يبتسم بحب ... خرجت من الحمام فنظرت له بابتسامة متعجبة لابتسامته وقالت:
"مالك بتضحك على ايه "
اقترب ادم منها ببطئ فتراجعت بدورها بتوتر حتى اصطدمت بالحائط خلفها فوضع ذراعه السليمة على الحائط جانبها محتجزا اياها ولم يكن هناك فاصلا بينهما سوى سنتيمترات قلة ... فنظرت له بتوتر ووضعت يدها على صدره بحركة لا ارادية لابعاده ولكن هيهات ... ففارق الطول والحجم بينهما كبير ...
فاقترب برأسه من رقبتها واشتم عبيرها ثم ابعد خصلات شعرها الغجري وقال بصوت هامس بجانب اذنها:
"انتي بتعملي فيا ايه ... انتي بتخلي ادم المنذر ميشوفش حد غيرك ...حتى لو حواليكي ناس مش بشوف غيرك.. بتخلي ادم المنذر المعروف ببروده وقسوته مش على بعضه اما بيشوفك (ثم تتهد قائلا) ... انتي بتجننيني .. "
ثم طبع قبلة طويلة على خدها وتركها مكانها تنظر الى الفراغ بذهول وتضع يدها محل قبلته ووجهها بأكمله اصبح بحمرة الفراولة من شدة الخجل ودلف الى الحمام ... ظلت عدة دقائق على هذه الحالة .. لم تستوعب ما فعل او ما قال حتى ... توجهت بخطى بطيئة الى الفراش وجلست عليه ووضعت يدها على قلبها لتهدئة دقاته التي اصبحت تقرع كالطبول ..ولا زالت على تلك الحالة ... هي حقا لا تصدق ما قاله ... حقا سيصيبها بالجنون ذلك ال ادم ...
لحظة... الم يحدث هذا قبلا .. ذلك الموقف قد حدث مسبقا .. ولكن .. كان بمكان مختلف .. مكان غريب .. وضعت يديها على رأسها وبدأت بالضغط عليها ... لقد بدأ ذلك الصداع يداهمها مرة اخرى ... تلك الخيالات ... ترى نفسها في مكان غريب ملئ باللوحات ... ادم يحتجزها بين ذراعيه ويهمس بشئ ما بأذنها ... كل شئ يبدو مشوشا ... اغمضت عينيها وانكمشت ملامحها بألم وتأوهت بصوت خافت ...
فتحت درج الكومود بسرعة وأخرجت ذلك المهدء الذي وصفته لها مرام وتناولته .. ظلت عدة دقائق على تلك الحالة .. تدلك رأسها علها تهدأ قليلا .. حتى بدأ ذلك الدوار يتلاشى تدريجيا ... ولكن ظل الم رأسها مستمرا .... توجهت الى دولابها واخرجت اسدالها وارتدته وتوجهت الى الاسفل .. فوجدت حبيبة قد سبقتها بالفعل الى المطبخ ..
تقى بدهشة :
"انتي صحيتي امتا يا بوسي "
حبيبة بابتسامة:
"من شوية اهو .. سيف كلمني قالي انه في الطريق ... فنزلت اغرف عشان ناكل .. كنت لسه هطلع اناديليك انتي وادم وماما .."
تقى بابتسامة :
"طب انا هطلع اصحي ماما على ما تخلصي "
______________________
كان حمزة في طريقه الى منزله عندما هاتفته ندى ..
حمزة بحب وهو يضع سماعة البلوتوث في اذنه:
"الو .. وحشتيني يا ندايا "
ندى بابتسامة:
"وانت وحشتني اوي اوي اوي ... انت اتأخرت كدا ليه انة قاعدة مستنياك "
حمزة بضحك:
"وانا بردو اقدر اتأخر على روح قلبي ... انا في الطريق جاي اهو"
ندى بدلع:
"طيب ممكن اطلب منك طلب صغنن اد كدا "
حمزة :
"عيوني"
ندى:
"احم .. ممكن تجبلي بطيخ وانت جاي ... دا مش عشاني دا عشان النونو"
حمزة بضحك:
"عيوني للنونو وام النونو .. ها حاجة تانية"
ندى بحب:
"متحرمش منك .. ما تتأخرش بقا مع السلامة"
حمزة بابتسامة:
"مع السلامة"
____________________________
عاد سيف الى المنزل واجتمعت الاسرة حول مائدة الطعام ... كان ادم ينظر الى تقى بين الفنية والاخرى ويغمز لها دون ملاحظة احد وكلما لاحظته توهجت وجنتيها خجلا ...ولم تخلُ الجلسة من مشاكسة سيف لحبيبة ...
بعد ان انهى الجميع طعامهم قال ادم بهدوء:
"في حاجة مهمة لازم تعرفوها "
انتبه الجميع لما يقوله ادم فاردف قائلا:
"جاتلي النهاردة اوامر بإني هتنقل الاسكندرية بعد يومين .. عايزكو تجهزو نفسكو للسفر لاني مش هينفع اسيبكم هنا .. "
______________________
توقعاتكم للأحداث اللي جاية 😘🔥🔥

غصب عني❤
بقلمي:تقى وائل.

غصب عني ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن