بقلم نهال عبد الواحد
- جئتُ لأعرض عليكم أمرًا لا خيار فيه وإلا فسينتهي كل شيء!
هكذا أهدر عبد العُزّى وهو يقهقه بسخرية عندًا في زبيدة، فتساءل أوس بفرغ صبر: ترى ما هذا الأمر؟!
قالها ثم زفر بضيق، فتابع عبد العُزّى: وضعكم!
فضيق أوس عينيه وأومأ برأسه بعدم فهم، فأكمل: بوضوح هل ستستمرون في هذا الطّريق؟ أقصد دينكم الجديد!
فزفر أوس ثم قال: هذا الأمر ليس موضع للنّقاش من الأساس.
فصاح عبد العُزّى: بل هو هكذا! إنه سمعة العائلة والقبيلة بأسرها، ولن يقبل أحد ديانتكم هذه.
فاشتدت عينا راحيل بالغضب لكنها استدارت عنه ونظرت إلى زوجها الذي أردف: لا يهمنا إن قبل أحدهم أو لم يقبل؛ لا إكراه في الدّين قد تبيَّن الرشد من الغَي.
فضيق عبد العُزّى عينيه ثم تساءل: ماذا تعني إذن؟
فصاحت زبيدة: يقصد أن أمر الدّين هو شأننا نحن وليس غيرنا، لن نجبر أحدًا أن يصبح مثلنا، من أراد فمرحبًا به ومن أعرض فليس لنا من الأمر شيء، بوضوح لكم دينكم ولنا ديننا.
فقال عبد العُزّى: إذن هذا خياركم!
فأجاب أوس بجدية: أجل!
فتابع عبد العُزّى يرتسم على وجهه ابتسامة انتصار مريبة: إذن لا مكان لكم بيننا.
فأهدر أوس بصدمة: ماذا؟!
تابع عبد العُزّى: فلتهاجر أنت وهذين وحدكم...
قالها يشير بسبابته نحو عُمير وعمّار، وأكمل: دون أي شيء لا مال أو دواب، أما عن زوجك فهي ابنتي وستظل معي وأمك صارت ملكي.
فصاح أوس بغضب: ماذا؟! كأنّك فقدت عقلك!
وهنا نهضت راحيل وصاحت في وجهه: أنت لم تكن يومًا أبي لتتحكم في.
فصاح فيها عبد العُزّى: أتنكرين أبوتي يا لعينة!
فتهكمت قائلة: أبوة! إن الأب ليس من يقذف بنطفته داخل رحم الأم فحسب، إنما هو من يربي ويعلّم ويؤدّب ويصادق، وأنت لم تفعل أي شيء، فقط أردت التّخلص مني ودفني حية.
فسخر عبد العُزّى قائلًا: وها قد رأيتُ هذه التربية الحسنة!
فتابعت راحيل: أبي عمارة لم يربيني ويحسن تأديبي فحسب، لكن أيضًا جعل مني فتاة قوية لا تخشى في الحق لومة لائم، ولن تخضع لأحد، ولن تمنعني عن زوجي، فإن رحل فسأرحل معه.
فصاح أوس: عن أي رحيل وهجرة تتحدثين؟ هذا بيت أبي أجلس فيه وأتمتع بملكه، ولا شأن لك ولا حق لك من الأساس.
فقال عبد العُزّى: إذن سأطوف بين أهالي البلدة وأقلّب القوم عليكم، فتجدوهم فوق رؤوسكم ولن يتركوكم أحياء.
أنت تقرأ
By : Noonazad. ( إلى طريق النجاة )
Spiritualسنرجع للوراء مئات السنين إلى زمن الجاهلية وصدر الإسلام، كانت أسوأ شيء يخطر ببال أبيها وكثيرًا ما خشى أن يتحقق، نوى قتلها بلا ذنبٍ اقترفته سوى أنها جاءت أنثى. هربت بها أمها لتنجو بها... وتدور أيام وأيام وأحداث وأحداث... إلى طريق النجاة. ملحوظة...