(34)

430 28 67
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

طالت حملقتهما وتعلُّق عينيهما كلًا نحو الآخر ثم انحنى نحوها وقبّل جبهتها بعمق فارتجفت ومدت يديها تنوي دفع جسده ليبتعد عنها لكنها أسندتهما على صدره باستراحة ثم أرخت رأسها على صدره وتنفست بعمق، كان يشعر بأنفاسها المتوترة تعبث بصدره من خلال الفتحة الطولية في ثوبه من أعلى.

وبعد قليل ابتعدت عنه في حالة من الارتباك والتّوتر؛ لا تصدّق نفسها كيف استسلمت له بين ذراعيه بهذه السّرعة، خاصةً مع تسارع ضربات ذلك الكائن بيسارها، فلم تعتاده يرجف إلا من الرّعب.

فركت يديها بعضهما ببعض ونظرت لأسفل على استحياء تفكر في طريقة تتخلص فيها من حرجها الشّديد تحت نظرات أوس المستمتعة بهيئتها، والسّعيد من أنه استطاع أن يزعزع مشاعرها ويؤثر في قلبها ولو للحظات.

رأت أن تذهب لتعد نفسها لتلك الرّحلة الصّغيرة، تحركت بلهو بطريقة الحجل المتبادل مثل الأطفال ويعتلي ثغرها المنمق ابتسامة السّعادة، لا تدري لماذا تحركت بتلك الطريقة العبثية، ربما لتغطي على خضوع مشاعرها له ولو للحظات، أو ربما لسعادتها الحقيقية التي أعادتها طفلة صغيرة تقفز بتبختر عندما يسعدها أمرٍ ما.

كان يتابعها بناظريه ويتأمل حركاتها الطفولية العفوية، يشعر بها فراشة تحلق في حديقته، يتمتع بجمال هيئتها وتناسق حركتها.

وقبل أن تصل إلى صندوق ملابسها توقّفت وتذكّرت أمرًا ما، ثم قضمت شفتها السّفلية وتراجعت، وكان لا يزال أوس يتابعها فلما رآها تتراجع في خطواتها شبّك ساعديه أمام صدره؛ يشاهدها.

تحركت فيروزيتاها تبحث عن شيءٍ ما حتى وجدته فتحركت حتى وصلت إلى إبريق الماء وطست جواره، حملتهما وتحركت نحوه فتحرّك واتجه نحو الفراش وجلس مبتسمًا بإعجاب.

وضعت الطست أمامه وانحنت قليلًا تصب الماء ليغسل يديه ووجهه، وكلما انحنت تدلّى إحدى كتفيّ ثوبها فتكشّف كتفها ومقدمة صدرها فتمد يدها بسرعة لترفعها بارتباك شديد فينسكب بعض الماء أرضًا.

كان أوس يتابع ربكتها بتسلية ويحاول كتم ضحكاته، ثم يتعمد أن يحملق في مفاتن جسدها ليشاكسها، فازداد توترها لدرجة الغضب ثم لحظ شفتيها تتمتمان بسبابه فضحك.

وبعدها أحضرت له عباءته ثم عطره ترشه على كتفيه ثم يديه فيفركهما معًا ثم يمس بهما شعره ولحيته، وبعدها أحضرت عمامته فارتداها، فشردت قليلًا متذكرة ذلك المشهد بحذافيره بين عمارة ويوكابد والذي دائمًا ما يكتمل بقبلات حارة لكنهم كانوا يخرجون مسرعين قبل أن يقدمها عمارة ليوكابد، فتخضبت وجنتيها عندما فكرت في هذا الاحتمال.

لكنها سريعًا ابتعدت وأحضرت له حزامه معلّقًا فيه سيفه فأخذه منها وارتداه وضبطه، لم تستطع منع نفسها من مراقبته؛ فهو أيضًا يتمتع بقدر من الوسامة والجاذبية، لكن سرعان ما أخفضت بصرها وهمّت أن تتحرك مبتعدة إلا أنه لحق بها وطوّق خصرها يقربها نحوه ثم قبّل جبهتها مجددًا فازدادت ربكتها وخفقان قلبها أكثر.

By : Noonazad.      ( إلى طريق النجاة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن