Hello🍁
170كومنت+100فوت=ep34
استمتعوا🍂
-------------✏
قبل صباح تقديم المشروع بثمان ساعات...رجعت لاليس لمنزلها وأخيرًا في منتصف الليل بعد مدة طويلة من غيابها...دخلت ذلك القصر المظلم بهدوء..تمشت في ارجاء المطبخ تبحث عن ما تأكله..فتحت الثلاجة لتجد علبة بيتزا متموضعة على احد الرفوف الباردة..يتمركز فوقها ملصق مكتوبٌ عليه "كلي هذا!...جونغكوك"..كما هو متوقع من الرسالة فقد كانت من طرف كوك..حتى مع كون عواطفه متذبذبة هذه الايام إلا انه يهتم بها..شقَّتْ وجه ليسا المتعب ابتسامة سطحية..اخرجت العلبة المزعومة..وضعتها فوق الطاولة ثم جلست بعدها..لتبدأ في القضم من حصتها بهدوء..مرَّت ثواني من الجو الممل في ذلك المكان ذو الضوء الخافت..امسكت جهاز التحكم بتلفاز المطبخ ..ضغطت على الزر الرئيسي حتى اضاءت شاشته.."ومن المتوقع فإن مجموعة جيون تستعد لإطلاق اضخم مشروع للأزياء سيعقد في سيئول ومع رقم قياسي كعادتها، وأيضا وردنا ان عارضة الازياء الامريكية الكورية ذات الاصول التايلندية لاليسا مانوبان ستترأسه وستعرض بضعة ازياء فيه، سيكون خبرا رائعا لمعجبيها.." كانت ثرثرة المذيعين نفس الشيء في كل القنوات الاخبارية والترفيهية التي اخذت تقلب بينها.."يبدو انَّ القسم الاعلامي نشر الخبر" تكلمت ليسا مع نفسها بينما تضغط على زر الاطفاء..عندما اختفى نور التلفاز ..شربت كوبًا من الماء..التقطت حقيبتها من الكرسي..لتأخذها قدميها نحو غرفتها..حيث كانت تفرك شعرها من شدة تعبها..فتحت باب غرفتها ليواجهها الظلام الدامس..وزوجها الذي كان ينام فوق السرير كعادته..لم تُعِر الموضوع اهتمامًا..مشت بهدوء في الارجاء..وضعت حقيبتها بهدوء..لم تكن لديها القدرة للاستحمام..لذلك نزعت قميصها الطويل بهدوء..لتبقى في قميصها الداخلي الخفيف..بعد ذلك دخلت تحت لحاف سريرها...كان جونغكوك ينام مستقيمًا معانقًا وسادته لذلك فقد قامت تلك المتعبة بحشر نفسها فوق ذراعه والنوم مع شعرها الفوضوي..إستفاق جونغكوك تلك اللحظة متفاجئًا..عدَّل وضعيته لشبه جلسة كي يعدل على وضعيتها اولا وحتى لايقع رأسها من على ذراعه ثانيا..شدَّدَ على عناقها وضمها حيث كانت هي من جهة اخرى تعانق خصره..."هل انتِ متعبة؟" همس متسائلا بينما يزيح خصلات شعرها من على وجهها.."اممم" ردَّت لاليس كاستجابة نعم وهي مغمضة لعينيها...اخذ يقوم بتغطيتها جيدًا بهدوء بعد ان اومأ لها..عندما وقعت في نومها بالفعل..كان جونغكوك لا يزال يُرَبِتُ عليها بهدوء حتى لا تستيقظ..فقد اصبحت لها عادة الاستيقاظ كل عشرين دقيقة من اجل المشروع وماشابه..ومن ناحيته فقد بَقِي يتأملها طوال تربيته عليها..حتى انَّ النوم ذهب من عينيه بعد رؤيتها رغم كلامه السابق وقسوته عليها...لتستمر تلك الليلة هكذا...
"ليسا".."ليسا".."أيتها الجميلة ألن تستيقظي؟" كان جونغكوك ينادي بهدوء على تلك النائمة بينما يحرك يده في ارجاء وجهها بهدوء أكثر بعد أن حلَّ الصباح وسطعت شمس سيئول..يبدو انه نسيَ كل شيء بمجرد رؤيتها والتصاقها فيه.."أمهلني خمس دقائق فقط وسأكمل العمل" اجابت بخمول وتعلثم..ولازالت نائمة بعد كل هاته المحاولات...ابتسم رجلها لينطق مستخفًا "هه! العمل حتى في احلامك؟"..ثم اكمل مضيفًا "حان وقت نزولي للركض انهضي من ذراعي او سأترككِ ترتمين" نبس الرجل عاري الجزء العلوي الذي يتموضع رأسها على ذراعه.."اتركوني انام براحتي ولو لليلة" اردفت مؤفئفة بانزعاج..اخذت تفتح عينيها ببطئ بعد حرب مع اشعة الشمس..لترى ذلك الوجه الوسيم الذي يقابلها.. تكلمت بعد توقفها من الرؤية "كوك!"..نسيت انها في غرفتها حتى..كانت تظن انها لازالت بعيدة..فجأة دون سابق انذار..حاوطت يداها رقبته..لتسحبه اليها..مفاجئةً إياه..عانقته نابسةً "لقد اشتقت لك حقا"..لم يعرف الآخر ماذا يرد..قام بمبادلتها العناق..العناق الشديد الذي جعل من يديها تخدش ظهره ذو البشرة الطحنية من شدة قوة تشبثها...العناق الطويل الذي استمر لدقائق معدودة..كانت متمسكة به بشدة حتى انه خضع لذراعيها التي تضمه.."ليسا! هل تعلمين انه لم يبقَ وقتٌ على الفطور" همس بعد ان انزل عينيه من الساعة الرقمية الموجودة على منضدته الليلية..."كم تبقى تحديدا؟" تساءلت بعفوية.."ربع ساعة" ردَّ بابتسامة سطحية..ابعدت يديها بسرعة..شهقت قائلةً "انه يوم الافتتاح!" لتتوجه الى حافة السرير ..نزعت ملابسها بسرعة لتدخل الى الاستحمام..أمّا الوحيد الباقي في الغرفة فوق السرير..استلقى رافعًا يده الى الاعلى..بقي محدقًا في يده الواجهة لخلفية السقف الضبابية متنهدًا "أين الكلام الذي كنت ستقوله لها أم انَّ رؤيتها تُنسيك في كل شيء"..اكمل مبتسمًا باستخفاف "اصبحت بسيطًا حقا يا كوك"..نهض بعدها حاملًا منشفته..أخذ يلعب بها محركًا ذراعه المخدر الذي استلقت عليه..خرج ليستحم في حمامٍ آخر في النهاية...
اليوم هو يوم خاصٌ جدًا بالذات...عندما نقول انطلاقة شركة في مجال جديد..هذا يعني انطلاقة خاصة للغاية..فريدة للغاية...نادرة..متميزة..فخمة!.. إن لم تجمع بين هذه الصفات..فمصيرك الفشل..باختصار إن كانت كغيرها فأنت تلعب بالنار...وتدريجيا ستحرق نفسك..وستحرق من معك....هذه المفاهيم كانت طوال الشهر تلعب في فصوص مختلفة من عقل بطلتنا طوال فترة الاستعداد..جيون ليسا!..ببساطة كانت آمالها ومعاييرها فيما تصنع عالية كالعادة..ارادت صُنع فضاءٍ للازياء..سحق الشركات المعادية..الحصول على جوائز رسمية..والجائزة الكبرى افضل شركة مسؤولة..والتي ستذهب لمجموعة جيون...هكذا وعدت الجد جيون!..
بالعودة لحياة القصر..فقد ذهبت لاليس أولًا هي وفريقها..تاي.بيكهيون..جيني ..وباقي فريق الشركة..الى القاعة التي ستعقد فيها الانطلاقة..لتفقد الانوار..التصوير..العارضين..المسرح وماشابه...بالنسبة للسيد جيون واخوته فقد ذهبوا لتحية العملاء..والتجهز...
"ليسا! ستعرضين عشرين فستان صحيح؟ على كل انهم في غرفة مختلفة عن العارضات الأخريات" تحدث مدير التصوير والتنظيم جيون بيكهيون الحامل في يده الاوراق لتلك التي تهتم بإجابة مرؤوسيها..."حسنا بيك! شكرا!" اجابت صارخة بينما لم تُزح عينيها من اوراقها..."عفوا" ذهب في طريقه بعدها ليصادف المستند على جدار المسرح تايهيونغ "عشرين فستان! من الصعب حقا عرض موسم كامل من الازياء" تفوه تاي بإعجاب..جلس بيكهيون بجانبه ناطقًا بتنهد "سنتخلص منه قريبًا" ...
بعد ساعة على أقل تقدير من الاجواء الهادئة فكل شيءٍ جاهز...تجمَّع رُوَّادُ الازياء العالميين...فنانين كوريا..ايقونات الازياء للبوب الكوري...رؤساء الشركات..المدراء...عارضات المجلات العالمية...ممثلات وممثلين..لأكبر حدثٍ كوريٍ للازياء..وطبعًا بواسطة دعوات رسمية...ولاننسى بكل تأكيد..كاميرات قنوات البث الاخبارية سواءً محلية او دولية...
على تِلك الكراسي في المقدمة..كان يجلس جونغكوك بجانبه كرسي شاغر لزوجته خاطفة قلبه..من الجوانب كراسي إخوته وكرسي تاي والجد جيون في المنتصف..وراءهم يقف نامجون مع باقةِ ازهارٍ حمراء...اثناء تلك الاجواء المظلمة...تسلطَّت الاضواء البيضاء على المسرح الضخم ذو التصميم الفريد..خطفت الأنظار كُليًا..حتى اصبح المكان هادئا بشكل رهيب بعد ان كان مليئًا بالضوضاء...أخذت التصفيقات جزءًا من الوقت ولكن توقفت بمجرد ارتفاع صوت الموسيقى التدريجي..من لحن هادئ الى لحن ملحمي يتقدمُ على إثرِه اول فُستانٍٍ مصمم من طرفِ أميرتنا..مع خطوات صاحبة الجسم التي تعرضه كانت ارضية المسرح تتماشى معها بخطوات مظللة بصيغة 3D بصُحبة اللحن الإيقاعي و الاشكال المضيئة في الهواء المفعولة بواسطة التكنولوجيا..وكل هذا لنؤكد مدى عظمة المسرح لوحده!..كانت الفكرة كالتالي..سيتم عرض الفساتين الاولية بواسطة عارضات الشركة..نأتي الى المنتصف حيث تظهر لاليسا مانوبان العارضة العالمية قبل ان تكون هويتها كمصممة لتزيِّنَّ ذلك المسرح...بالتأكيد مع اختلاط تصميمات اخرى لتوضيح الخطة!...مضت الدقائق المعدودة من ابتداء الافتتاح..كُلُ فُستانٍ كانت له قَصَّة فريدة من نوعها..تناسق مذهل بين الالوان...وكلُ واحدٍ فيهم أخذَ حقَّهُ من انوار كاميرات الهواتف و كاميرات التلفزة...تغير لون المسرح الى اللون الازرق السماوي..لتُطل اميرتنا بفستان كلون البحر مع موسيقى هادئة..استولت على جميع الانظار وعلى جميع انوار الهواتف..حتى زوجها تفاجأ من كمية الاضواء المسلطة عليها.."تاي! الكل هنا يعلم انها زوجتي صحيح؟" حمحم كوك مُكلمًا صديقه الجالس جنبه بصوت غير مسموع.."طبعًا، الكل يعلم!" ردَّ تايهيونغ بعدما وضع عينيه على ما يُرَكزُ فيه صاحبه..."إذا هل لكَ ان تقول لي لما يصورون ساقيها هناك" تحدث جونغكوك بملامح غير راضية تحت لحن الموسيقى الملكي و سير ليسا البطيء والمُتقن..أخذ تاي يُحدقُ بشكل جيد ليرى في ظلمة الكراسي..تكلم بعد ذلك "أتقصدُ اولئك الشباب، انهم مراهقين لاعليك منهم".."مراهقون؟" قال بطلنا بابتسامة جانبية متكلفة.."لا تقلْ لي انَّك ستضع عقلك بعقل مراهقين!" نبس تايهيونغ مستخفًا بقلق ولكن قاطعه رفيقه بتصرفه الطفولي المتوقع..حيث حرَّك يده مناديًا سكريتيره الواقف وراءه.."نعم سيد جونغكوك؟".."اترى اولئك الخمسة في المقدمة هناك؟" اردف جونغكوك..ركزَّ نامجون ليُجيب "نعم!؟".."إسحبْ منهم الهواتف عند انتهاء العرض، اكسروا هواتفهم وعوضوهم بالمال بعد ذلك"..اكمل مضيفًا "وإن رأيت اشخاص يُصورون تحت الفساتين التي ترتديها السيدة جيون افعل نفس الشيء " هذه كانت جملة الرئيس جيون و تصرفه الطفولي الذي قلق منه تاي..استجاب نامجون..تكلم مع حراس البوابة من سماعته الكلاسيلكية لينفذوا الاوامر.."يا الاهي! لا اصدقُ تصرفك هذا انهم اولاد ثانوية فحسب" تحدث العارض الوسيم كيم تايهيونغ مُبديا رأيه بتصرف صديق طفولته..رمقه جونغكوك لمهلة ثم اضاف بنبرة شبه عصبية بهدوء"صحيح! لولا انهم اولاد ثانوية لأبرحتهم ضربًا انهم هنا لرؤية عرض الازياء وليس ما تحت فستانها" ..ضحك تاي ضحكة مكتومة..حمل قارورة مياهٍ من الطاولة..مدَّها الى صديقه بابتسامة ساخرة "اهدأ ايها الغيور"...استلم جون القارورة ..نطق بتكلف "شكرا"..واكمل شاربًا ماءهُ مُحدقًا في المجموعة التي لازالت تلتقط الصور وتتغزل بعارضتنا...مضى وقتٌ طويل..وسط تلك الاجواء الخيالية..روعة المسرح..روعة الفستاين وتميزها..انذهال الجميع بتصميم الموقع والتصميمات..فِعلاً ايقن الجميع كم ابدعت هذه اللاليسا...اثناء هذه المُدة كانت ليسا قد عرضت الفساتين المخصصة لها بمختلف القَصَّات والالوان...اعطت الفساتين قيمةً اكبر بجمالها وجمال جسمها..وزيَّنت المسرح بوقفتها وطلَّتها وابتساماتها وغمزاتها في الارجاء..حتى طريقة سيرها الواثقة التي نسيناها...بعد ان انتهت من آخر فستان لها ..إرتدت ملابسها الانيقة المخصصة لهذا اليوم...لتذهب الى كرسيها بجانب زوجها وسط الحضور بعد ان قامت بتحية موظفيها وراء الكواليس...جلست تحت تحيّات ومدح رجال الاعمال والعائلة وغيرهم من الطبقة المخملية من الحضور...جلست وهي تتنهد نابسةٌ بابتسامة "إذا ما رأيكم؟"..بقيَّ كوك صامتًا بينما يرشف من قهوته ويرمق بعيدا مُهدئًا اعصابه.."جيد جدًا! ابدعتي كالعادة يا رئيسة" قال كيم تايهيونغ بنبرة مادحة.."شكرا تاي! كله من مساعدتك" اجابت لاليس..رمقت وجه كوك بعد ذلك..لتومئَ بعينيها لتاي متسائلة..رفعَ تاي اعينه كاستجابة لا اعلم بينما يشرب ماءه..هكذا هم! يتحدثون لغة الاعين !...اخذت بطلتنا راحتها في الجلوس عند مرور ثواني..وضعت رِجلًا فوق الاخرى.."إذًا؟ كوك مارأيك؟" تساءلت بابتسامتها الجذابّة...استعاد جونغكوك انتباهه..اردف بهدوء رافِعًا حواجبه "جميل للغاية! يبدو انَّ تعبكِ لم يضع سدًى" ..استغربت ليسا من ردة فعله الباردة..تكلمت بنبرة متعجبة "ما ردة الفعل هذه؟ مابكم ؟ لما وجهك متجهم هكذا".. تدخل تاي في الحديث..بعد ان انزل عينيه من عارضات المسرح المارّات..اومأ مشيرًا للمجموعة المراهقة " هل ترين هناك؟ لقد كانوا يلتقطون صورًا لساقيْك وهو انزعج"...استدارت ليسا لترى..ثم التفتت لمجموعتها مبتسمة "حقًا؟ لقد تعودتُ على هذا"..رفع كوك عينيه لوجهها بتجهم "هكذا؟ وهل هذا شيء يدعو للفرح؟".. اضافت لاليس متحدثة بتشتت تركيز في الاول ولطافة بينما تشرح "و_ولكنني ارتدي شورت تحت الفساتين طبعا"...صمتَ كوك اثناء ذلك مبتسمًا بتكلف من كلامها..انذاك نهض تاي من طاولتهما بعد ان اوشك العرض ان ينتهي...انطفأت الاضواء حينها ليُسيطر الظلام على الاجواء..في ذلك الحين..اندفعت ليسا مقَبِلةً شفاه زوجها..بعد ان امسكت برقبته لتُقربه منها...اخذت تُقبله بعمق قبل ان تعود الاضواء للوسط..كانت قبلتهما الاولى بعد كل هذه المدة..وبالطبع فقد بادلها..هذا ما كان ينتظره من زمن طويل أساسًا..بقيت متمسكة به هكذا لثواني عديدة.. فصلتها انذاك موافقةً عودة الانوار للوجود من جديد..نطقت بلطافة بينما تُمسكه من خدوده "انظروا للغيور خاصتي"..حمحم جونغكوك بعدها .."لا تفضحينا!" نبس بهدوء بعد ان انزلت يديها..وعادت للنظر للامام لمشاهدة العرض الاخير بابتسامة تشقُ وجهها ..عرض فساتين الزفاف!..لهذا السبب انطفأت اضواء المسرح...
.
.
عاد تايهيونغ للطاولة..بعد عودته من عند بيكهيون..استغرب فورًا بعد وصوله "جونغكوك! لما يوجد احمر شفاه على شفتيك؟".."حقًا؟" سأل جونغكوك باستغراب بحد ذاته..استلم منديلا من عند نامجون..واخذ يمسح شفتيه تحت قهقهات الفوز للاليس وابتسامة تاي المكتومة.."اضحكي ايتها الماكرة!" تكلم كوك في اذنها بابتسامة سطحية ..
اثناء تلك اللحظات..اشتعلت اضواء القاعة كليا..انتهى العرض!..اعلن جيون بيكهيون هذا لتبدأ التصفيقات..اشار كوك للمسرح مُخاطِبًا زوجته "إصعدي".."هل انتِ متوترة؟" تساءل عندما لم يسمع صوتها..."هل تراني اتوتر من هذه الاشياء البسيطة" تكلمت بكل ثقة وهي تقف لتضع البطانية الصغيرة التي كانت تضعها على رجليها فوق الكرسي..وبدوره بيكهيون قد اشار لها...صعدت لاليس المسرح..سيطر صوت التصفيق على المحيط..قدَّمت لها العارضات باقات الازهار والتي بدورها استلمتها بابتسامة.. انحنت مع مجموعتها في النهاية على المسرح..ثم نزلت تحت التحيَّات والاطراءات..عارض طريقها الضيوف والمعجبين يهنؤونها لنجاح الحدث..ذهبت الى عائلتها بعد ذلك لتصاحبها حفنة من الاطراءات مع باقات الزهور المختلفة...من ناحية اخرى فقد استلم جونغكوك باقة الازهار من نامجون..تقدمت له صاحبة الشرف..قدَّمها لها بابتسامة "تفضلي عزيزتي! أهنئُك" نطق بينما يُسَّلم عليها ويتبادلا القبل من كلا الجهتين.."شكرًا على الازهار" نطقت لاليس مُبتسمة وسط الانظار التي تُحدقُ بهما...عند انتهاء هاته المراسم..خرج الجميع من قاعة المسرح الى القاعة التي تليها..المخصصة للحاضرين مُجهزة بطاولات و مشروبات وموسيقى..وماشابه من اجواء الطبقة الراقية..لا نقصدُ بذلك الطبقة المخملية فقط بل حتى المعجبين والحاضرين للرؤية فقط...مرَّت دقائق معدودة في قاعة الضيوف..كان يتمُ مناداة ليسا واختطافها من مكان لآخر لتتلقى المدح والهدايا..لتشرب نخبًا..وحتى تتلقى عروضًا..كان بطلنا يسير نحو الطاولة التي يقف حولها افرادُ عائلته بعد عودته من عند الضيوف الذين هنؤوه بمناسبة النجاح المُهوِّل..وضع مارك ذراعه على كتف جونغكوك متكلِمًا بحماس..كان يشير للاليس الواقفة بجانب الضيوف بعينيه"إنَّك تملكُ زوجة رائعة حقًا"..ابتسم جونغكوك ابتسامة جانبية صادقة..حملَ كأس نبيذه ناحية زوجته..رفعه بثقة متفوهًا بهدوء لأخيه "اعلم هذا"..وفي الجهة المقابلة حملتْ اميرتنا كأسها هي الاخرى لتبادل زوجها النخب ناطقةً للذين بجانبها "إنه شخص مُختلف عمَّا يشاع عنه في الصحف" كانت تقصدُ بهذا كلام الضيوف عن صرامة جونغكوك وبرودته..."حقا رائعة! بث الازياء لليوم تخطى 100 مليون مشاهدة في المنصات حول العالم! كلُّ المنتجات تمَّ طلبها والطلب بانتاجها مرتفع! كما اننا ترشحنا لخمسة جوائز أساسا بعد نهاية البث بساعة، انها فوزنا" تحدثَ مينقيو بحماس اكبر بينما يحملُ اللوح الالكتروني في يده..قهقه الجد بضحكته العميقة "إنها إبنة عائلتنا حقا! يمكنني ان ارتاح الآن فهذا اول نجاح كبير لجونغكوك بعد ان اصبَح رئيس جيون"..تَلاهُ إطراءُ باقي إخوته وزوجاتهم [تيمين وزوجته سويون،مارك وزوجتهه جيسو.. بيكهيون وزوجته سوزي] بالاضافة لوجود..مينقيو..تاي ايرين وجيني..روزي.. وجاكسون الذي يقف ويرشف من كأسه بهدوء بعيدًا عنهم....
في تلك اللحظات وصلت مومو الى الطاولة المزعومة برفقة الجميلة صاحبة الفستان الأحمر التي تُمسِكُ بيدها..صديقتها القديمة...رئيسة التحرير لمجلة إعلامية فرنسية...التي يتمنى الجميعُ ان يُذكرَ فيها...الرئيسة بارك سومي!.."مرحبا يجماعة! أُعَرِفكم على صديقتي القديمة بارك سومي" تحدثت مومو بحماس وثقة تحت ابتسامة الآنسة سومي.."تشرفتُ بمعرفتك، مينقيو" صرَّحَ مينقيو باحترام بعد ان مدَّ يدهُ للمصافحة..بادلته سومي لتصافحه بابتسامة "سومي"..عند انفصال يديهما..صافحت باقي العائلة وتعرفت عليهم تحت ثرثرة مومو المتواصلة..الى ان وصلت للسيد الهادئ..جيون جونغكوك..."سومي! هذا اخي المفضل والحبيب جونغكوك، تعرفينه!" نبست مومو بلطافة ليبتسم اخاها ابتسامته الجانبية على لطافتها..مدَّت سومي يدها مُصافحةً إياهْ "بارك سومي، تشرفتُ بمعرفتك"...بادلها كوك بغير اهتمام "جيون جونغكوك"..اثناء هذه الاجواء..رمقت مومو سَيْرَ ليسا باتجاه الطاولة..بعد عودتها من الضيوف واخيرًا..اشارت لها بهدوء "وهذه اميرةُ هذا الحدث إنها كِنتنا زوجة جونغكوك".."أراكِ تمدحينني!" نطقت ليسا باهتمام وملامح جيدة فورَ وصولها..."جيون سيسيليا! التي حدثتني عنها صحيح؟" نبست سومي بعفوية عند استدارتها لمومو..تغيرت ملامح لاليس بسرعة..رفعت عينيها ناحية زوجها لتلاحظ انه هادئ مع ملامح حزينة ...كانت مومو تضغط على يدِ صديقتها باستمرار..نبست بينما تُصِّرُ على اسنانها "انها جيون ليسا، العارضة لاليسا مانوبان! كيف لا تعرفينها".."آسفة! لقد اخطأتُ الظن، تشرفتُ آنسة جيون انا سومي" تفوهت سومي بينما تمدُ يدها للمصافحة..بادلتها لاليس بكل سرور مع ابتسامة متكلفة "لاعليكِ"..اكملت لتُضيف بصوتٍ خافت وهي تفرك رقبتها "الجميع يظنونني هي على اية حال".."عفوًا؟ لم اسمع جيدا" تساءلت سومي بعفوية.."لقد قُلتُ تشرفت آنسة سومي" اصلحت ليسا كلامها بهذه الجملة كي لا تتسبب بفساد الاجواء...
"سيداتي، السيارة جاهزة" خاطب نامجون ليسا بينما يحمل معطفها..وفي آنٍ واحد خاطب جيسو التي ستذهب مع ليسا..لأنهما يملكان موعدًا عند طبيبة لاليس..لتفقد صحتها وصحة من في بطنها..خصوصا بعد العرض الطويل الذي قدمته فهي متعبة.. اندهشَ جونغكوك قليلا ليطرح سؤاله بهدوء مداعبًا شعرها بيده اليمنى "هل سترحلين بهذه السرعة؟"..اخذت اميرة الحدث لاليسا مانوبان تُدخل ذراعيها في المعطف الذي يحملُهُ نامجون لتنطق "مرة اخرى! انا حقًا متعبة واملك بعض الاعمال"...التفت جونغكوك بأعينه في الارجاء باحثًا عن تاي أملًا ان يُعوضه لحين عودته نابسًا "إذًا انتظري! سأوصلكِ انا"..تدخلت جيسو بينهما ساحبةً ليسا لتخاطب كوك "انا سأوصلها! ارتح انت واساسًا لا يليقُ بنا ان يغادر رئيس الشركة اولا اليس كذلك؟"...تنهد كوك بأعين باردة "حسنا! اذهبا"..ذهبتا الاثنتان في مسارهما ناحية البوابة...كانتا تسيران ببطئ شديد..همست جيسو للاليس "ليسا! أترين تلك الفتاة؟ كان اسمها سومي او ماشابه"..."نعم!؟" أجابت ليسا باستغراب..."يراودني احساسٌ سيء ناحيتها، لا تدعيها بجانب كوك خصوصًا انها ترعرعرت بأفكار اجنبية" اكملت جيسو كلامها باهتمام..استدارت اللاليسا..اخذت لمحة لمكان العائلة...ثم اعادت النظر الى الامام نافيةً بعفوية "لا اظنُ هذا! إنها لا تتقربُ منه حتى كالأخريات كما انَّها عفوية وتصرفها لطيف".."على كلٍ ابقي حذركِ! فحدسي لا يُخطئ" قالت جيون جيسو...
مرَّتٔ ساعاتٌ طويلة..كانت النتيجة كالتالي..صحة ليسا كانت بخير وصحة جنينها بخير ايضًا ولكنها بحاجة للراحة...أمّا بالنسبة للافتتاح فقد سار على مايرام بعد ذهاب ليسا..اضطر تاي وكوك..بيكهيون..ايرين..مينقيو للبقاء حتى النهاية..لتسوية الاوضاع والاهتمام بها...عند مرور هذه الساعات..عاد جونغكوك للقصرِ في وقتٍ متأخرْ..فتح الباب ليدخل..رمى سترته في الارجاء..مرَّت من امامه خادمة في القصر.."اين ليسا؟" سألها بهدوء.."السيدة؟ انها نائمة منذ ثلاث ساعات لأنها متعبة" اجابت بصوتٍ منخفض...
صَعَد صاحب القامة الطويلة الى طابق غرفته..عندما اصبح امام غرفته..ضغط على مقبض الباب بهدوء كَيْ لا يُسبب ضوضاءً توقظها...تجاوز المدخل..رآها نائمة بعمق تُقابل الاتجاه المعاكس ناحيةَ باب الشرفة..كلُ ما يبرز فيها هو شعرها المنسدل وكتفها العاري..لأنها كانت باقيةٌ بقميصها الداخلي..اخذَ يفتح ازرار اكمامه وازرار قميصه بهدوء في الارجاء..نزع ياقته ايضا..ثم تقدم باتجاهها ليراها...كانتْ تغُطُّ في نومٍ عميقٍ بوجهها البريء الذي تبدو عليه ملامح التعب... ابتسم فورَ رؤيتها كعادته..سحب كرسيًا ليجلس مقابلها..بقيَ يتأملها بابتسامته... سحب اللحاف الذي يعتليها..ليلاحظ انها لا تزالُ مرتدية ثياب الحفل الغير مريحة..التنورة السوداء البراقة!.."ليسا".."ليسا".."استيقظي لارتداء ملابس نومك هيا"همس بصوته المبحوح عند انخفاض نبرته ليوقظها مرارا وتكرارا حتى ترتدي ملابسها لكنها لم تستجيب..عندما لم تنهض رغم المحاولات..وضع ذراعه تحت رأسها ليتحكم بها..كان رأسها على وشك الوقوع ولكنه امسك بها من فروة شعرها..مُتمسكٌ بها بيده الكبيرة..التقط قميصها من الاريكة بجانبه بينما يمسكها..بدأ في إلباسها شيئا فشيئًا حتى لا تنهض..بدأ بذراعها الايسر..وانتهى بذراعها الايمن المحشور بجانبه..عند انتهائه من الجزء العلوي..وضعها لتتمدد على طول جهتها..." لما هذا السحاب اللعين عالِق" لعن بهمسٍ لرُغم المحاولات العديدة التي فعلها حيث كان يحاول نزع تنورتها التي تنفتح من الجانب بالسَّحاب ... عندما نجح في ذلك..ألبسها ما تبقى من قطع ثياب نومها.. ثم قام بتغطيتها في ذلك الظلام الحالك الذي يسود الغرفة...قبّل خدها في النهاية..زفرَ عند انتهائه ليبدأ في خلع قميصه..لم يكُنْ في عينيه النعاس..لذلك أخذ حمامًا وارتدى ثيابه الطبيعية للخروج..نزل للطابق السفلي بهدوء واندفاع نحو البوابة..."الى أين؟" تساءلت جيسو الجالسة في غرفة الجلوس تقرأ كتابها تحت الانوار البنفسجية الصغيرة... تراجع جون خطوتين الى الوراء لأنه اجتاز باب غرفة الجلوس.."الى نهر هان" ردَّ بهدوء..اكمل طريقه ناحية الامام بدون اهتمام..."ياله من صغير متعجرف!" اومأت جيون جيسو ثم اعادت اعينها لصفحات كتابها...
كان بطلنا..ذو الشعر الاسود..والقامة الطويلة...البدلة السوداء بذوقه المعتاد..يمشي في طريقه الى جسر نهر هان بهدوء في سيئول المضيئة..مدينة الليل..لسبب أنَّ اضواءها لا تنطفئ...مرَّ بجانب عربة لعجوز مسنة يملأ وجهها التجاعيد..كانت تبيع أكلة شعبية كورية "الدوكبوكي" او بمعنى كعك الارز الحار.. مع انّه لا يحبه إلّا انه طلب ممّا تبقى من الدوكبوكي و قارورات السوجو حتى تعود العجوز إلى بيتها..مع انَّ الكثير من الناس والمقربين ينعتونه بالبارد والصارم..إلّا انّه طيب القلب!...
استلم كيس مشترياته من العجوز التي تستمر في شكره...كان يحتوي ثلاث علب من الدوكبوكي تحديدًا واربع قارورات سوجو..."يبدو انني سأتركهم عند تاي في النهاية" خاطب كوك نفسه بينما يسير وحوله نسيم سيئول البارد ..اكمل مساره واصلًا الى جسر نهر هان..كان يستمر في السير الى الامام ببطئ..بينما يركز على تحركات تيارات النهر وصوت غريره...امامه ببضع خطوات..فتاة طويلة جميلة تستند على حافة الجسر تذرف الدموع بحالة هستيرية التي تظهر و كأنها قطع ألماس صغيرة تتساقط من ناحية الظلام ومنظر النهر امامها مع ضوء القمر الكامل...لنتجاهل مواصفاتها!..من ناحية بطلنا لم تجذبه مواصفاتها كباقي الشباب..ولكنه يعرفها!..او بالأحرى رآها مسبقًا..وصل للمكان الذي تقف فيه..وقف بجانبها متكئًا على سياج الحافة..مددَّ يده مقدمًا منديلًا و بصوته الرجولي نبِس بهدوء "سومي صحيح؟ ماذا يجري"..اخذت المنديل بدون ان ترى من المقدم...دخلت في حالة من كشف اسرارها..لتنطق بهم لأحد وترتاح..باحَتْ بحالة مزرية وبكاء شديد "ا_انا فتاة حامل في الشهر الرابع!.. و عندما عدت اليوم الى سيئول واخبرت عائلتي لم يتقبلوا الطفل لأنه طفلٌ غير شرعي، لقد طُردتُ واصبحت منبوذة من قبلهم"..كان جونغكوك يستندُ بذراعه الايسر نظرًا لانه لا يوجد شيء ليفعله ...ينظر مقابلها هي التي تنظر للامام ولا تعرف مع من تتحدث اساسًا "ماذا عن ابيه؟" سأل باستفسار.."لقد انفصلنا في باريس ولم يتحمل مسؤوليته كأب" قالت لتُطلق نوبة بكاءٍ اخرى.."حسنا! حسنا! لا تبكي مرة اخرى، صوتك مزعج" تفوَّه بغير مبالاة بينما فتح الاكياس في يده ليضع زجاجتي سوجو في كيس الدوكبوكي..من جهة اخرى التفتت الثانية عندما استفزت بكونه نَعَتَ صوتها بالمزعج.."عفوًا؟ لما انت تقف هنا اساسً_" صمتت من تلقاء نفسها عندما استدارت..." السيد جيون! لا!، جونغكوك اخ مومو؟" نطقت باندهاش للذي يركز في اكياسه.."نعم! خذي تناوليهم" بأعين فارغة تحدث وهو يقدم الكيس إليها...استلمت الكيس تحت صدمتها..فتحته..لتضحك مع دموعها بينما تخرج مافيه .."دوكبوكي؟"..اكملت مضيفةً وهي تستنشق الهواء بأنفها المُصدر للصوت "مضى وقتٌ طويل منذ ان تذوقته"...في الناحية المقابلة لها..كان كوك يرشف من زجاجة السوجو..نطقَ مشيرا للكيس"تناوليهم إذًا !"..ضحكت الاخرى حيث تمسح دموعها الجافة بمنديل "حسنا! سأستمتع بأكلهم"...أكلتْ..وشربت..ولسوء الحظ انها شربت..لانها ثملت بسرعة..واخذت تحكي وتبوح بكلام غير مفهوم لساعات طويلة..والآخر يتحملها...
أنت تقرأ
حب من نوع آخر | مكتملة
Short Storyعائلــةٌ عـريقـة..لـطالما كان جـزءًا منها!..بدأ كلُ هذا من لقائنا الأول..فقد كان محرجًا بالنسبة لي ... لم يُعِرني اهتمامًا إلا برودةُ دمِه..وقعنا في دوَّامة الحب المزيِّف..لكن في النهاية لم ينجو من شباكِ حبي...فأصبح حبنا حبًا من نوع آخر مع طيَّاتِ ا...