الـحـلـقـة الـواحـدة والـعـشـرون

22.8K 697 320
                                    

‏"ستأتي الليلةُ
وستحبُّ فيها،
لكن، ليسَ ما هو جميلٌ، بل ما هو بشع.
ليس ما يرتفعُ، بل ما عليه أن يسقطَ.
الليلةُ التي لن تساعدَ فيها أحدًا،
بل ستكون عاجزاً تماماً.

ليلةٌ رقيقةٌ
حيث ستحبُّ فيها
ما لا يستطيعُ الحبُّ إنقاذه".
___________________________________________

وصلت كل من سياره "أسيف" و"سابين" امام القاعه التي سيقام بها حفل الزفاف...

ترجلت "سابين" اولاً وسارت بكل ثقه نحو الداخل وهي ترى جميع اعين الحاضرين تتعلق بها وبجمالها الخلاب...

نزل من سيارته والتفت الى جهه زوجته ليفتح لها الباب ويمسك بكفها ويجعلها تترجل هي الأخرى...

جعلها تتأبط ذراعه وسار بها الى الداخل لتبدأ عدسات الكاميرات بتصويرهم سوياً، فهذا الحدث لن يتكرر مرتين، "أسيف الجارحي" يدخل حفل الزفاف وبرفقته فتاه غريبه، فلم يعلم احداً الى الآن ان "ليلى" تكون زوجته!.

توترت كثيراً لتلك الأضواء التي تصورها بدون اذن، وما زاد توترها اكثر هو ذلك الكعب، هي لم ترتدي في حياتها حذاء عالي كهذا حتى لو كان طوله متوسط، فكانت تسير وهي تنكس رأسها الى الأرض ناظره الى الحذاء بحذر خيفه من ان تسقط الآن امام الجميع متسببع الحرج لها ولزوجها...

نظر لها باستغراب ليتساءل: انتي منزله راسك كده ليه، بتبصي على ايه؟.

ردت بعفويه دون ان تنظر له: ببص على الجزمه!.

_ مالها الجزمه، انتي مش مرتاحه فيها؟.

رفعت حدقتيها ناحيته وهي تجيب: بصراحه لا مش مرتاحه خالص، دي اول مره البس كعب زي دا، وانا مش عارفه امشي فيه، وخايفه اقع قدام الناس...

ابتسم بدفئ مردداً: معقول توقعي وانا معاكي..

حرر يده من يدها ليلفها حول خصرها برقه قائلاً: كده مش هتوقعي، خلينا ندخل جوا واقعدي ومتقوميش تمام؟!.

ابتسمت بامتنان وهي تومأ له بخفه، واكمل الأثنان سيرهم الى الداخل...

تعجبت "ليلى" من تلك القاعه الفخمه بحق، كانت مساحتها كبيره جداً والوانها راقيه، ومزينه برقي واضح، طاولاتها مزينه باشرطه بيضاء وزرقاء اعطتها منظر زاهي وبسيط، كان يوجد ندلاء كثيرون يتحركون بانتظام في كل مكان، وكان يوجد عدد كبير من الحظور وجميعهم من ذوي الطبقات الرفيعه والذين قام "أسيف" بدعوتهم، باختصار الحفل لم يكن ينقصه شيئ بتاتاً...

اجلسها على احدى الطاولات ليهتف بهدوء: انا هطلع لفوق ياحبيبتي عشان اشوف "رامز"!..

اردفت بسرعه: لا متمشيش، مش عايزه افضل لوحدي!.

وافقها قائلاً: طب تمام، روحي لاوضه العروسه، هتلاقي "سابين" هناك برضو...

قاطعته بتبرم: انت عارف اني مبقعدش مع البنت دي بمكان واحد من غير ما نتخانق، مش عايزه اروح هناك...

لعنة أسيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن