الـحـلـقـة الـثـالـثـة والـعـشـرون

20.1K 628 192
                                    

كأن شياطين الكون تجسدت امام عينيه من هذا المنظر امامه ليزج على اسنانه بغضب حارق حتى اوشك على تحطيمهم...

كور قبضه يده بشراسه ليهب واقفاً دفعه واحده وقد انتفخت اوصاله بشكل ملحوظ اثار ريبه زوجته التي تطلعت له بعدم فهم...

دحرجت عيناها الى ما ينظر اليه لتتفاجئ هي الاخرى بوجود تلك الشقراء مع شاب غريب لم تراه من قبل..

توجست خيفه حين رأته يتجه نحوهم وملامحه لا تنوي خيراً أبداً، لتنهض هي الأخرى لاحقه به بسرعه..

اما عند "هشام" و"سابين" فقد كانت الأخيره تنتظر تكمله جملته بترقب شديد وهو لم يجعلها تنتظر اكثر...

شدد من احتضان كفها براحتيه ليتمتم بابتسامة صغيره: عايز اقولك ان انا...

صمت عمداً ليجعل فضولها يتزايد وقد نجح في ذلك حين حثته قائله: انت ايه، قول!.

_ انا بحبك!!.

هتف بها دفعه واحده كانه تخلص فعلاً من حمل ثقيل كان يجثى فوق قلبه مما جعلها تصدقه فوراً لكن هذا لا يمنع صدمتها وذهولها في تلك اللحظه، لا تصدق انها سمعت تلك الكلمه تخرج من فم احدهم ناحيتها هي، لا تصدق ان هناك رجل يحبها، ومهلاً، لما ذلك الأيسر في صدري يخفق بفرح وطرب هكذا، ما الذي حل بي؟..

ضلت تنظر له بانشداه واضح ويديها ما زالت حبيسه كفيه ليتمتم بترقب: مش هتقولي حاجه؟.

حاولت اخراج الكلمات من بين شفتيها لكنها لم تقوى على البوح بشيئ وكانها قد تعرضت لشلل مؤقت...

استطاعت أخيراً فك عقده لسانها لتهم في قول شيئ لكنها انتفضت أثر قبضه ضربت الطاوله امامهم بقوه جعلت الحاجيات التي توضع عليها تهتز وأيضاً لفتت انتباه جميع الموجودين ليطالعونهم باستغراب...

نظر الى تلك اليد التي قاطعت حديثهم قبل ان ينظرو الى صاحبها لتكون صدمتهم الحقيقيه حين وجدوه امامهم بملامحه الشرسه...

اتسعت اعين "سابين" بهلع من وجوده الآن كحال "هشام" الذي ضل يطالعه بصدمه، فهو لم يتخيل انه سيقابله مره اخرى خصوصاً بذلك الوقت تحديداً وهو يجالس ابنه عمه...

تمتمت "سابين" بحروف اسمه بصعوبه بالغه ليهتف هو بتهكم لاذع وعينيه مثبته على "هشام": ايه يا" هشام" باشا، ينفع يعني تقابل بنت عمي وتقعد معاها وتمسك ايديها من ورا ضهري، هي دي الأصول برضو؟.

نهض الأثنان لمقابلته ليأتيه الرد من "سابين" التي بللت ريقها برهبه لتقول: انت فاهم الموضوع غلط يا "أسيف" احنا كنا قاعدين عادي...

قاطعها بحده اجفلتها: ولا حرف، مش عايز اسمع صوتك خالص، تعالي هنا...

قالها وهو يمسك بذراعها ويرميها باتجاه زوجته التي تقف خلفه مباشرةً، زوجته التي تلقفتها بين ذراعيها لتقف الفتاتين متطلعين اليهم بخيفه ورهبه...

لعنة أسيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن