الـحـلـقـة الـثـالـثـة والـثـلاثـون

17.1K 584 90
                                    

‏"ما الحاضر إلا تقدم خفي لماضٍ يلتهم المستقبل!"
___________________________________________

كان "أسيف" على يقين تام بوجود شخص ما داخل تلك الغرفه الصغيره وبرفقه ابنه عمه، لذا اراد التأكد اكثر فسار اتجاه الغرفه ناوياً دخولها...

_ استنى يا "أسيف"!.

توقف على صوت زوجته التي هتفت بحزم، التفت لها بتساءل لتتقدم هي نحوه مستطرده: انت اكيد مش في وعيك، ازاي عايز تدخل للبنت جوا، افرض هي مش لابسه هدوم ولا حاجه؟.

اجاب بجديه وخشونه: بقولك في حد معاها جوا، انا سامع صوت وتقوليلي بتغير هدومها، انا هدخل...

هم بالتحرك لتتمسك بذراعه هاتفه باستماته: يا "أسيف" مينفعش تدخل، يمكن انت غلطان او سمعت صوت من مكان تاني، مينفعش تدخلها، انت نسيت اللي اتكلمنا فيه امبارح ولا ايه؟.

زجرها بنفاذ صبر: مهو انا مش هستناها لحد اما تخرج وتقولي مين اللي كان معاها، انا هدخل واللي يحصل يحصل!.

اوقفته ثانياً هاتفه بنفاذ صبر هي الأخرى: خلاص، يخربيت عندك دا، انا هدخل واشوف في ايه، تمام كده؟!.

حدجها بعناد وغير رضا لتردف هي بغيض: انا مش هسمحلك تدخلها، انسى دا، ماشي؟!.

زفر بحنق قبل ان يتمتم: ماشي، ادخلي اما نشوف ايه آخرتها معاكم انتم التنين!.

أومأت مردده: تمام هدخل...

تحركت نحو الباب وامسكت بالمقبض لتديره بهدوء و"أسيف " يقف خلفها على بعد مسافه مناسبه!.

طلت برأسها للداخل لتتصنم بمكانها وتتسع عيناها تدريجياً حتى كادت تخرج من محجريهما مما تراه امامها، تلك الشقراء تقف منكسه رأسها بخوف ضاهر على ملامحها وصدرها يعلو ويهبط نظراً لسرعه انفاسها، وما هذا، شاب يقف بجانبها حتى يكاد يلتصق بها يطالعها بوجوم شديد وملامحه خاليه من اي تعبير، مهلاً هي تتذكر هذا الرجل، أجل هو نفس الرجل الذي تشاجر مع زوجها داخل المول منذ فترة بسبب "سابين"، ماذا يفعل هنا داخل هذه الغرفه التي اقل ما يقال عنها صغيره وبرفقه"سابين"، ماذا يفعلون؟.

رمشت بعينيها عده مرات علها تستوعب الذي امامها وتأملت من انها تتخيل هذا، لكن لا، هي لا تتخيل، ما تراه امامها حقيقه خصوصاً حين رفعت"سابين" رأسها ببطئ اتجاهها تطالعها بحدقتين مهتزتين من شده هلعها...

دحرجت عينيها الى "هشام" الذي ما زال على وجومه وطالت النظر اليه باستفهام واستنكار لتواجده هنا، فما كان عليه الا ان يبعد عينيه عنها ناظراً الى الفراغ والغضب يتآكله من الداخل، فبسبب حماقته وتسرعه وضع في مثل هذا الموقف الذي لا يحسد عليه!.

_ في حاجه يا "ليلى"؟.

اجفلو جميعهم على صوته الخشن الذي اخترق صمتهم لتتطلع" سابين" الى "ليلى" بهلع خائف من ان تقول شيئ، لكن "ليلى" وكأنها وضعت بين نارين، نار زوجها ونار تلك الشقراء، هل تخبر زوجها الحقيقه ام تصمت، ان اخبرته فمن المؤكد انه لن يمرر الأمر مرور الكرام، اقل ما يمكنه فعله هو بعث هذا الرجل الى القبر، ليس وحده بل "سابين" أيضاً هو لن يرحمها، وستحدث فضيحه جديده، وان صمتت هي ستكذب عليه، وهي لا تحب هذا، اكثر ما تكرهه هو الكذب، ماذا افعل يا اللهي!.

لعنة أسيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن