الـحـلـقـة الـثـانـيـة عـشـر

25.2K 803 249
                                    

‏"لا أحد يبدو حلوًا وحنونًا للأبد، هناك لحظة خاطفة يتحوّل فيها المرء من النّسمة إلى العاصفة."
___________________________________________

تم الأنتهاء من عقد القرآن ما بين فرحه وانتصار "أسيف"، وحزن وانكسار "ليلى"، الآن هي اصبحت زوجته رسمياً امام الملأ، رغم عدم رضاها بهذه الزيجه لكنها لم يكن امامها خيار اخر...

كانت نظراتها خاويه وشارده بتفكيرها، لا ترى ولا تسمع ولا تتحدث، كانت فقط تنظر امامها الى نقطه في الفراغ..

خرج الجميع ولم يبقا سواهم وبرفقتهم "عزه" التي اقتربت منها قائله بلطف: مبروك يا "ليلى"!.

رفعت رأسها ناظره لها بخواء لترد بسخريه منكسره: مبروك على ايه، على فضيحتي، ولا على سمعتي اللي بقت في الأرض من غير ما اعمل حاجه، ولا على موت"احمد" اللي راح ببساطه كده، بتباركيلي على ايه يا "عزه"، ها على ايه؟.

زمت الأخيره شفتيها بحزن ولم تعرف بماذا ترد او بما تواسيها، لم تجد كلمات تستطيع ان تنسيها ما حدث لذا فضلت الصمت...

نهض هو عن مجلسه واتجه لها قائلاً بهدوء: يله قومي عشان نمشي!.

نظرت له باستغراب مردده: نمشي! نمشي نروح فين؟.

رد ببساطه: نروح بيتنا!.

استقامت بجسدها لتقابله هاتفه: بيت مين لامؤاخذه، انا بيتي هنا، ومش هخطي خطوه واحده منه!.

كان رده بارد جداً: كان يا"ليلى"، دا كان بيتك، دلوقتي بيتك هو بيت جوزك...

قاطعته مزمجره بانفعال: جوز مين، انت صدقت نفسك ولا ايه، انت مش جوزي ولا هتبقى جوزي، مش عشان انا وافقت اتجوزك هتاخد الموضوع جد بقى وتعيشلي بالدور، لا ياماما اصحى، انا وافقت على الجواز عشان بس اللي حصلي الصبح بسببك، ولما الموضوع يتنسي انت هتطلقني سامع، ودلوقتي امشي من هنا ومتفكرش انك تعتب البيت دا تاني، فاهم!.

اتقدت عيناه بنيران غضب جامحه ولكنه لم يستطع اخراجها الآن وهي بتلك الحاله وخصوصاً بوجود صديقتها...

نظر الى "عزه" واشار لها بطرف عينه ففهمت هي اشارته لتومأ له برأسها بخفه قبل ان تتحرك خارجه من المنزل باكمله وتتركهم بمفردهم!.

تراجعت الى الخلف بخوف حين اقترب منها بخطوات متمهله وعينيه لا تبشر بخير، ضل يقترب وهي تبتعد الى ان انصدم ضهرها بالحائط...

وقف امامها مباشرةً ليرفع ذراعيه ويسندهم على الحائط بجانبها ثم يقترب برأسه منها فضربت انفاسه الحاره بشرتها بقوه...

تمتم بهمس محذر وهو يضغط على كل كلمه: ان كنتي راضيه او لا فأنا بقيت جوزك خلاص، وانتي لازم تتقبلي الوضع دا، اما بخصوص الطلاق فأنا متجوزتكيش عشان اطلقك، تؤ، انا اتجوزتك عشان عايزك تبقي ملكي ومراتي لآخر نفس فيا، كلمه طلاق دي تشيليها من قاموسك خالص عشان لو سمعتها تاني هتشوفي "أسيف" مش هيعجبك، واسم "احمد" ميجيش على لسانك تاني عشان بيضايقني وانتي متعرفيش انا لما بتضايق بعمل ايه، احسنلك تتقي شري في الموضوع دا، ودلوقتي زي الشطوره هتمشي معايا ونروح على بيتنا عشان انتي ملكيش قعده هنا بعد النهردا تمام ياحبيبتي!.

لعنة أسيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن