الـحـلـقـة الـسـابـعـة عـشـر

22.2K 715 209
                                    

وَقَد يَأتي أحدُهُم، خفيفًا يَطفو بِجانِبِكَ بعدَ ڪلّ هذا الغَرَق، ڪ جذعِ شَجَرةٍ يَصلحُ للنّجاة.
___________________________________________

تمددت على سريرها باريحيه مستعده للنوم، وضعت رأسها على الوساده واغمضت عينيها بسلام...

غفت لمده نصف ساعه فقط قبل ان يصدح صوت هاتفها لتتململ بانزعاج...

مدت يدها الى هاتفها دون ان تفتح جفنيها وقامت باغلاق المكالمه ثم عادت لنومها...

عاد صوت الهاتف يصدح في الغرفه لتتأفف بضجر وتقوم بغلقه ثانياً ثم تحتضن وسادتها دافنه رأسها بها!.

لكن يبدو ان المتصل كان مصراً جداً ليعاود الاتصال مجدداً مما جعل "سابين" تصرخ بغضب لتنتشل الهاتف بسرعه وتفتح الخط هاتفه...

_ ايه الغلاسه دي، رفضته مرتين افهمو بقى اني مش عايزه ارد، مفيش احساس، مفيش دم، مفيش تفكير، مفيش خصوصيه، مفيش...

_ بسم الله الرحمن الرحيم، ايه يابنتي انبوبه بوتجاز وتفتحت، اهدي شويه؟!.

ابعدت الهاتف عن اذنها محدقه به بانشداه حين وصلها هذا الصوت الرجولي الضاحك، وجدت الرقم غير مسجل...

عاودت وضع الهاتف على اذنها متمتمه بحذر: مين معايا؟.

اتاها صوته المتسلي: ايه يا "سابو" لحقتي تنسيني بالسرعه دي؟.

_ سابو؟!.

همهمت بها ببلاهه قبل ان تتساءل: "سابو" مين حضرتك انت جاي تستظرف في نص الليل، وبعدين انت مين اساساً؟.

ضحك بخفه وهو يجيب: لا والله ما بستظرف، وعشان اثبتلك حسن نيتي هقولك انا مين، انا "هشام"!.

_" هشام" مين؟.

تساءلت ببلاهه لتسمع صوته الحزين: لا انا كده ازعل منك بجد، انا "هشام الزيني" اللي قابلتك في المول النهردا بعد ما كعب جزمتك اتكسر بسببي وبعدين عاكستك وانتي قعدتي اتزعقي وكمان غلطتي في امي الله يرحمها وبعدين طلبت منك نقعد مع بعض وانتي وافقتي وقعدنا وتكلمنا وضحكنا وهزرنا و...

_ خلاص بقى اسكت انا افتكرت!.

زجرته قائله بنفاذ صبر من حديثه المتواصل دون ان يأخذ نفس حتى، فهي قد تذكرته حقاً حين ذكرها بكسر حذائها...

هتف هو بسعاده: الحمدلله، وأخيراً افتكرتيني والله افتكرت انك عندك زهايمر لدرجه بقيتي تنسي الأشخاص اللي قابلتيهم في يومك ووو..

_ يااستاذ كفايه بقى ابلع ريقك شويه ايه دا؟.

قاطعته للمره الثانيه بضجر لتستمع لنحنحته الحرجه قبل ان يردف: احم، انا بتكلم كتير صح؟.

زفرت بحنق مردده: دا انت بتتكلم بشكل مش طبيعي بجد!.

هتف بصوت فرح: امي كانت بتقولي كده برضو والله!.

لعنة أسيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن