الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والـعـشـرون

17K 522 103
                                    

الماضي أبداً لم يمت...
هو حتى بعد لم يمض!!.
_____________________________________________

يومان قد مرا كأنهم عامين على "هشام"، كان يعد الساعات والدقائق والثواني لمقابلته مع من ستكشف له جميع اسرار وخبايا خصمه الخطير، كان ينهك نفسه في العمل حتى لا يشعر بمرور الوقت، لكن هيهات ان يهدئ عقله عن التفكير بتلك المقابله التي ستغير الكثير حتماً...

يومان مرا على "أسيف" بهدوء وسلام في منزله، يومان لم يشهد بهما اي مشاجره او صوت عالي من الفتاتين، بل كانتا اكثر هدوئاً وبدأن يتبادلن اطراف الحديث، حتى لو كان حديث مقتضب لكن يكفيه انهن يتحدثاً مع بعضهن كأي امرأتين ناضجتين، وهذا الأمر اشعره بالتحسن حقاً...

يومان مرا على "سابين" بسعاده كونها تتحدث مع من شغل عقلها وتفكيرها "هشام"، كم تعشق ان تردد هذا الأسم بين شفتيها بهمس، هذا الـ" هشام" الذي اقتحم حياتها بسبب صدفه عابره اصبح الآن حياتها باكملها، هي تعترف، يومها لا يكون مكتملاً دون سماعها صوته العذب وهو يطرق على مسامعها احلى كلمات الغزل التي تشعرها بانوثتها وانها السيده الوحيده على الأرض، حتى لو لم تقابله وجهاً لوجه، يكفي انها تستمع لصوته، يكفي انه يطمئن عليها كل ليله، يكفي انه يشعرها بالأهتمام ومعزتها داخل قلبه، هي لا تريد اكثر من هذا، هذا يكفيها...

وها قد اتى اليوم الموعود الذي سيتم فيه كشف حقائق كثيره دُفنت منذ سنين طوال وتناثر التراب فوقها ليشهد على عوده ماضي مؤلم سبب عقده نفسيه لطفل لم يتجاوز السابعه من عمره بعد، ماضي كان سبباً في حِطام فتاه في الثالثه عشر من عمرها على يد اقرب الناس لها، ماضي كان سبباً في جعل طفل ذات خمس سنوات يتحمل مسؤوليه وعبئ طفلين آخرين ويكون مخزن اسرارهم، والآن سيُكشف كل شيئ ويصبح واضحاً!!.

في احدى المطاعم الراقيه يجلس على طاولته التي اختارها بعيداً عن الأعين وخاليه من الوافدين حتى يتحدث مع ضيفته باريحيه تامه...

كان يهز قدمه بتوتر كبير وينظر في ساعته كل برهه وهو يتساءل لما تأخرت هكذا، الم تخبره انها وصلت المطار منذ الصباح وستذهب لتستأجر غرفه في احد الفنادق، اذاً لما لم تحضر الى الآن...

استمع لصوت كعب يطرق أرضيه المطعم بهدوء فاستدار بجسده بسرعه حتى يرى من هذا...

ابتسامه صغيره اعتلت شفتيه حين وجد ضيفته تسير باتجاهه بكل كبرياء وثقه تليقان بها، تمعن النظر اليها جيداً بهذا الطول الفاره والجسد الممشوق المتناسق والذي يجعلها فتاه في ريعان شبابها وليس أمره في منتصف عقدها الرابع، حقاً هي تبدو اجمل في الحقيقه اكثر من الصوره التي يمتلكها لها...

استقام واقفاً كي يكون في استقبالها فوقفت هي امامه مباشرةً ليسارع هو القول بترحيب ماداً يده لها: نورتي مصر من تاني يا "هايدي" هانم!.

لعنة أسيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن