حل الصمت بينهما بناءًا على رغبته..، كانت تجلس بجواره وهيا تتطلع اليه بطرف عينها.. فوجدته يقود بعصبيه زائده.. وكأنه يخرج شحنة غضبه على السياره..، يبدوا شديد الإرهاق وعيناه مجهدتان ويصارع على ابقائهما مثبتتين على الطريق، وشعره مشعتًا من فرط انفعاله وتمرير يده عليه بين كل حين واخر للسيطره على انفعالاته....
آلمها قلبها على حالته المتعبه كانت تعلم انه لم يكف عن البحث عنها طوال العشر ايام الماضيه..، لكنها لم تكن فى وضع نفسى مستقر يُهيأ لها مواجهته او حتى رؤيته..، علم والدها و والدتها بمكانها لكنها اصرت عليهم الا يخبروا اى احد.. فهيا كانت تريد الاختلاء بنفسها قليلًا بعيدًا عن الجميع..، تنفست بهدوء مجهد وهيا تفكر ماذا وصل بها تفكيرها طوال الايام الماضيه.. لا تجد اى شئ.. لم تصل لشئ.. لم تتخذ قرار الى الأن...
تذكرت موضوع جلوسها.. وانها لا تدرى الى اين من الممكن ان يأخذها فى هذا الوقت من الليل.. كانت متوتره.. لكنها لم تكن خائفه منه..، الشعور المسيطر عليها فى تلك اللحظه هو الأمان....
الأمان وهيا بجواره.. لا يفصل بينهما الكثير..، الأمان وهيا تستشعر وجوده بهيئته الجذابه التى وقعت اسيره بها دون ان تدرى..، الأمان وهيا تستمع لأنفاسه.. حتى لو كانت غاضبه.. تستشعر انفاسه العطره بجوارها..، الأمان وهيا تستنشق رائحة عطره التى لم تغب عن ذهنها.. التى تستطيع معرفتها من بين مئات الروائح..، رائحة عطره المختلطه برائحته التى تجعلها تغمض عيناها وهيا مستكينه لأنها بجواره.. تنعم بهذا الدفأ الذى كانت تتمنى ان تحظى به معه مره واحده فقط...
فتحت عيناها وهيا تلعن نفسها للمره...... كفت عن العد منذ وقت طويل.. تحديدًا منذ عودته مره اخرى... وهو يحاوطها من جميع الجهات ولا يسمح لها بالتفكير فى اى شئ آخر غيره...، اخذت حصونها بالسقوط واحد خلف الأخر.. حتى اصبحت مهدده وهو يعيد سيطرته على قلبها مره اخرى.. لتقع اسيره بدون ارادتها مره اخرى..، تذكرت تلك الكلمات التى اصابتها فى مقتل لتنغص عليها تلك اللحظه التى كانت تحظى بها فى هدوء...
مدت يدها لتفتح المذياع لمحاربة تلك الغصه التى تصارع للخروج.. لكى لا تبدوا مثيره للشفقه امامه..، تشغل تفكيرها بأى شئ اخر سواه وتلك الكلمات التى لا تزال تطعن فى اذنها وقلبها الى الأن.. خرجت اخر اغنيه قام بتشغيلها
فجأه افترقنا وفراقنا
سرقنا من حضن بعض
بعد اتفاقنا و وفاقنا القرب اتغير لبعد
سافر نصيبي بحبيبي
وكأن مفيش بينا وعد
واللي انا رتبته وبنيته
ماتهنتش بيهقلبى اتلخبط في حساباته
متحير مش لاقي حل
مرمي في سجون ذكرياته
والوحده احساس ممل
نفسي اقابله واشوفه تاني
لو دقيقه على الاقل
كنت بحبه بجد حتى بعيوبه اللي فيه
أنت تقرأ
نصيبي وقدري (مكتملة)
Romantik"لا تعلم متى يأتي نصيبك الذى قد قدره الله لك.. لكن حين يأتي لن تتمكن ابدًا من الفرار منه.. مهما فعلت فسيلقيك قدرك كل مرة في طريقه.. ولن تملك سوى الاستسلام بقلبك قبل عقلك.. ستدرك ان كل ما تفعله وكل محاولات هروبك ما هي إلا وسيلة مقاومة عن الاستسلام لذ...