آلحلقهہ‏‏ آلتآسـعهہ‏‏ وآلخآمـسـيـﮯن«آلآخيـﮯرهہ‏‏ آلجزء آلآول»

6.1K 173 41
                                    

استيقظ من نومه فى الصباح الباكر.. على صوت زقزقة العصافير.. يتبعه صوت صياح الديك..، وصوت صراخ الأطفال فى الأسفل يتعالى جعله يغمض عينه بضجر.. فمنذ ان أتى الى هنا وهو لا يهنأ فى النوم.. فى المساء يجلس مع جده ووالده وهم يحتفلون بموسم مولد النبى الشريف.. فى الإحتفال المتعارف عليه فى بلدته الذى يساهم به اكبر عائلات البلده ويستمر اسبوعًا كاملًا يأتى اليه جميع أقطار البلد.. يجلسون فى المساء يستمعون للأناشيد الدينيه والابتهالات.. وسط حضور كبار المنشدين لهذا الأحتفال..، ويستمر فى التحرك طوال المساء لوضع الطعام للحاضرين.. والترحيب برجال البلده..، الى ان يتعدى منتصف الليل فيبدأ الحاضرون فى الإنصراف لينصرف هو الأخر للنوم استعدادًا لليوم التالى.. لكن ليس للنوم سبيل فهو يستيقظ فى الصباح الباكر على صوت صياح الأطفال وهم يلعبون...

نهض من على الفراش وهو ينظر للجانب الأخر ليجده خاليًا.. زفر بحنق فمنذ ان أتى الى هنا وهو كان يضع فى حساباته انه سيقضى هنا اسبوعًا هادئًا مع زوجته بعيدًا عن الضغط الذى اصبحا يعيشان فيه فى الفتره السابقه..، ليجد نفسه يسقط فى دائره لا منتاهيه من الأعمال مع جده.. الذى لا يتركه يهنأ بالراحه فيأخذه معه ليراقب الاراضى والعمال.. يكاد لا يرى زوجته الا صدفه...

ارتدى تيشرته وهو يخرج الى الشرفه لينظر الى الاراضى الزراعيه.. مستنشق الهواء الناقى المصاحب للنسمات البارده لينسيه حرارة الجو فى ذاك الوقت العام...، يأتى خلف الاراضى جبال عاليه.. ليعطيها سحرًا خاصً بها.. ومن لا يقدر على مقاومة هذا المنظر الساحر...

لكن أبت الراحه ان تبقى معه لتتركه يتذكر تلك الحادثه المشؤومه..، حاول التنفس بهدوء ليتخطى تلك الذكرى التى مضى أعوام عليها..، لتقفز اليه صور حاول... سنين ان تمحى من رأسه لكنها تركت له وشمًا غائرًا لن يقدر على انتزاعه.. حتى لو استطاع لكن سيبقى مكانه بسواد لن يشفى حتى الممات... تركت للجميع وجع وألم لن ينسى.. لكن وجعه هو كان اشد وأقوى منهم جميعًا...

........
كان الجميع فى تلك اللحظه سعداء لا يعكر صفوة نفوسهم أى شئ..، فقد تسامح من كان بينهم بغض او كره.. واصبحوا يجلسون مستمتعون بتلك الجلسه التى لا تتكرر الا كل أعوام فى ظل البهجه المسيطره عليهم..، بحث مراد فى جيب سترته عن محفظته التى يحتفظ بها بورقه مهمه.. ليجدها غير موجوده.. بحث عنها أكثر من مره..، لينتبه له ياسين فسأله
-فى حاجه ضاعت منك يا عمى..؟!!

رد عليه وهو لا يزال يبحث عنها
-المحفظه مش لاقيها..

التف له محمد ليؤجل أمر محادثته مع زوجته الى ان يرجعا الى منزلهم.. ليقول
-دور عليها فى العربيه ممكن تلاقيها..

نهض ياسين متطوعًا وهو يقترح
-ادينى المفتاح.. اروح اشوفهالك فى العربيه اللى كنت راكبها..

مد مراد له المفتاح وهو يشكره
-كتر خيرك يا ياسين.. دور عليها كويس.. ده فيها ورقه مهمه لو ضاعت.. هتحصل كارثه..

نصيبي وقدري (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن