الحلقهہ‏‏ آلتآسـعهہ‏‏ وآلخآمـسـيـﮯن «آلآخيـﮯرهہ‏‏ آلجزء آلثآنيـﮯ»

6.5K 182 92
                                    

كان يسير فى احد الطرق متأملًا المكان فى تلك البلده الساحره... على الرغم من بساطة ساكنيها الا انها تمثل هاله من الجمال والسحر الذى يجعلك تنظر فى كل مكان مبهورًا بها...، أكمل سيره وهو يرى الفلاحين الذين يحملون الحشائش على ظهور بهائمهم... متجهين بها الى حظائرهم لإطعام الحيوانات التى يربونها...، والأطفال الصغار الذين يساعدون أهلهم فيما يفعلون بمرح وحب دون تأفف او تذمر.......

شرد بتفكيره بعيدًا وهو يتذكر تلك الحادثه وما نتج عنها... ثم توقف مكانه حينما رأى تلك الحوريه التى تجلس فى حديقه صغيره ملك لجدها... مليئه بالكثير من الزرع والفواكه... تجلس تحت شجرة الزيتون التى تكاد تخفيها عن الأنظار الا أنه حدد مكانها بمنتهى الدقه والمهاره..، ليراها وهيا تضحك بصوت انثوى خالص ضحكه عاليه تحمل الكثير من الدلال الانثوى بطياتها.....

تأملها عن كثب وهو يقترب من تلك الحديقه سائرًا خلف رغبته التى تريد ان تُملى عينه منها... متجاهلًا عقله الذى ينبهه ان ما يفعله خطأ... وانها لن تكون بالنسبه لك الا مجرد أخت لا أكثر ولا أقل..، لكنه رمى بكلام عقله فى عرض الحائط وهو يسير خلف رغبه بداخله لا يعرف ماهيتها... لينظر لها عن كثب... يتأمل كل حركاتها العفويه يدرسها ويحفظها.. اكثر مما حفظ دروسه اثناء دراسته.....

ليجد نفسه يهمس بداخله " بسم الله ما شاء الله... سبحان المبدع فيما خلق.."

فقد كبرت تلك الصغيره وأصبحت كما توقع ان تكون... بل أجمل مما تخيل...، انثى متفجرة الجمال.. بقامتها القصيره نسيبًا التى عوضها الله عن قصر قامتها بجمال يسحر أعتى الرجال بعينان رائعتين كقرصى الشمس التى تضئ للعالم أجمع...، وانف متوسط الحجم متلائم تمامًا مع وجنتيها الحمروان التى تشبهان التفاح الأحمر الناضج الجاهز للجنى..، وشفتيها المكتنزتين الملونتين بحمره فطريه تجعله يشتهى تذوقهما ليعلم فقط ما يكون مذاقهما...، وجسدها الملتف بأنوثه متفجره يتخطى سنوات عمرها بأعوام...

من يصدق ان تلك الفتاه التى لم تطرق باب العقد الثانى خطفت عقل وقلب صديق عمره... تذكر تلك المحادثه التى مر عليها أعوام التى تشاجر بها معه يسأله ماذا يريد من طفله لم تتخطى الخامسه عشره من العمر...، " ليخبره بكل بساطه وسلاسه انه يريدها... لا يعلم لما؟!!.. ولكنها تجذبه إليه بسحر لا يقدر على مقاومته.. وانه يشعر انها تخصه منذ صغرها.. منذ ان كانت فتاه صغيره يراها تكبر امامه... حينها اتخذ قراره ان تلك الفتاه ستكون له... ستصبح ملكه حينما تكبر..."

لا يعلم لماذا أحس بنيران تضرم فى صدره منذ تلك اللحظه والى الأن لم تهدأ تلك النيران بل تزداد اشتعالًا مع الأيام.. تمنى ان يكون "عبدالله" امامه فى تلك اللحظه ليهشم رأسه ويقتله على ان يسمع نبرته العاشقه لطفله...

فجأه اشتدت عروقه وتحفزت للفتك وهو يتذكر عودة صديقه منذ شهور من الخارج حينما انهى دراسته واتخذ بعدها عدة سنوات للتدريب ليقرر العوده أخييرًا الى ارض الوطن... كم تمنى ان يعود اليه ويخبره انه لا يريد "بسمله" وان كل ما قاله لم يكن سوى عبث مراهقه..، لكن ما حدث كان مغايرًا لما تمنه ابتسم بسخريه وهو يحادث نفسه.. ومنذ متى وما يتمنه يحدث...

نصيبي وقدري (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن