آلحلقهہ‏‏ آلسـآدسـهہ‏‏ وآلخآمـسـيـﮯن «آلجزء آلثآنيـﮯ»

6.2K 187 11
                                    

جالسه على مقعدها المعتاد ممسكه كتابها بين يديها.. مرتديه نظارتها الطبيه...، فتلك عادتها منذ ان كانت صغيره تغرق بين اسطر الكتاب لساعات دون ان تدرى..، استطاعت التغلب عن تلك العاده.. وهيا تخصص وقت معين للغوص فى عالم الكتب.. والتفرغ لأولدها وزوجها الذين هم عالمها الأجمل...

استمعت لصوت نحنحه تأتى من خلفها.. اغلقت الكتاب وهيا تلتف إليها.. حاولت الابتسام بقدر المستطاع لتدارى حزنها وغضبها.. قائله
-خير يا دعاء.. مالك يابنتى..؟!!

ابتلعت دعاء غصه مريره فى حلقها.. وهيا تطالع تلك المرأه الحنون.. التى برغم ضيقها.. وملامح الحزن المسيطره عليها.. تعاملها بهدوء وحذر.. وكأنها تخشى ان تجرحها بكلامها او تصرفها دون ان تقصد..، لكنها لا تعلم ان صمتها وحذرها الزائد.. يجرحها اكثر من كلامها..، فهى تعامل شهد بمعامله مختلفه تمامًا عنها..، فحاولت الهدوء والسيطرة على تلك الغصه وهيا تقول
-عمى بينده عليكِ.. وعايزك..

نظرت ناهد لساعتها لتجد انها جالسه هنا منذ فتره طويله اكثر من المعتاد..، اغمضت عيناها بضيق وهيا تزفر بهدوء معقبه
-الوقت خدنى.. ومحستش بنفسى وانا بقرأ..

ابتسمت دعاء ابتسامه صغيره.. لتتحرك من مكانها ذاهبه لزوجها الذى يعمل منذ حضوره الى المنزل.. ويبدوا عليه الضيق والهم..، فظهرت شبه ابتسامه وهيا تتذكر ناهد وهيا تغلق عيناها بضيق.. لتدرك الشبه الكبير بينه وبين والدته فى حركاته الغير المقصوده.. فى اغلب الأحيان...

-ازيك يا دعاء..؟!!
انتبهت لنفسها وهيا تنظر الى تقى التى وصلت برفقة ابنائها وزوجها الى المنزل..، لتبتسم وهيا تقترب منها وتقبلها فى وجنتها بترحيب.. وترحب بحازم.. وسيف وريتال..، لتسألها تقى
-هيا ماما فين..!!

اجابت عليها وهيا تشير الى مكانها
-قاعده هناك..

لتهز تقى رأسها بتهكم
-مش هتتغير ابدًا.. ده انا زمان كنت بغير من الكتب اللى بتقعد معاها وتسيبنا..

علق حازم بسخريه
-علشان كده يا حبيبتى.. بتكرهى الكتب.. ومبتخليش حد يقرأ اقدامك.. دى طلعت عقدة طفوله..

اضاف ادم وهو يتقدم منهم بإستفزاز
-لا وانت الصادق.. دى قلة ثقافه.. وحقد..

رفعت تقى احدى حاجبيها معقبه بنبره خطره
-انا حقوده... يا دكتور..!!

تقدم منها وهو يضع كلتا يديه فى جيب بنطاله ليكمل استفزازها بوجه بارد
-ايوه....، طول عمرك حقوده يا تقى.. فاكره كنت بتفتنى عليا ازاى وانا صغير.. والابتسامه من الودن دى.. للودن دى..

ضيقت عيناها وهيا تقول
-طب خلينى ساكته احسن.. علشان لو فتحت بوقى دلوقتى.. مراتك هتروح تبات عند امها..

اقترب منها وقد تخلى عن بروده ليقبل وجنتها هاتفًا
-واهون عليك يا رمضان...

تحكمت فى ابتسامتها بصعوبه.. حينما امسكه حازم من ياقته وهو يقول بغضب
-ما تحترم نفسك يا اخ.. دى مراتى..

نصيبي وقدري (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن