الحلقه السادسه والثلاثون

6.2K 225 30
                                    

فى احد سرادق العزاء كان يقف يونس بجوار جده ووالده واعمامه يتلقون التعزيه من الحضور، وسط قرءاة احد الشيوخ آيات الله عز وجل، كان يتلقى يونس العزاء من الجميع بنفس ملامح القوه والصرامه المرسومه على وجهه، ثم وجدوا رجل من احد كبار رجال البلد يأتى اليهم وهو يستند على عكازه بجلبابه الذى يدل على كبر وعظم شأنه يمشى اليهم وسط نظرات احترام الجميع له وقف امام رجل فى نفس عمره تقريبًا يقف امامه بشموخ، مد يده اليه قائلًا
-البجيه فى حياتك يا حج يونس.

رمقه بإستعلاء ممسكًا يده
-حياتك الباجيه يا حج سليمان.

اقترب سليمان من محمد بعدما قدم واجب العزاء للجميع مد يده اليه
-البقاء لله.

-ونعم بالله.

ثم اقترب من يونس الذى كان ينظر لهم بإستغراب ثم وجه نظره اليه مربتًا على كتفه
-شد حيلك يا ولدى..

اماء برأسه بهدوء ثم دلف الى الداخل وجلس على احد المقاعد وسط نظرات الحقد والغل الموجهه اليه من يونس الكيلانى، جلس لفتره ثم خرج من سرادق العزاء بعدما اقترب من محمد وهو يرمقه بنفس النظرات الغامضه توتر محمد كثيرًا من نظراته، الا ان تسأل سليمان ببعض السخريه
-عنديك عيال تانى غيره يا ولدى..؟!!

اجاب محمد بتوتر جاهد لإخفائه
-عندى ٣ ياحج ولد وبنتين.

ربت على كتفه ببعض القوه
-ربنا يخليهمولك.. وتفرح بيهم قريب..، بالإذن.. نجيلكم فى الافراح.

ثم خرج وسار مبتعدًا، تنفس محمد الصعداء بعدما رحل وهو يشعر بجسده ينبض بالخوف، نظر يونس لوالده بتعجب لحالته التى كان عليها لكنه لم يلاقى لها بال واستمر فى تلقى واجب العزاء، الا ان اتى اليه جده متسائلًا
-تعبت يا ولدى..، لو تعبت خش جوه ريح هبابه وعمامك هيكملوا بدالك.

هز رأسه نافيًا ورد عليه
-لا يا جدى انا كويس..، خش انت استريح.

ربت على كتفه قائلًا
-لا يا ولدى انا زين..، ثم وجه نظره لمحمد ببعض القسوه والصرامه
-وانت اعمل حسابك العزا ٣ تيام.

رفع حاجبيه بإستغراب حيث ان المتعارف فى بلدهم ان عزاء الرجال ثلاث ايام، وللنساء يوم واحد، لكنه لم يملك الجرئه للتسأل فأماء برأسه، بينما اكمل والده بصرامه
-مش كفايه طلعت من دارها من غير زفه.. وكانت راضيه..، وهتقعد انت وولدك اسبوع.
كان على وشك الرد بالإعتراض الا ان والده اردف بحده
-انا قولت اللى عندى.

ثم تركهم ووقف مكانه، بينما نظر يونس لوالده وهو يشعر ببعض الراحه لتأجيل مقابلته مع اخوانه حيث انه اصبح يخشى ويتمنى ابتعاد هذا اليوم الا ان يستطيع استعادة ربطة جأشه للخوض فى تلك المواجهه التى ستكشف وجوده للجميع.
.................................................................
امسكت اسماء هاتفها وهيا تشعر باحتراق كل خليه بجسدها منتظره الاجابه على الجهه الاخرى الا ان اتت، صاحت بغيظ
-كل ده علشان تردى.

نصيبي وقدري (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن