الجزء السادس والثلاثون{36}

0 0 0
                                    

صلوا على حبيب الله...
_________

خرجنا على صلاة المغرِب وأقمنا الصلاة في المسجد وعند رجوعنا للبيت وأنا ألعب مع رتال لاحظتُ أن طريق الرجوع ليس إلى بيت الجده (إلى أين نحن ذاهبون؟ هذا ليس طريق البيت؟!!) تلك هي الكلمات التي ألقيتُها على إسلام الذي كان يقود بملامح جامِده ولم يرُد علي.. لا لم يُرد.......
وقف أمام منزل أمي.. أجل أمام منزل أمي، لم يقول شئ سوى أنه أمرني بالنزول فأخذتُ إبنتي ودخلتُ للبيت..
أول مادخلتُ ف سمعتُ أصوات بُكاء وصُراخ.. ياسّتار أُستّر...
رأيت الكثير من النساء تبكي وتنعي والجميع يلبس أسود.. وقتها علمتُ أنه حدثّ مالا أتمناه...
كان أول من أحتضنني ميرام وأخذت تبكي على صدري ولكني لم أبكي بل صرخت قائله: لا أريد سماع صوت أحد.. لماذا تبكون؟ ها لماذا؟ لاتصرخوا أمي لم تموت.. أمي لم تمت....
وهكذا نُصب عزاء أمي.. الكثير والكثير من الناس وأنا لا أرى أحد.. يحتضنوني ويبكون حتى يواسوني وأنا جُثه هامِده.. يأتون لي بالطعام فيعود كما كان حتى ماء لا أشرب وهذا ماسبب لي ضعف ونمت بالمستشفى ثلاث ليالي فزاد إهتمام من حولي بي...
وإبنتي رتال لم أراها أو أسأل عنها فالذي كان في داخلي أكبر من كل شئ فقد أمي كان صعباً للغايه...
وزاد الهم على قلبي عندما بداء الناس يلحظُ وجودي
ف بدأ الحديث عني يزداد وقولهم مثل:(هذه هي التي هربت في نصف الليل بسبب أنها غير عذراء ف خافت من زوجها"ياسين" أن يقتلها.. أمها ماتت وهي غاضبه عليها ولهذا السبب منهاره.. قليلة الأدب تلك تبكي وتمثل أنها حزينه على فراق أمها وهي من جعلت تلك الشقراء المسكينه تمرض وتموت من الحسره وسواد الوجه.. أنظري أنظري إلى قلة الحيا ماذا تفعل تأتي بعد قتل أمها وتحضر العزاء ببنتها بنت الحرام.. ألا تعلمين أن زواجها باطل وهذه البنت إن كانت بنت من هربت معه ف هي بنت حرام لأن أعترف أخيها لزوجي أنها تزوجت شرعاً ذلك الذي تركته فهي لا تعتبر متزوجه من الآخر)..
والكثير من الألفاظ القبيحه التي نعتوني بها.. متُ قهراً..
في يوم ٍ كانت قط حضرت زوجة ياسين.. حقاً كانت جميله للغايه، لأ ليست جميله هي الجمّال نفسه...
غرّتُ صِدقاً من جمالها ومن أنوثتها ورقتها الطاغيه حقاً إستطاع ياسين تبديلي بالأفضل بكثير...
خرجتُ من صالة الضيوف التي كانت تتواجد بها زوجته التي تُدعى "رونق" ...
خرجتُ إلى المرئب جلستُ أبكي.. أبكي على كُل شئ.. على أبي الذي رحل وتركني وحيده خائفه دون أمان.. على أخي ومعاملته التي أوصلتني إلى هُنا أبحث عن الأمان الخاطئ والناس تعتبرني خطيئه.. على أمي التي رحلت ولم أبرها لم أفعل لها شيئاً يرضيها ويرضي الله عني عندما ألقاه.. على إسلام وخطئ في إختياره.. على ياسين و غيرتي من زوجته الجميله رونق...
ولم يتوقف حبل أفكاري السلبيه إلا صوت ياسين.. أجل كان صوت ياسين وهو متفاجئ من وجودي خارج المنزل وفي ذلك الليل... وللعلم أن صالة الرجال بابها قريب أو مفتوح على المرئب...
فضلتُ أنظر إليه تغير كثيراً بعد تركي له أصبح أكثر هنداماً وأهتماماً بشكله لحيته قصة شعره إلى حذاءه المُلمع كل شئ به رائع.. تقريباً أنه كان جميلاً ولكنني بسبب غبائي لم ألحظ ذلك..
أصدر صوتاً عندما أطلتُ في النظر إليه.. ف طأطأتُ برأسي إلى الأسفل وأعتذرت.. ف لم يُجب وظل صامتاً لدقائق حتى قال: أُعزيك على أمك.. رحمها الله وكان من مثواها الجنه..
_شُكراً لك... (صمتُ قليلاً ثُم قُلت) رأيتُ زوجتك أنها، جميله مُباركُُ زواجكُم...
_و زواجك، أوه أقصد هروبك..
_أنا حق....................
قاطعني:لا أريد أي جدال ليس من أخلاقي عدم إحترام أحد ولو كان ميتاً وهذا عزاءُ والدتُك لا تستحق تلك مُناقشات به..
_لا تستحق ،أجل لا تستحق.... كم لديك من الأبناء الآن؟
_ولدان وصبيه..
_ذريه صالحه بإذن الله..
_وأنتي؟؟؟!
_لديه صبيه واحده...
_مباركاً..
_ءءء يا .. ياسين.. أنا، أنا أعتذر عن فعلتي.. ولكن أخ.............
قاطعني مُجدداً: لا أريد سماع شئ.. ولا تنسي أنك الآن إمرأه متزوجه ولديك أبنه، إحترامي زوجك ولا تخونيه مثل ماخنتيني....
_أنتظر أنتظر.. أنا فقط أعتذر لا أخون أحد ولعلمك أنا أعرف من أكون لا أحتاج إلى التذكير.. فقط كُنت أحاول أن أبري ثمتي أمامك لا غير لأن أخي أجبرني على الزواج ولم يتفهم موقفي..
_لو أتصلتي بي وأخبرتيني أنك لا تريديني كنت تركتك أنا في النهايه لدي كرامه ولا أقبل على نفسي أنا أرميها على من لا يريدها أفهمتي..
_كُنت تحبني؟!!!..
كان طوال الوقت يتحدث معي وعينيه في الأسفل ولكن عندما سألتُه ذاك السؤال الذي بالأعلى نظر إلى بتفاجئ حالاً وقال بتوتر:ءء هو.. هو لأ .. كُنت...
_كُنت أو لأ...
_لماذا تسألين؟!
_أريد أن أعرف.. أقصد أنني لا أعلم لما ولكن أريد أن أسأل...
_أجل.. كُنت أحبك ولكن الآن قلبي يعشق زوجتي...
_حقاً!؟؟.
_بكل تأكيد..... هل يمكنني أن أسألك سؤالاً ؟!..
أجبته وأنا مطأطأت الرأس وحزينه ولا أعلم لماذا هذا الحُزن: تفضل..
_لماذا كُنتي تبكين؟..
_بسبب كُل شئ..
سألني مُستفهماً:كُل شئ؟
_أجل.. فأمي فارقتني ولم( أنهالت دموعي على خدي وبدأت الغصّه تستحوي على صوتي) ولم أشبع منها.. و حياتي بائسه ياياسين..
_أنا لا أعلم ماذا أقول ولكن إن أحتجتني أي شئ أخبريني..
_أنا أحتاج إلى أحد يفهمني ويشعر بي..
_ماذا دهاكِ يا ملاك.. أرجوكِ لا تبكي لا أحتمل بُكاء هذه العينين..
نظرت إليه بإستغراب:لماذا.
توتر وأحمرت وجنتاه وقال: لا شئ فقط.. أنا لا أحب أن أرى أحد يبكي..
وذهب وتركني.....

End the Part..
للكاتبه: Rodaina Daifalla

لؤلؤة المُحيطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن