الجزء الثامن عشر

3.6K 169 65
                                        


أمام  قصر والده وقف مراد ينظر الى البوابة الكبيرة بحدية وهو يعتصر قبضته بسؤم والحراس يفتحون البوابة له ليدخلها مشيا على اقدامه مارا بحدائقه الكبيرة وتماثيله المخيفة متجها نحو الاعتاب الداخلية للقصر حيث كانت تقف داملا بانتظاره ..

- لاكون صريحة ... لم اتوقع قدومك بهذه السرعة !
قالت بتهكم فهتف بحدية من بين اسنانه :
- أين هي ؟

- لتراها عليك أن تدخل القصر ..
قالت بابتسامة ثعبانية فزفر مراد من انفه بغيظ ومشى ينوي الدخول ولكنها وضعت يدها على صدره تمنعه رادفة وهي ترسم اشارة التصير باصبعيها السبابة والابهام  :
- ولتدخل القصر عليك أن تنفذ طلبا صغيرا جدا ...

نفش مراد انفه بغل وهو يجحرها بنظرات كالجحيم وقال :
- ما طلبكِ واللعنة ..

- أن تكون من رجالي ..
قال بمكر فهتف برفض :
- وإذا رفضت ؟..

- حينها ستودع روح للابد ..
قالت وهي تعقد ذراعيها على صدرها فشد قبضته وحرك فكيه بقهر قائلا :
- حسنا سانفذ طلبك اللعين  ..

حينها ابتعدت عن الباب وسمحت له في الدخول فنظر اليها بسؤم بطرف عينه وهو يمر من امامها ثم سرعان ما تحولت نظراته لملهوفة وهو يبحث عن روح ..

- في الطابق السفلي ..  تحديدا في الجناح الشرقي ستعرف اي غرفة لوحدك عندما تصل ..
قالت داملا وهي تضحك بسخرية وشر كثعبان خبيث .. فاهملها مراد وهرول نحو الطابق السفلي ومشى في سردابها  بعينان تتوهجان شوقا ولهفة حتى وصل الجناح ليتغلغل اذنيه صوت بكائها ..

نظر نحو الغرفة القادم منها صوتها وهي غرفة قديمة رثة .. فتحها بسرعة ليجدها جالسة على احدى الكراسي مقيدة اليدين وبجانبها على كرسي آخر رجل مغمى العينان وملئ بالكدمات والجروح وقد غطت الدماع اغلب جسده

اهمل الرجل وهرول نحو روح يزيل المنديل عن عينيها لتقع عيناها عليه .. رأته محمر العينين والخوف يرسم هالة كبيرة حوله .. وتفاجأت بيديه تضمان وجنتيها وهو يهمس لها بثبات وقوة جعلتها تتمالك نفسها  قليلا :
- لا تبكي يا صغيرة  سأخرجكِ من هنا ..

اومئت له بحيرة وعقلها لا يستوعب ما يجري معها ولكنه كان القشة التي يتمسك بها الغريق .. وكان عليها التمسك بكلماته علها تخرج من هذا الجحيم ..

اخذ يحل قيد يديها وما ان فكها حتى تفاجأ بها تضمه بقوة قائلة وهي تدفن وجهها في صدره :
- أخرجني من هنا أرجوك ..

" أتعرف ذلك الشعور الذي يجعلك تقشعر وقلبك يتضخم في صدرك من فرط سعادتك ؟ تحديدا عندما تشعر بالدفئ والوئام ؟ أنا اشعر به عندما اضمك بني " كلمات كانت قد قالتها له والدته يوما ما وها هو الان يشعر بها بينما يلف ذراعيه حول روح ويغمرها بتملك وهو يستنشق رأئحتها المسكرة ..

لظى الإنتقام /مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن