الجزء الثاني عشر

4.3K 186 78
                                        


تمعنت فيه جيدا وفي كلماته وكم انتابتها الدهشة وهي تراه يتحول جذريا من قاسي الى حاني .. تراه  يقترب منها ويلمس خدها بظهر يده قائلا :
- لو أنكِ فقط أخبرتيني بالحقيقة منذ البداية ..

صفعت يده وابتعدت خطوتين الى الخلف قائلة بنفور  :
- لا تلمسني .. الحقيقة الوحيدة التي يجب ان تعرفها هي أني أكرهك

- ما زلتي لا تصدقيني  ..
قال متعجبا فنظرت اليه بدهشة قائلة  :
- أنت مخادع وماكر ..  كيف تريدني أن اثق بك ؟

قطب جبينه واقترب منها ممسكا بذراعها وقال بغضب :
- كل ما فعلته بكِ كان لأنكِ خدعتيني واخفيتي هويتكِ الحقيقية .. فكري جيدا من منا المخادع !

ارتجف جسدها ذعرا ويده تسحق ذراعها فتمعن بملامحها الخائفة وترك ذراعها ثم ابتلع ريقه وأردف ببرود  :
- سأجد ذلك الرجل الذي قتل والدكِ .. وسأنتقم منه

- لا أريد منك شيئا .. يكفي ما رأيته منذ أن عرفتك .. اذا كنت حقا لست القاتل إذن اتركني وشأني .
قالت ودموعها تروي خديها فشد قبضته بغيظ وصك أسنانه مطبقا فكيه بقوة والحيرة تجعله عاجزا امامها ..

شعرت بدوار للمرة الثانية خلال هذا المساء  فأغمى عليها فورا .. التقفها دمير بذراعيه وهو ينظر اليها بقلق  .. ثم حملها كالاميرة ووضعها على سريره واتكئ بجانبها وعيناه لا تغادر ملامحها هامسا :
- يا لكِ من امرأة قوية ..

رفع يده واراد ملامسة وجنتها بابتسامة حالمة وذكرياتهما معا تكتسح مخيلته .. تلك الخيالات التي شابهت الظلال بعينيه الضريرة .. الخيالات التي اصبحت الان اكثر وضوحا لعينيه وهو يراها مسبلة العينين فوق سريره ..

.
.

وقف مراد متكئا بكتفه على إطار الباب ينظر الى روح  من بعيد بلامبالاة أخفى خلفها اهتماما غريبا ..  عقد ذراعيه على صدره وأنفاسه تعلو وتهبط بمشاعر  غريبة متخبطة تخالجه لاول مرة ..

تاملها وهي تبكي على ذلك العصفور الذي لا قيمة له عنده وتعجب كل هذا الحزن والرثاء ولكنه شعر بشئ من الرضى وقد وضع روحه بديلا عن روحها فقط ليثبت لنفسه أنه ما زال ذاك السفاح الذي لا مكان للشفقة في قلبه !

رن هاتفه ليقطع افكاره وتأملاته وياخذ الهاتف من جيبه ثم يجيب المكالمة .. وجد اسم شقيقته على شاشة الهاتف فدخل الى الكوخ قاصدا مكتبه واجاب مكالمتها :
- اليس الوقت متأخرا بعض الشئ !

داملا بجدية : توقف عن سخريتك واخبرني ... هل قتلتها ؟

غلغل مراد يده في شعره ثم مسح بها على راسه وصولا لعنقه زافرا من انفه بضيق قائلا :
- لا ... لم أقتلها ...

داملا بغيظ : لماذا مراد ؟ ألم يكن كلامي واضحا ؟ !

- بلى ... ولكن من الغباء قتلها الآن ... دمير لم يقتل دارين بعد ... روح ورقتنا الرابحة شقيقتي ..
قال مراد بابتسامة ماكرة جعلت روح الواقفة على الباب ترتجف وتترنح حتى ارتطمت في الباب مصدرة صوتا جعل مراد يلتفت نحوها بدهشة ..

لظى الإنتقام /مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن