- روووح ..عزيزتي .. هل انتي بخير ؟
هتفت دارين التي هرولت بسرعة نحو اختها ما أن استعادت رشدها بعد تلك الصدمة المرعبة ولفتها بذراعيها تدفن وجهها الصغير في صدرها وهي تحمد الله بلا كلل ..
- لا تقلقي انا بخير اختي .
قالت روح وهي تنظر الى مراد بامتنان بينما هي منكمشة في حضن اختها وهو ما زال ينظر الى ابراهيم بتحدٍ وغضب شديدين وعروق يديه تكاد تتفجر مع انفجار براكينه .
اهمل ابراهيم مراد ونظر الى دارين قائلا :
- خذيها وغادرن المكان فورا .
حرك مراد فكه باعتراض وهو يصك على اسنانه عاجزا عن تحطيم غرور ابراهيم وبداخله رغبة شديدة في الهرولة نحو روح وسحبها من ذراعها والهرب معها الى مكان لا يوجد فيه سواهما .
ولكن رغبته لم تكن سوى امنية امام نظرات روح الخائفة منه والمطمئنة في حضن دارين .. فنفث انفاسه من انفه ببؤس وشد قبعته الرياضية على جبينه واخذ سلاحه عن الارض ثم غادر المكان منسحبا قبل وصول عناصر الشرطة الى المكان .
راقبته دارين بحذر الى ان غادر ولا تعلم روح لماذا اختنقت بغصة مقيتة ما ان غادر بتلك الطريقة رغم أنها تهابه حتى هذه اللحظة وصورته كقاتل سفاح ما زالت مطبوعة في مخيلتها .
امسكت حياة بكل من دارين وروح واومئت لابراهيم وغادرت المكان برفقة مجموعة من رجال عليخان بينما بقي ابراهيم في المكان لمخاطبة رجال الشرطة الذين كانو يعاينون المكان .
خلال ذلك كله كان دمير يقود سيارته وخلفه رجاله .. يسابقون الرياح بملامح حادة وهو يتوعد بالاسوأ لداملا التي كانت تسبقهم بسيارتها والى جانبها فيدات ..
- حاول أن تضيعه ..
قالت داملا لفيدات الذي اومئ وانحرف بسيارته فورا عند اول منعطف ليدخل في ازقة احدى الاحياء ذات الكثافة السكانية ..
- اللعنة .
تمتم دمير من بين اسنانه بحدية ثم تبعهم باصرار وعزيمة متوخيا الحذر بشدة كونه في منطقة سكنية .
ومن طريق الى طريق ومن منعطف الى اخر وهم كالقط والفأر استطاع دمير ورجاله محاصرة داملا في احدى الطرق القائمة على منحدر النهر ..
علمت داملا بأنها اخفقت أمام اخيها الذي لا يقهر .. فقلب عينيها بضجر وفتحت الباب باهمال وخرجت لتقف بجانب سيارتها وهي تنظر نحو دمير الذي ابتسم لها بتفاخر وتهكم ثم نزل ووقف هو ايضا الى جانب سيارته ..
بسرعة خرج رجاله من سياراتهم ووجهو اسلحتهم نحو فيدات وداملا متأهبين لاي ردة فعل منها .. فضحكت بصخب تلك الضحكة التي يبغضها دمير جدا .. فهي تمحي كل صورة جميلة لها في مخيلته وذاكرته ..
- هل تظن الامر انتهى ؟!
قالت بتهكم وكلها ثقة بعاطفته تجاهها ليجيبها بنبرة جعلت ظنها يخيب فيه :
- إذا لم ينتهي هنا فسأنهيه داملا ..
أنت تقرأ
لظى الإنتقام /مكتملة
Romance(رواية لا تخلو من الجرئة ) ظنها عثرة في طريقه .. ووسيلة لابعاده عن منشوده .. لايعلم بأنها الفتاة التي بحث عنها في وجوه وقلوب جميع من عرفهن .. كان هدفه قتلها واستغلالها .. حتى وقف القدر في وجهه وجعله عاشقا متيما بها .. الى أن أمسى جسده قربانا لروحها...
