الجزء الواحد والثلاثين

3.6K 170 66
                                        


ادركت حينها معنى كلماته ( بعد لحظات سيكون بإمكاني فعل ما اشاء بكِ ) لتشعر بذعر كبير وتحاول الفرار ولكنه لحقها وامسكها من الخلف هامسا امام اذنها :
- أتتذكرين تلك الشروط ؟

هدأت وتجمدت بين يديه وهي تعلم بأنها لم ولن تستطيع الهرب من قبضته مهما حاولت .. لتجده قد لفها ليقابلها وجها لوجه ويرى الضعف والخوف في عينيها العشبية مما  أرجف قلبه فاردف بجدية  :
-  اذا تزوجتيني سنعيش انا وانتي ودارين مع دمير الى الابد .. وهذا يكون اول شروطي .

تاملت كلماته ثم نزلت بعينيها الى يديه التي تشبثت بيديها بتملك فرجف قلبها له واستطاعت رغبتها في التغلب على عقلها لتقول بصوت راجف مذعور :
- ح ... حسنا ... و ... ولكن لا تلمسني ... ح ... حتى أسمح انا لك بذلك .

ابتسم لها بمكر وعقد اصبعيه السبابة والوسطى واخفى يده  خلف ظهره قائلا يتاملها بعشق  :
- أعدكِ صغيرتي .

ابتلعت ريقها بتوتر شديد فمد يده لها يدعوها لوضع يدها بيده حتى يمشيان سويا كعاشقين امام الجميع فمدت يدها بتردد ووضعتها بيده ليمسكها بتملك ويمشي برفقتها امام الجميع متجهين الى المنصة ..

اخذت روح تنظر الى وجوه الجميع بارتباك وهم يبتسمون لها بايمائات تشجيعية لم تؤتي أُكلها معها .. ومراد لا ينظر الى سواها وهو يقيس كل شبر فيها كمهووس .

وما ان وقفا على المنصة حتى اقتربت فتاة شقراء ايطالية فاتنة وبيدها ثوب زفاف مفتوح كمعطف ذو اكمام طويلة واسعة ومزركشة .. وقفت خلف روح وألبستها الثوب ولفته على صدرها واوثقت اطرافه بشريط فضي لامع من الساتان لفته حول خصرها الممشوق النحيل .

ثم اقتربت فتاة اخرى لا تقل جمالا عن الاولى وبيدها طرحة ثبتتها على شعر روح لتاتي فتاة اخرى وبيدها تاج مرصع باحجار كرستال لامعة وثبتته على رأس روح التي منحت مراد شبه ابتسامة عفوية أذهبت عقله وجعلته يشعر براحة وهو يرى تقبلها لكل هذا  .. ولكنها سرعان ما استعادت رشدها تحرمه من تلك الابتسامة الرقيقة .

ولكنه سعيد .. سعيد جدا ولا شى سينغص عليه سعادته .. فأخذ يتأملها وهي عروس صغيرة فاتنة بتلك الحلية البسيطة فاتسعت ابتسامته وامسك بيدها ثم ساقها لمقعديهما وجلس الى جانبها مقابل الماذون الذي باشر بعقد قرانهما .

لينتهي بهما الامر زوجين شرعيين بموجب الدين فقط .. فامسك مراد دفتر عقد القران ورفعه ليعلو صياح الجميع وتصفيرهم مع صوت تصفيقهم الحار .. وروح تنظر لمراد ثم اليهم بضحكة خفيفة وقد اخذتها اللحظة مرة أخرى وانخرطت مع الجميع بعفوية .

- baciala ( قبلها ) ... baciala ... baciala
اخذ الحضور يهتفون فنظرت روح لمراد بتوتر لتجده قد شدها من خصرها وقبلها بعمق ليعلو التصفيق والتصفير والزعيق .. حتى دفعته روح بخفة وهي تنتزع شفاهها من بين شفاهه بخجل شديد وقد تحول خداها كحبتي تفاح .

لظى الإنتقام /مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن