الجزء التاسع عشر

3.6K 178 46
                                        

اخذ يدها الموجودة على قلبه ورفعها لشفاهه وقبل باطنها برقة غير معهودة وعيناه لا تتزحزحان عن عينيها .. ليقول وانفاسه تلفح بشرتها :
- لأعترف لكِ بحبي ..

شعرت بالدهشة مما سمعت وعجزت في التعبير عن مشاعرها واكتفت بالنظر اليه بصمت وملامح مبهمة في حين ابتلع ريقه واردف بتوتر ويده تضم يدها بتملك اكبر :
- حبي ليس وليد هذه اللحظة .. حبي لكِ كان وليد تلك الليلة التي قضيتيها بجانبي طوال الليل وانا عليل .. واعترافك لي باعجابك بي جعلني استجمع شجاعتي واعترف لكِ بمشاعري...

سحبت دارين يدها من يده بقوة وقد ضاقت ذرعا بكلامه وقطبت جبينها قائلة :
- إعطائك الخاتم لم يكن اعترافا بإعجابي ...

قطب جبينه وهو ينظر اليها متعجبا كلامها في حين اردفت هي :
- أعطيتك إياه لتعرف بأني ابنة احمد يلماز ... ففي تلك الامسية خدعتك تلك الفتاة وظننتها أنا ..

ضحك دمير بقوة فاتسعت عينيها واردفت بغيظ :
- ما المضحك بهذا ؟

وضع يديه بجيبه ووقف امامها بابتسامة جانبية ذكية واجابها :
- لو لم أكن متاكد من انكِ نازلي لما دعوتكِ اساسا لذلك العشاء ..

نظرت اليه بحيرة فدنى منها وهمس عند أذنها رادفا :
- ولَمَا تحملت ضربات ابراهيم فقط لأراكي ..

احمرت وجنتاها وشعرت بالخجل وقلبها يضرب بجنون وقد خانتها مشاعرها الناقمة عليه .. فاتسعت ابتسامته وقد نال ما اراد ..

.
.

جلس مراد على كرسي الى جانب سرير روح التي كانت مستلقية باعصاب منهارة مما عاشته من رعب قبل لحظات .. غير شاعرة بيديه التي احتضنت يدها بخوف وابهامه يداعب بشرتها برقة غير معهودة .. بينما يتأمل ملامحها المسبلة بوله ..

وما أن شقت عينيها ببطء ونظرت اليه حتى انتفضت بفزع وسحبت يدها من يديه وهي تلملم جسدها وتجلس بحذر مبتعدة عنه بملامح مذعورة كمن رأت شبحاً ..

أدرك أنها تهابه الان اكثر من قبل بسبب ما فعله بذلك الرجل المسكين فابتلع ريقه وقطب جبينه وهو يتأمل نظراتها نحوه بعتاب ..

- لماذا قتلته ؟
قالت روح بصوت راجف فاخذ نفسا طويلا ثم زفر من انفه قائلا بامتعاض :
- كان عليّ الاختيار .

شعرت روح بمزيد من القهر والعجز فضمت عينيها بقبضتيها المتشبثة بالغطاء واخذ تنوح بصوت حزين غير آبهة بوجوده..

- توقفي عن البكاء ...على الاقل بتي تعلمين الآن بأني لا انوي قتلكِ ..
قال ببرود وهو ياخذ منديله من جيب جاكيته ويمده لها فتوقفت عن البكاء ورفعت راسها وهي ترفع حاجبيها ناظرة اليه بدهشة لتقول من بين شهقاتها وهي تأخذ المنديل بخوف :
- لن تقتلني !.

ابتسم بجانبية ساخرا من برائتها التي جعلتها تهمل كل ما فعله وما زال يفعله لاجلها وقال متهكما يجاري عفويتها :
- مطلقاً ..

لظى الإنتقام /مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن