الجزء الثامن

4.2K 219 89
                                    

في ذاك الحي القديم وقف عليخان وحوله رجاله  امام العمارة التي كانت تعيش فيها دارين قبل يوم مضى وعيناه تلفظان نارا من شدة الغيظ والقهر ..

- آغا مالذي سنفعله الآن ..
قال جودت صديق عليخان ومساعده المخلص فاجابه عليخان بنبرة قوية ثابتة  :
- سنبحث عنها في كل مكان .. انا لا اثق بالشرطة ..

- طبعا آغا .. سنجدها ..
قال جودت وهو يربت على كتف عليخان ثم ابتعد عنه متجها نحو رجاله واخذ يعطيهم توجيهاته بينما عليخان ما زال واقفا امام العمارة ويتأمل نافذة شقة دارين ..

ولم يستطع الصبر حتى دخل العمارة قاصدا شقتها ثم دخلها بفضول وشوق كبيرين .. ولامس كل سطح لامسته ابنته .. وتنفس الهواء الذي لطالما تنفسته وعيناه تغرورق بالدمع ..

حبيبته ومدللته عاشت هنا فترة طويلة بعيدا عنه .. ووحده الله يعلم كم عانت وهي تعتني بنفسها واختها .. حقيقة آلمته واحكمت على انفاسه بغصة مقيتة .. فزفر بآه ملؤها القهر وشد قبضته بغيظ قاطبا جبينه ومتوعدا لمن خطفها باضعاف الالم الذي أذاقه ياه ..

ولم يستطع البقاء طويلا في هذا المكان وهو يندب حظه فخرج متجها الى قصره حيث استقبلته زوجته حياة بملامح مصدومة وبيدها كرت دعوة قائلة بصدمة :
- عليخان جيد انك أتيت .. حاولت الاتصال بك مرارا وتكرارا ولكنك لا تجيب ..

- اقفلت الهاتف لبعض الوقت فقط حياة .. اردت التفكير بذهن صافٍ ليس الا ...
قال عليخان بارهاق فمدت حياة الكرت له وقالت بعينان مغرورقتان دمعا :
- إبنتنا تزوجت عليخان .. وهذه دعوى من زوجها دمير صالح اوغلو لحضور زفافهما اليوم مسائا ..

اتسعت عينا عليخان بحدية وخطف الدعوى من يدها بقوة واخذ يتاملها بغيظ شديد .. والشرار يتطاير من عينيه .. فشهدت عيناه على اسمها المكتوب الى  جانب اسم تلك العائلة البائسة .. فلم يكن منه الا أن كمش الدعوى بيد من حديد حتى كورها  ثم رماها ارضا بقهر ..

- اوف صغيرتي ينال .. أوف ..
قال وهو يغادر القصر مهملا صراخ حياة من خلفه :
- انتظر علي .. لا تتركني هكذا لوحدي .. اخبرني مالذي ستفعله؟..

ولكنه مشى نحو سيارته بنظرات متوعدة كلها تحدٍ وكبرياء وملامحه تقول بانه ينوي على شئ كبير ..

.
.

على الاريكة كانت دارين مستلقية وقد نامت الليل عليها في الصالة دون ان تشعر من شدة التعب ... بشعرها المنكوش ويديها المقيدتان وملابسها الرثة وساقيها المجروحتان .. وحالتها التي يرثى لها ..

بينما دمير خرج من غرفته ووقف مقابلها ينظر اليها بانزعاج .. لا يعلم هل هو منها أم عليها .. ربما الاثنان معا .. ولكن كالعادة ما ان يشعر بالقليل من الشفقة تجاهها بطريقة انسانية حتى يأتي شيطانه ويذكره بأنها ابنة اكثر شخصين يكرههما على الاطلاق ..

لظى الإنتقام /مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن