بعد شهر
في احدى الأوتيلات الكبيرة في ايطاليا اقام اسماعيل حفل عيد ميلاد كبير لتواميه روح وكاثرين ودعا اليه اكبر رجال الاعمال والكثير من اصحاب الطبقة المخملية .. والاهم من الجميع دارين وعائلتها والذين حرصت كاثرين شديدا على وجودهم اول الحاضرين .
وبزينة وصلت ميزانيتها المليون اكتسى الاوتيل .. فخيوط الانارة المتدلية من سقفه لارضه بدت كنجوم متراكمة وكقناديل في هذه الليلة الدامسة .. وزهور الاوركيد البيضاء تناثرت على اطراف طاولات الضيوف بعناية تامة .. ولن انسى الطعام المتنوع فمنه الياباني والعربي والايطالي .. بالاضافة لاجود انواع الشراب .. والكثيرالكثير من الاقنعة النسائية والرجالية .. فالداخل الى الحفل يمنح قناعا اذا لم يكن يرتدي واحدا .. وهذه فكرة كاثرين التي خططت لحفلها بعناية .
وفي ساحة الاوتيل اقيم الحفل والاضواء تسلط على مربع كبير من الرخام تحديدا نحو كاثرين اللتي وقفت امام كعكة كبيرة من سبع ادوار صنعت بيد خباز بارع .. ورصعت باللآلئ كما تحب ان تراها كاثرين بينما روح لم تكترث لهذا كله فبعد موت مراد اصبح كل شئ بلا قيمة ..
وها هي كاثرين تضحك بحماس وتصفق معبرة عن سعادتها مع الحاضرين يزيدون حماسها وهم ينصتون لكل ما تقوله وهي تلقي عليهم بعض التعليمات ليفاجئو روح التي ما زالت لا تعلم بكل هذا ..
- ارجو أن تسامحيني روح ..
تمتمت دارين دامعة العينين بابتسامة حماسية ليلفها ابراهيم بذراعها مقبلا راسها قائلا بحب وبحزن اخفاه في اعماقه :
- ستسامحك .. إنها روح .. الملاك الصغير .
نظرت دارين اليه وضمته بحب كبير وابتسامتها تتسع غافلة عن نظرات دمير الذي كان يتأملها بشوق كبير ولوعة والاهم من ذلك حزنه وهو يتذكر كلماتها التي ما زالت تتردد في ذهنه بلا رحمة " لم اعد أريد الكفاح .. لطالما كان زواجنا فاشلا ... وانا لم احبك قط ... ربما اعجبت بك قليلا ولكني لم احبك ابدا "..
نظرت نحوه وهي في أوج سعادتها فشاح بانظاره عنها حتى لا ترى شوقه ولوعته وتاهت فيه دون ان يدري والحنين إليه يتوغل الى اعماقها دون رحمة .
.
.
قبل ساعات
في تركيا جلست روح في حديقة القصر برفقة روكي الذي اخذته من دمير لتربيه هي .. فحبها له تفاقم مع تفاقم شوقها لمراد .. وقد وجدته ونيسا رائعا لها في غياب صاحبه .
وبينما هما يجلسان في الحديقة .. هي تقرأ كتابا بعنوان " منطق الطير " وتتمتم بعضا من سطوره بانتباه تام :
- ما أكثر ما أحرقت نفسي كمصباح، حتى أضأت الدنيا وكأنني شمع، وأصبحت رأسي كالمشكاة من الدخان، فإلام يشعل شمع خلدي المصباح؟ لقد ولّى نهار طعامي، وانفضّ ليل نومي، ونضب ماء كبدي من نار قلبي، وقلت لقلبي: أيها الثرثار، لقد تكلمت كثيرًا، فصه وابحث عن الأسرار! فقال: انني غريق ناري، فلا تلمني. أن أكف عن الكلام، احترق، لقد ماجت مئات الاضطرابات في بحر روحي، فكيف أكف عن الكلام ساع....
أنت تقرأ
لظى الإنتقام /مكتملة
Lãng mạn(رواية لا تخلو من الجرئة ) ظنها عثرة في طريقه .. ووسيلة لابعاده عن منشوده .. لايعلم بأنها الفتاة التي بحث عنها في وجوه وقلوب جميع من عرفهن .. كان هدفه قتلها واستغلالها .. حتى وقف القدر في وجهه وجعله عاشقا متيما بها .. الى أن أمسى جسده قربانا لروحها...
